نبذة عن كتاب جابر بن حيان لزكي نجيب محمود
تعريف حول كتاب جابر بن حيان لزكي نجيب محفوظ
كتاب جابر بن حيان هو الإصدار الثالث ضمن سلسلة أعلام العرب، وهي مجموعة من الكتب قامت بنشرها وزارة الثقافة المصرية في عام 1962م، وهذه السلسلة عبارة عن مجموعة من الكتب يتحدث كل كتاب منها عن أحد نوابغ المفكرين من أعلام العرب من بداية العصر الإسلامي حتى القرن العشرين، وقد اشترك في كتابتها مجموعة من المؤلفين.
كتاب جابر بن حيان هو الكتاب الثالث في موسوعة أعلام العرب، وقام بكتابته الدكتور زكي نجيب محمود، حيث يتناول فيه أحد العلماء العرب الذين برزوا وكان لهم الفضل في المجال العلمي، ويتحدث في الكتاب عن جابر بن حيان وهو العالم الذي ارتبط اسمه في تاريخ العلوم ب علم الكيمياء ارتباطاً شديداً في المنطقة العربية وكذلك في أوروبا.
كانت كتب جابر بن حيان تدرس في الجامعات الأوروبية كمراجع في علم الكيمياء حتى القرن الخامس عشر، وبالإضافة إلى الكيمياء، كان جابر بن حيان فيلسوفاً يتصور الأمور كما يتصورها الفلاسفة من حيث محاولته جمع أشتات الكون في بنية واحدة يبحث لها عن مبدأ ثم يفرع منها الفروع المختلفة.
ملخص كتاب جابر بن حيان لزكي نجيب محفوظ
قسم المؤلف كتابه إلى تسعة فصول شملت النواحي المختلفة لجابر بن حيان، وفيما يلي ملخص لهذه الفصول:
من هو الرجل؟
جابر بن حيان هو أحد العلماء المسلمين الذين برعوا في الكيمياء والفلسفة، وقد كان هناك اختلافات كثيرة حول هذا العالم، ولكن كان هناك إجماع على معاصرته للبرامكة وهم وزراء هارون الرشيد في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي حتى بداية القرن التاسع.
كان جابر بن حيان من الشيعة سياسة ومن الفلاسفة والكيميائيين وكذلك كان صوفياً، وقد أخذ علم الكيمياء عن خالد بن يزيد بن معاوية، ثم أصبح هو نفسه كيميائي العرب الأول، وله العديد من الكتب والمؤلفات، وقد عدد المؤرخون مجموعات كبيرة من هذه الكتب، وقد اكتفى زكي نجيب محمود بذكر 54 كتاباً مع لمحة بسيطة عنها.
عالم ومنهجه
جابر بن حيان من علماء الكيمياء الذين آمنوا بقدرة هذا العلم على تبديل طبائع الأشياء وتحويل بعضها إلى بعض، وذلك من خلال حذف أو إضافة بعض الخصائص لها، أما مصدر العلم فهو يرى أنه يأتي من أمرين هما: داخلي ينبع من الفطرة فيكون بداخل العالم الاستعداد للتعلم، ثم تأتي العوامل الخارجية بالتحصيل والتلقين.
يمتاز منهج ابن حيان أنه يعطي لأستاذ مكانة مقدسة في العلم والتعلم، وكذلك امتاز بالدقة العلمية والمنهجية واهتمامه بتحديد المعاني الواردة في أي بحث علمي كما جاء في كتابه (الحدود)، وقد كان حريصاً في الكيمياء على إجراء التجارب بنفسه ويرى أن هذه التجارب هي الشرط الأساسي للعالم الحق، لكنه نفسه استند أحياناً إلى تجارب خاطئة.
تشابه خطوات البحث العلمي عند ابن حيان المنهج العلمي الحديث حيث أنه يستوحي العلم من خلال فرضية يضعها لتفسير ظاهرة معينة، ثم يستنبط نتائج من هذه الفرضية من الوجهة النظرية، ثم يختبرها في الطبيعة يرى موافقتها أو عدم موافقتها لمشاهداته.
تصنيف العلوم
قام ابن حيان بتصنيف العلوم إلى قسمين رئيسين كما يلي:
- علم الدين
ويقسم إلى علم شرعي وعلم عقلي، حيث يقسم العلم الشرعي إلى علم ظاهر وعلم باطن، أم العلم العقلي فيقسم إلى علم الحروف والذي يشمل الطبيعي والروحاني ،وعلم المعاني الذي يشمل العلم الفلسفي والإلهي.
- علم الدنيا
ويقسم إلى علم شريف (علم الصنعة) وعلم وضيع (علم الصنائع)، حيث يقسم العلم الشريف إلى علم مراد لنفسه وعلم مراد لغيره والذي يشمل العقاقير والتدابير، أم علم الصنائع فيشمل صنائع يحتاج إليها في الصنعة وصنائع يحتاج إليها في الكفاية والإنفاق على الصنعة.
سر اللغة وسحرها
يرى جابر ابن حيان أن طبيعة اللغة بأحرفها وكلماتها وجملها تكشف عن طبائع الأشياء وخصائصها، ودراسة الاسم هي في ذاتها دراسة للمسمى.
فلسفة الكون
يرى ابن الحيان أن أول ما كان في الأزل هو 4 عناصر أولية وهي: الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة، ثم نشأ من حركتها وسكونها بكميات محددة التركيبات المتنوعة، ونشأت منها 4 عناصر هي: النار والهواء والأرض والماء، ففلسفته في الكون أنه يراه مثل الإنسان الكبير ويرى الإنسان كوناً صغيراً، كما يميز ابن حيان بين الإنسان والحيوان والنبات والحجر (الجماد) من حيث التركيب في كل منها، فيرى مثلاً أن الإنسان يختلف عن الحيوان بوجود العقل.
فعل البروج والكواكب
يرى ابن حيان أن البروج تقسم إلى 12 برجاً وكل برج يحوي 30 قسماً فيصبح المجموع 360 جزءاً، كما يقسم الأبراج إلى 4 أنواع: أبراج نارية وأرضية وهوائية ومائية، كما يرى أن هناك علاقة ضرورية بين أوضاع النجوم من جهة وبين الظواهر الطبيعية من جهة أخرى.
يرى ابن حيان أن هناك تفاعلاً بين البروج والكواكب، فالكوكب له أثر معين في كل برج، ويرى أن البلدان أيضاً تتأثر بالعناصر الأولية مثل بقية الكائنات.
علم الكيمياء
يقال أن جابر سمي بهذا الاسم لدوره في إعادة تنظيم العلم الطبيعي وإعادة بنائه على أساس ثابت كما كان عند أرسطو قبل أن يختلط بالسحر، ويرى ابن حيان أن الكيميائي يستطيع أن يفعل كل ما تفعله الطبيعة في تحويل الأشياء من بعضها إلى بعض، ولكن الكيميائي يفعل ذلك من خلال التجارب المدبرة، كما يحتاج إلى التبصر والحذر ومعرفة الخطوات المطلوبة.
الإكسير هو الوسيلة التي يتم بها إخراج شيء من شيء آخر، وهذا يتطلب العلم بالموازين وهي العلم الكامل بعناصر التركيب في الحالتين التي يتحول منهما الشيء، وتعتبر نظرية ابن حيان في الإكسير وفي الميزان موضع الأصالة الحقيقية في علمه وتميزه.
يرى ابن حيان أن باستطاعة الكيميائي أن يحول أي كائن إلى كائن آخر مثل تحويل المعدن إلى معدن آخر ويتعدى ذلك إلى النبات والحيوان وحتى الإنسان، ويرى الدكتور زكي نجيب محمود أن أحلام ابن حيان تشبه ما قد تم من تركيب أعضاء حيوان في جسم حيوان آخر وهكذا.
جدل الفيلسوف
يعتبر ابن حيان من الفلاسفة الذين يصطنعون جدل الفلاسفة بجانب كونه عالماً يعتمد في علمه على التجارب والمشاهدات، حيث يعد سقراط مثله الأعلى بين الفلاسفة، كما يعطي ابن حيان الفلسفة قيمة عالية ويجعلها شرطاً لارتقاء الإنسان في مدارج العقل.
بين العلم والخرافة
يرى ابن حيان أن الطلاسم من العلوم المعترف بها والتي يخرج العالم بها ما يريد إخراجه عن طريق المماثلة أو المقابلة.