نبذة عن كتاب العرب وجهة نظر يابانية
تعريف حول كتاب العرب وجهة نظر يابانية
كتاب العرب وجهة نظر يابانية من تأليف الكاتب الياباني نوبوأكي نوتوهارا، صدر لأول مرة في عام 2003م في حوالي 140 صفحة، يتحدث فيه الكاتب عن العرب وحياتهم وثقافتهم ومدى اختلافها عن الثقافة اليابانية.
معتمدًا في ذلك على ما تلقاه من الدراسة الجامعية في اليابان، فقد درس اللغة العربية هناك، بالإضافة إلى الرحلات التي قام بها إلى بادية الشام، والإقامة لسنوات طويلة في مصر، ومن مخالطة العرب خلال تلك السنوات.
أهم أفكار كتاب: العرب وجهة نظر يابانية
من أهمّ المحاور التي وردت في هذا الكتاب ما يأتي ذكره:
ثقافة الأنا وثقافة الآخر
يبدأ الكتاب بالحديث عن مشكلة إنسانية كبيرة، وهي ثقافة الأنا وثقافة الآخر، فقد حاول أن يؤكد في هذا الجزء أنَّ المجتمعات مختلفة بطبيعتها، ولا يمكن أن تفرَض ثقافة شعب أو مجتمع على آخر وفق معايير ذلك المجتمع، وهذا ما لا يقبله عقل، فكل مجتمع له عادات وتقاليد وثقافة لا يحكم عليها من خارجها.
لذلك؛ يجب على الإنسان أن ينظر إلى ثقافة المجتمعات الأخرى نظرة واقعية موضوعية ولا يحكم عليها من خلال ثقافته، ولا أن يخفض من قيمتها ويحتقرها، بل يجب عليه أن ينظر إليها كما هي دون تغيير أو تحريف حسب أهوائه.
تجارب وأفكار: كارثة القمع وبلوى عدم الشعور بالمسؤولية
في هذا الجزء يشير الكاتب إلى القمع الكبير الذي يعاني منه المواطن العربي في حياته؛ حيثُ إنَّ السجون وأجهزة المخابرات والشرطة جميعها تدل على عمليات القمع التي تمارَس على العرب، كما يشير إلى الكثير من المشاكل عند العرب مثل: الفساد، والرشوة، والسرقة، والعنف، وشعور عدم المسؤولية التي يجسدها المواطن العربي.
إذ إنَّ المواطن يفضّل الاهتمام بممتلكاته الخاصة بل ويحرض عليها، في حين أنَّه لا يكترث بالممتلكات العامة، ويعتقد الكاتب أنَّ ذلك إنما هو انتقام ضمني من الحكومة التي تمارس شتى أنواع الظلم والقهر على المواطن، فهو بذلك يعتقد أنَّه ينتقم منها.
القضية الفلسطينية - خروج الايتوس
يولي الكاتب القضية الفلسطينية اهتمامًا كبيرًا، فقد أشار إلى أنَّها قضية عادلة ولا بدَّ أن يجدّ العالم لها حلولًا، ويلقي اللوم على العالم الذي وقفَ مكتوفًا أمام تلك الجرائم التي ارتكبت بحق شعب كامل عندما اغتصبت أرضه وبيوته وتاريخه وثقافته، وشرِّد في جميع أنحاء العالم من قبل جماعات جاؤوا من خارج أرضه.
يشير الكاتب إلى أنَّ النضال الفلسطيني ارتدَّت له الروح بعد نحو عشرين سنة على الخروج من فلسطين، ولكنه يؤكد أنَّ الحمل اليوم لا يقع على الفلسطينيين وحدهم في تحرير أرضهم، ولا على العرب وحدهم، بل يقع على جميع الدول العالم، لأنَّ القضية الفلسطينية قد أخذت بعدًا إنسانيًا في العصر الحديث.
ما تعلمته من ثقافة البدو
يبدأ الكاتب هنا بالحديث عن البدو، ويقوم بتعريفهم ويذكر صفاتهم وعاداتهم، ويفصل بشكل مطول في الحديث عنهم، كما يذكر نمط حياتهم ويشير إلى أنه نمط حياة بسيط، وقد رغبَ الكاتب في مرافقة البدو من أجل الوصول إلى الحقيقة وإلى الجوهر الذي لم يستطع الحصول عليه من كتب المستشرقين ولا من الإعلام الغربي.
فقد أشار إلى أنَّ مارس تشويهًا كبيرًا على صورة العرب وعلى حياتهم، ولذلك أراد الكاتب أن يرى ويعيش مع البدو ويتعرف على حياتهم بشكل واقعي مفصل، ويؤكد الكاتب أنَّ البدو يعتمدون على أمرين مهمين في حياتهم هما: الصبر والحيلة.
عالم إبراهيم الكوني
في هذا الجزء يشير الكاتب إلى الأديب الليبي إبراهيم الكوني، وكيف أنَّه بدأ معه في مجموعته القصصية القفص التي أعجبه عنوانها، فقرأها ووجد فيها شيئًا مميزًا ومختلفًا عن حياة الصحراء خارج قصصه، فقد كانت المخلوقات في عالم الكوني متساوية، من إنسان وشجر وحيوان، وهذا ما لم يجده الكاتب في حياة الصحراء التي خبرها.
ثمَّ يشير إلى براعة الكوني في خلق عوالم داخل الصحراء مختلفة ومتميزة عن كل من كتبَ عنها.
عبداللطيف اللعبي: الكتابة والقمع والحرية
يتحدث الكاتب عن الأديب المغربي اللعبي، وتجربته النضالية المريرة والتي قضى بسببها فترة طويلة من حياته في السجن، وخلال تلك الفترة اكتشفَ اللعبي جوهر الأشياء ومعنى الحرية بمفهومها الإنساني العام، كما تحدَّث عن علاقته الشخصية به ولقاءاته وما دار بينهما من أحاديث، مشيرًا إلى وضع الأدباء العرب في ظل القمع والطغيان.
يوسف إدريس: الطريق إلى معرفة المجتمع في مصر
يشير هنا إلى فضل الأديب يوسف إدريس في مساعدته على فهم الشخصية المصرية ومعرفة تفاصيل الحياة اليومية، وذكر الأعمال التي قام بترجمتها إلى اللغة اليابانية، وتحدَّث عن بعض مؤلفات يوسف إدريس، وكيف أنَّه تحول إلى أديب عالمي من خلال ذكر تفاصيل صغيرة عن حياة الشعب المصري وتصور خصوصيته فقط.
اقتباسات من كتاب: العرب وجهة نظر يابانية
فيما يأتي بعض الاقتباسات من كتاب العرب من وجهة نظر يابانية:
- "أنا لا أفهم ماذا يخسر أولئك عندما يعاملون الناس باحترام أو ماذا يكسبون عندما يعاملون بطريقة سيئة".
- "إنَّ الحاكم يجب أن يشعر بالمسؤولية تجاه شعبه، وعليه أن يعطي مجالًا لغيره لكي يخدم هذا الشعب".
- "الحاكم العربي ما زال يتمتع بالامتيازات التي كان يتمتع بها الحاكم في العصور ما قبل الحديثة".