نبذة عن كتاب المرشد المعين
شرح تمهيدي
كتاب المُرشد المُعين على الضروري من علوم الدين أو "متن ابن عاشر" للشيخ عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأنصاري المُكنّى بأبي محمد، وهو أنصاري نسباً، أما أصله فهو أندلسي، والكتاب هو عبارة عن منظومة شعرية تضم في طياتها 317 بيتاً من بحر الرجز والأبيات في العقيدة والفقه وغيرها.
وفي أصول الدين على مذهب الإمام مالك رحمه الله، وهي منظومة اعتبرها الكثيرون واحدة من المنظمات المميزة في الفقه المالكي، وقد تلقّتها الأمة الإسلامية بالقبول.
مؤلف الكتاب
هو أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأنصاري، هاجر أجداده من الأندلس إلى المغرب، نشأ بفاس في المغرب والتي ولد بها عام 990 هجرياً الموافق 1581 ميلادياً، تلقى بها تعليمه، فقد تدرج الطفل على عادة الصبيان يتردد على الكُتاب ل حفظ القرآن الكريم ، حتى أظهره وأتقنه رسماً وضبطاً، وجوّده ببعض الروايات على عدّة شيوخ، وبعدها حفظ المتون وتعلم فنون القراءات.
وتلقّى عبد الواحد بن عاشر علم الرسم والضبط على يد مجموعة من العلماء الأفذاذ في القرويين أقدم محاضن العلم في العالم، مثل أبو العباس الكفيف الذي أخذ عنه القراءة القرآنية ب الروايات السبع ، وأبو عبد الله الشريف المريني التلمساني وغيرهم، وتوفي رحمه الله بفاس سنة 1040 هجرياً بعد مرض مفاجئ أصابه.
محتوى الكتاب
هذا الكتاب أو هذه المنظومة وإن اعتبرت صغيرة من حيث حجمها فهي تضم 317 بيتًا فقط، لكنها جمعت من أصول الدين وفروعه، ما تهم المسلم ولا يمكن له جهله، بألفاظ وعبارات واضحة ووجيزة وغنية، تقيد فيها عبد الواحد ابن عاشر بالمذهب المالكي، ولم يخرج عن المشهور، والراجح، والمعمول به.
والكتاب كذلك لا يخلو من دليل يرتكز على القرآن الكريم والسنة النبوية والأصول التي اعتمدها المالكية في مذهبهم، لذلك فالمنظومة كانت ولا تزال مهمة ومنطلقاً أولاً لمن أراد دراسة وأخذ الفقه المالكي، تم التمهيد في بداية الكتاب وفاتحته بخمسة أبيات يذكر فيها مراده من كتابته، وذكر أنّ هذه الأبيات كتبها في إحرامه بالحج، ثم بعد أن أتم حجه كمَّل ما يتعلق بقواعد الإسلام الخمس، ولخص هدفه منها بقوله:
وبعد فالعون من الله المجيد
- في نظم أبيات للأمي تفيد
في عقد الأشعري وفقه مالك
- وفي طريقة الجنيد السالك
ثم بعدها كتب مقدمة عقدية في حدود 42 بيتاً من الشعر بين فيها العقيدة الأشعرية، وقواعد الإسلام الخمس، ثم مقدمة أخرى في أصول الفقه في 6 أبيات بيَّن فيها الحكم الشرعي، ثم 45 بيتاً في أحكام الطهارة وما يشمله، بيَّن فيها فرائض الوضوء وسننه ونواقضه، وفرائض الغسل و مندوباته وموجباته، والتيمم وأحكامه.
ثم 85 بيتاً عن أحكام الصلاة وما يتعلق بها من فرائض وشروط وسنن ومندوبات ومكروهات وأحكام الأذان والصلوات الخمس المفروضة وصلاة السنة وصلاة الجمعة وأحكام سجود السهو.
وبعدها أحكام الزكاة في 29 بيتاً، ثم أحكام الصيام في 18 بيتاً، ثم أحكام الحج والعمرة في 62 بيتاً، ثم ختم كتابه بالتصوف ومبادئه في 27 بيتاً على طريقة الجنيد البغدادي وما يخص التوبة والاستغفار وتطهير القلب والكف عن المحارم ومحاسبة النفس.