نبذة عن محمود المسعدي
مولد محمود المسعدي
ولد الكاتب والمفكر التونسي محمود المسعدي عام 1915م في قرية تازركة بولاية نابل في تونس، وبدأ تعليمه في كتّاب (مكان لتحفيظ القرآن الكريم) القرية، إذ أتم حفظ القرآن قبل أن يبدأ مرحلة التعليم الابتدائي في العاصمة.
نشأة وتعليم محمود المسعدي
فيما يأتي بعض المعلومات عن نشأة محمود المسعدي وتعليمه:
- بدأ تعليمه في كتّاب القرية، فقد أتم حفظ القرآن قبل أن يبدأ مرحلة التعليم الابتدائي في قريته.
- بعد ذلك أتم الدراسة الثانوية في المعهد الصادقي عام 1933م.
- في عام 1933م، التحق بكلية الآداب بجامعة السوربون ليدرس اللغة العربية وآدابها وتخرج فيها عام 1936م.
- حصل على شهادة الدراسات العليا عام 1939م.
- حصل على التبريز 1947م.
- شرع في إعداد رسالته الأولى (مدرسة أبي نواس الشعرية)، ورسالته الثانية عن (الإيقاع في السجع العربي)، ولم تتم الرواية بسبب الحرب العالمية الثانية، ونشرت الثانية لاحقًا بالعربية والفرنسية.
مناصب مهمة لمحمود المسعدي
فيما يأتي أهم المناصب التي تولاها الكاتب والمفكر محمود المسعدي:
- درّس في معهد كارنو والمعهد الصادقي في تونس ابتداء من عام 1936م.
- انتُدب للتدريس بمركز الدراسات الإسلامية في باريس عام 1952م.
- تقلد عدة مسؤوليات في نطاق حركة التحرير الوطني.
- انضم إلى الحركة النقابية رئيسا للجامعة القومية لنقابات التعليم وأمينًا عامًا مساعدًا للاتحاد العام التونسي للشغل من سنة 1948م إلى 1954م.
- شارك في المفاوضات التونسية الفرنسية التي أفضت إلى الاستقلال الداخلي سنة 1955م.
- بعد الاستقلال انتخب عضوًا بالبرلمان من 1959م إلى 1981م، ثم رئيسًا له من 1981م إلى 1986م.
- عين وزيرًا للتربية القومية، ثم وزيرًا للثقافة في الفترة من 1973 إلى 1976م.
- كان له أنشطة مكثفة ومسؤوليات سامية في منظمتي اليونسكو والألكسو منذ عام 1958م.
أهم مؤلفات محمود المسعدي
يعد الراحل محمود المسعدي من أبرز أدباء تونس، وكان له تأثير عميق في تكوين أجيال عديدة، وقد جعلت منه أعماله الخالدة أحد أبرز الأدباء العرب، وله العديد من المؤلفات أهمها:
السد
مسرحية السد التي بدأ المسعدي كتابتها في عام 1940م وتمت طباعتها للمرة الأولى عام 1955م، وهي الأثر الأهم لمحمود المسعدي، وتكمن أهمية الكتاب من الموضوع وزمن الكتابة والاستدعاءات الكثيرة التي استعملها المسعدي في متنه، مثل: الميثولوجيا، والأفكار الوجودية، والتراث العربي الإسلامي، في توليفة عجيبة أخرجت السد من التناول المحلي إلى النظر الإنساني الواسع كان كتاب السد خلاصة رؤية المسعدي للوضع التونسي زمن الاستعمار الفرنسي والتشوق إلى الاستقلال، لكن لغته وأسلوبه وثقافة الكاتب حولته إلى أثر إنساني لا يموت.
حدث أبو هريرة قال
حدث أبوهريرة قال كتبت عام 1940م وطبع العمل كاملًا عام 1973م، وصدرت الترجمة الألمانية عام 2009م، ويعتبر هذا النص من أهم النصوص المؤسسة للسرد التونسي والعربي الحديث، وقد اختير كتاسع أفضل مائة رواية عربية في القرن العشرين، وتعد الرواية جماع أفكار المسعدي الوجودية، والفلسفية، والجمالية، إذ طرح فيها أفكاره من خلال شخصية أبي هريرة الذي خاض تجارب وجودية شتى بحثًا عن ذاته، واستلهم المسعدي نصه من التراث السردي العربي الإسلامي، واتخذ من الخبر أسلوبًا خاصًا في الكتابة نقل به مغامرات الأبطال.
تأصيلًا لكيان
تأصيلا لكيان الذي جمع فيه شتات كتاباته الأدبية والفكرية طوال حياته، وهو مجموعة مقالات ومحاضرات في الأدب والفلسفة والثقافة، وهي: "صحائف كتبت على وجه الدهر مختلفات، تمحيصًا للرأي والتعبير، وحفاظًا لعهد الفكر جلاله، والقلم حريته والآباء حرمته، والجهاد آدابه، في فترات توالت وتباعدت في الزمن العديد، وتقاطعت متصلة في امتداد سؤال واحد لا يزال حتى اليوم ينشد جوابه، ومن أقدم القدم كان السؤال: "لزوم ما لا يلزم في كيان الإنسان"، كما جاء في تقديم محمود المسعدي نفسه لها.
مولد النسيان
رواية مولد النسيان نشرت للمرة الأولى عام 1945م، وترجمت إلى الفرنسية عام 1993م، والهولندية عام 1995م، والترجمة الألمانية صدرت في مارس 2008م.
من أيام عمران
نشر بوساطة رياض خليف في الشروق يوم 18/ 06/ 2005م، و قام بتحقيقه وتقديمه الدكتور محمود طرشونة، وقرأه قراءة نقدية الناقد توفيق بكار، والذي صدر منذ أيام قليلة سيعيد الجدل الدائر حول كتاباته، لا سيّما أن آخر كتاب له صدر منذ أكثر من ربع قرن.
لقد روى المسعدي قصة إنسان في مختلف مراحل حياته من النزول الى الموت في البحر وقد مر بتعرفه على امرأة والتعاطف بينه وبينها والخوض معها في جدل الحياة، فهذا الكتاب اتخذ موضوعًا لم تخرج عنه كتابات المسعدي وهو البحث في ماهية الإنسان وقضاياه الوجودية كما اتكأ على أسماء تراثية، فمثلما كان غيلان وميمونة من التراث كانت ريحانة وأبو هريرة وها هو عمران ودانية.
أشهر أقوال محمود المسعدي
من أشهر أقوال الكاتب محمود المسعدي ما يأتي:
- مقدار من الجنون لا بدّ منه من أجل مقدار من الحرية.
- الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل ويقدرون على تحدّي المستقبل.
- أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة.
جوائز حاز عليها محمود المسعدي
من أبرز الجوائز التي حصل عليها الكاتب والمفكر محمود المسعدي ما يأتي:
- الصنف الأكبر من وسام الاستقلال.
- جائزة الأليكسو.
- جوائز وطنية ودولية أخرى.
- وسام الاستحقاق الثقافي.
- الصنف الأكبر من وسام الجمهورية.
- جائزة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة لسنة 1979م.
وفاة محمود المسعدي
توفي الأديب الكبير محمود المسعدي فجر يوم الخميس الموافق السّادس عشر من شهر ديسمبر(كانون الأول) من عام 2004م، عن عمر يناهز أربع وستين عامًا، وكانت وفاته خسارة عظيمة للشعب التونسي فقد مثّل المسعدي مدرسة متفرّدة في الأدب العربي، إضافة إلى نشاطه الحكومي الواسع.
كتب المفكر والكاتب التونسي محمود المسعدي أهم أعماله ومؤلفاته في الفترة بين العامين 1939م و1947م، وتكشف هذه الأعمال والمؤلفات عن مدى تأثره بالقرآن الكريم ومدى انعكاس ذلك على أسلوبه الأدبي، وتكوينه الفكري والعقائدي.