نبذة عن كتاب السيرة النبوية لابن عثيمين
نبذة عن كتاب السيرة النبوية لابن عثيمين
اسم هذا الكتاب "روائع من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم"، وقد صدر عن دار الإيمان للنشر والتوزيع في مصر، وكذلك دار القمة كذلك في مصر، وقد قام بتأليفه الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، وحققه صلاح الدين محمود السعيد، ويقع الكتاب في (690) صفحة تقريباً.
ولقد افتتح ابن عثمين كتابه بمقدمة جزلة يبين فيها خصائص الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومحاسنه خَلقاً وخُلُقاً، فتميّزت بذكر ما لم تسعه الكتب الأخرى من صفات لازمة للرسول- عليه الصلاة والسلام-؛ في بيان لعظيم شأنه ورفعة خُلُقه وحسن خَلقه -صلى الله عليه وسلم-.
ومن ثمَّ شرعَ ابن عثيمين بالتفصيل في ذلك، فتحدَّثَ عن صفات جلسته وأكله وشربه وضحكه، وحتى بكاءه؛ فقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- هو القدوة الأولى لجميع البشر، فكان لزامًا على من أراد الكتابة في سيرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- العطرة أن يتحدث بجميع التفاصيل.
وقد أسهب ابن عثيمين في ذلك؛ فجمع بين دفّتي كتابه ما صحَ من سيرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وتناولها بطريقةٍ تشوّق القارئ لا إلى الرسول فحسب، بل إلى التخلق بأخلاق الرسول -عليه الصلاة والسلام- وصفاته العظيمة؛ التي حيّرت أعداءه فيه، فكان من لم يؤمن به -صلى الله عليه وسلّم- مذهولًا بأخلاقه ومُثُله العليا التي تسامى بها عمن هم حوله.
بعض ما ذكرهُ ابن عثيمين في كتابه
لقد أبدع ابن عثيمين في هذا الكتاب فكان مما خطته أنامله قولهُ في الآية التي كان الله يخاطب بها نبيّه والمسلمين من بعدهِ؛ حيث قال -تعالى-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
وكان مما قالهُ ابن عثيمين -رحمه الله- فيها: " فالحاصلُ أن الله يقول: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، وفهم من الآية أن من لا يستطيعُ المجادلة بالتي هي أحسن فلا يُجادل؛ لأنهُ قد يأتي إنسان مؤمن حقًا، وليس عنده إشكال لما معهُ من الإيمان، لكن يُجادل الخصم فيعجز عن مقاومته، ففي هذه الحال لا تُجادل؛ لأنك إن جادلت لن تُجادل بالتي هي أحسن، فاتركهُ إلى وقتٍ آخر أو إلى أن يأتي أحدٌ أقوى منك في المجادلة فيجادله".
التعريف بابن عثيمين
لقد كان الشيخ ابن عثيمين سابقًا لعلماء عصره، وقد نشأَ في بيئةٍ متديّنة؛ فحفظ القرآن الكريم وتعلّم الكتابة والحساب، وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمرهِ، وقد وُلد ابن عثيمين في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام (1347هـ)، في عنيزة بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، واسمه محمّد بن صالح العُثيمين.
وقد اهتم ابن عثيمين بالتأليف، وإصدار الفتاوى والأجوبة؛ التي تميّزت بالتأصيل العلمي وصدرت له العشرات من الكتب والرسائل، والمحاضرات والفتاوى، والخطب واللقاءات والمقالات، وبلغ عدد كتبه (121) كتاباً، ومن الكتبِ التي تميّز بها ابن عثيمين ولاقت رواجًا كبيرًا بين المسلمين كتابه السيرة النبوية الذي تم ذكره.
مؤلفات ابن عثيمين رحمه الله
لقد كان ابن عثيمين بحراً زاخراً من العلم والمعرفة؛ فكان له صولاتٌ وجولاتٌ في العديد من المواضيع الشرعية، فكان تأليف الكتب المؤصّلة تأصيلاً علمياً دقيقاً هو من أهم المجالات التي أبدع فيها -رحمه الله-، ونذكر من ذلك ما يأتي:
- أصول في التفسير
وفيه وضع ابن عثيمين الأصول التي يبني عليها المفّسر تفسيرهُ لآيات القرآن الكريم.
- شرح ألفية ابن مالك للعثيمين
وقد تم شرحها بطريقة تُسهّل على مريدي العلم فهم وحفظ الألفية ، وبيّن فيها -رحمه الله- ما أشكل على طلبة العلم.
- الخلاف بين العلماء
فيه أوضح -رحمهُ الله- أن الخلاف لا يُفسد للودّ قضيّة، وأن ائتلاف العلماء رغم اختلافهم في الآراء هو الأهم، وهو ما تبني به الأمّة مكانتها ورفعتها.
- شرح رياض الصالحين
وهذا الكتاب قد انتشر انتشاراً واسعاً بين المسلمين بمختلف مذاهبهم في كافة أصقاع الأرض؛ لما له من فضل في بيان الأحاديث النبوية الشريفة وشرحها شرحًا وافيًا، يتناسب والمجتمع الذي نعيش فيه.
- لقاء الباب المفتوح
وهو كتاب جمع فيه -رحمه الله- ما تم في لقاءاته المفتوحة، والتي كان يعقدها كل خميس بمنزله، وقد بدأت في أواخر شوال (1412هـ)، وانتهت في الخميس (14 صفر- عام 1421هـ).
- شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث
وقد رسّخ فيه -رحمه الله- كل ما يخص علم الحديث الشريف من سنده إلى منتهاه، فأوضح علم الجرح والتعديل وكيف يتم الحكم على الحديث، وما يُقبل من الرواة وما لا يُقبل، فتطرّق -رحمه الله- إلى التفاصيل الدقيقة، ولم يترك شاردةً ولا واردة إلّا ووقف عليها، فجزاهُ الله عن الأمّة خيرَ الجزاء.