نبذة عن كتاب حياة الصحابة
التعريف بالكتاب
كتابٌ كتبه الشيخ محمد بن يوسف الكاندهلوي ونشرته مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، وكانت هذه الطبعة في خمسة أجزاء، وكان الهدف منه بيان حال الصحابة وحبهم لبعضهم وذكر بعض الأحداث التي جرت لهم ليكونوا القدوة ، ويُمكن اعتبار الكتاب كتاباً في السيرة النبوية لأنّه حوى أبواباً غير قليلة عن سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبعض الأحداث التي جرت له معهم، وموضوع الكتاب تنوّع بين التراجم، والسِيَر، والأخلاق، وتقويم السلوك.
التعريف بالمؤلف
الشيخ محمد بن يوسف بن محمد إلياس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي، وُلد في كاندهلة في الهند عام 1335هـ 1917م، وقد حفظ القرآن عن عشر سنين، وتلقّى دراسته الابتدائية وسمع السنن كالبخاري عن والده، ثمّ التحق بمدرسة مظاهر علوم ليدرس الحديث عن كبار شيوخ الحديث، كالشيخ عبداللطيف مُدير المدرسة، والشيخ منظور أحمد خان السهانفوري.
وعلى الرغم من انشغال الكاندهلوي بالتعلم وقراءة الكتب إلّا أنّه وجّه نفسه للدعوة بإشارة من والده؛ فكان يخطب، ويدعو، ويُنظّم شؤون الجماعات الدعوية، وقد سافر إلى باكستان وكان يرى العرب هم أهل الدعوة الحقيقية فأراد أن يرى ثمار هذه الدعوة في البلاد العربية، وتوفي سنة 1393هـ عن عمر ٣٥ عاماً.
أبواب الكتاب ومنهجه
وجّه الكاتب كتابه للأشخاص المُنشغلين بالدعوة ليكون مُعيناً لهم على الدعوة، فابتدأ كتابه بالآيات القرآنية في طاعة الله سُبحانه وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثمّ باب الأحاديث في طاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثمّ ذكر الصحابة في القرآن والحديث النبوي والكتب السابقة.
ذكر بعد ذلك الدعوة لله تعالى وفضلها، ودعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودعوة الصحابة -رضي الله عنهم- وصبرهم عليها، وذكر الهجرة في سبيل الله والهجرة للدعوة، والرسل الذين كان يُرسلهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما ذكر حال النبي وأصحابه في هذا وأخلاقهم التي تحلّوا بها كالشفقة، والإيثار ، والصبر، والوقار، وكظم الغيظ، وغيرها، وهو في هذا كله يعتمد على الأحاديث والآثار الواردة في هذه الأبواب.
ومع أنَّ له باعاً طويلاً في علم الحديث إلا أنّه لم يتحرَ الصحة والضعف في أحاديثه التي أوردها، وهو في هذا يسير على نهج المُحدثين الذين يتساهلون في رواية الحديث الضعيف دون الموضوع في باب السير والفضائل والرقائق لأنّها لا تدخل تحت الأحكام الفقهية في الحلال والحرام، وقد روي عن الإمام أحمد وغيره قوله: "ذا روينَا فِي الْحَلَال وَالْحرَام شددنا وَإِذا روينَا فِي الْفَضَائِل وَنَحْوهَا تساهلنا."
قال الإمام النووي في الرواية عن الضعفاء: "قد يروون عنهم أحاديث الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال والقصص وأحاديث الزهد ومكارم الأخلاق ونحو ذلك مما لا يتعلق بالحلال والحرام وسائر الأحكام وهذا الضرب من الحديث يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل فيه ورواية ما سوى الموضوع منه والعمل به"