نبذة عن كتاب الإنسان يبحث عن المعنى
نبذة عن كتاب الإنسان يبحث عن المعنى
كتاب الإنسان يبحث عن المعنى هو (مقدمة في العلاج بالمعنى التسامي بالنفس)، وهذا الكتاب من تأليف فيكتور فرانكل وترجمة طلعت منصور، صدر الكتاب عن دار القلم بطبعته الأولى المترجمة عام (1982م)، ويقع الكتاب في مجلد واحد، وبواقع عدد صفحات (215) صفحة.
موضوعات كتاب الإنسان يبحث عن المعنى
اشتمل كتاب الإنسان يبحث عن معنى على عدة موضوعات تخصصت في التطبيب النفسي؛ وفيما يأتي نبذة عن موضوعات الكتاب:
خبرات في معسكر اعتقال
تحدث المؤلف في هذا الباب حول إرادة الحياة عنده وهو سجين؛ حيث كان في بادئ أمره يُعرف بالرقم (119 و104)، ومن ثم أخذ على عاتقه الاندماج حتى صار يعمل بالحفر؛ بوضع عوارض خشبية لمد الخطوط الحديدية، وحفر ممرات مائية، وفي نهاية مدة وجوده في الاعتقال أصبح يعمل كطبيب عام وطبيب نفسي في المعسكر.
نقتبس مما جاء في هذا الباب: "كان المعسكر قد باعنا فعلاً إليها كعبيد؛ فقد دفعت الشركة لسلطات المعسكر سعراً ثابتاً كل يوم عن كل سجين، وكانت الكوبونات تكلف الشركة خمسين فنخ- جزء صغير من المارك الألماني- لكل سجين".
الصدمة هي الطور الأول لردود الأفعال العقلية
تحدث المؤلف في هذا الباب حول المعارف والخبرات التي تتشكل عند المساجين؛ فوضح أن ردود الأفعال العقلية تمر في ثلاثة أطوار؛ وهي الفترة التي تعقب دخوله إلى المعسكر مباشرة، والفترة التي يكون فيها قد اندمج تماماً في نظام المعسكر، ومن ثم الفترة التي تعقب إطلاق سراحه وتحرره.
نقتبس مما جاء في هذا الباب: "جرى ترحيل خمسة عشر آلاف سجين بالقطار لعدة أيام وعدة ليال، وكان في كل عربة ثمانون شخصاً، وكان على الجميع أن يستلقوا على حقائبهم".
البلادة كيميانيزم للدفاع عن الذات
تحدث المؤلف في هذا الباب حول البلادة كأداة أساسية للدفاع عن النفس؛ حيث يصف الواقع في المعتقل بأنه أصبح يزداد ظلمة وجميع الجهود والانفعالات تصب في دائرة واحدة وهي المحافظة على الحياة. جاء فيه هذا الباب: "لقد كان من المتواتر أن تسمع المسجونين بعد عودتهم في المساء إلى المعسكر من مواقع عملهم يتنهدون بارتياح، قائلين: حسناً لقد انقضى يوم آخر".
السبات الثقافي
تحدث المؤلف في هذا الباب حول الاعتقال وحياة المعسكر وأثرهما على الثقافة؛ حيث تسود حالة سبات ثقافي، ويستثنى من ذلك مسألتين وهما الدين والسياسة، حيث كان المعتقلون يتحدثون في الدين والسياسة في كل مكان بالمعسكر.
نقتبس مما جاء في هذا الباب: "وكانت المناقشات التي تحتدم فيما بيننا بشدة تستند على الشائعات أساساً، وعادة ما كانت الشائعات المتعلقة بالموقف العسكري متناقضة، وكانت الشائعات تسري واحدة وراء الأخرى بسرعة".
تنمية روح المرح كحيلة للمحافظة على الذات
تحدث المؤلف في هذا الباب حول كون المرح سلاحاً من أسلحة الروح في نضالها؛ من أجل البقاء أو المحافظة على الذات، حيث أن المرح يستطيع أن يزود الإنسان بالانعزال عن أي موقف وأن يقفز عنه، فالمرح يتفوق في هذا على أي شيء في الإنسان.
نقتبس مما جاء في هذا الباب: "ولقد درّبت بطريقة عملية صديقاً لي كان يعمل في موقع قريب مني على أن ينمي روح المرح، واقترحت عليه أن يتعهد كل منا أمام الآخر بأن يبتدع كل واحد منا على الأقل حكاية واحدة؛ تبعث على الضحك مما يتعلق بواقعة ما يمكن أن تحدث في أحد الأيام بعد فك أسرنا".
الانتصار الداخلي
يتحدث المؤلف في هذا الباب حول افتراض أن الوصول لمستويات معنوية عالية هو أمر يتميز به فئة قليلة جداً من الناس، وكذلك فإن فئة قليلة هي التي تتاح لها الفرصة للوصول للعظمة الإنسانية؛ حتى من خلال التجارب الفاشلة في الدنيا. ومما جاء فيه: "الحياة أشبه بالتواجد عند طبيب الأسنان؛ فأنت تعتقد دائماً أن السوء هو الذي لا يزال في طريقه إليك رغم أنه يكون قد انتهى بالفعل".
فقدان القدرة على الإحساس بالسرور
تحدث المؤلف في هذا الباب حول خروجهم من السجن وفك اعتقالهم، واختلاف تعامل الحرس معهم، وخلال سيرهم للخروج من السجن أخذت أقدامهم تؤلمهم؛ لكنهم واصلوا السير حتى وصلوا مروجاً خضراء غنية بالأزهار، إلا أن السجناء لم يشعروا بأي شيء تجاهها لأنهم أصبحوا داخلياً ونفسياً غير منتميين لهذا العالم الخارجي.
نقتبس مما جاء في هذا الباب: "الحرية كلمة رددناها لأنفسنا إلا أننا لم نتمكن من إدراكها؛ لقد كنا نردد هذه الكلمة مراراً خلال كل السنوات التي كنا نحلم فيها بالحرية؛ بحيث أنها قد فقدت معناها بواقع الحرية الذي لم ينفذ إلى وعينا؛ فلم نستطع أن ندرك الحقيقة بأن الحرية كانت من نصيبنا".
المبادئ الأساسية للعلاج بالمعنى
يتحدث المؤلف في هذا الباب حول أن العلاج بالمعنى يواجه المريض بشكل مباشر بمعنى حياته، كما يعاد توجيهه وتوجهه نحو معنى الحياة، وخاصةً أن الشخص العصابي يحاول الهرب من الوعي الكامل بمهامه في الحياة؛ ولكن إذا بات من الممكن إفهام الشخص وجعله واعياً بمهامه مع إيقاظ الوعي الكامل بها، فإن هذا يمكن أن يساهم كثيراً في تعزيز قدرته بالتغلب على أعصابه.
نقتبس مما جاء في هذا الباب: "العلاج بالمعنى -لوغوثيرابي- كلمة يونانية تشير إلى المعنى إذ بالعلاج بالمعنى، أو كما يطلق عليه البعض مدرسة فيينا الثالثة في العلاج النفسي، ويركز على معنى الوجود الإنساني،وكذلك على سعي الإنسان إلى البحث عن ذلك المعنى".
اقتباسات من كتاب الإنسان يبحث عن المعنى
فيما يأتي ذكر بعض الاقتباسات المستمدة من هذا الكتاب:
- "والاستثناءات الوحيدة من ذلك كانت لأولئك الذين فقدوا إرادة الحياة، وابتغوا أن يستمتعوا بأيامهم الأخيرة، لذلك عندما كنا نرى زميلاً يدخن سجائره، فإننا كنا نعرف أنه قد فقد الثقة في قدرته على المواصلة؛ وعندما تفقد الثقة، فإن إرادة الحياة نادراً ما تعود".
- "وهي البقايا القليلة المتبقية لهم من ممتلكاتهم الشخصية، وكانت العربات مكتظة ولم يبق إلا الأجزاء العليا من النوافذ مما يسمح بدخول بصيص من ضوء الفجر".
- "ما الذي كان يحلم به السجين في معظم الحالات؟؛ لقد كانت أحلامه تدور حول الخبز والكعك، والسجاير والحمامات الساخنة اللطيفة".
ما يستفاد من الكتاب
نجد أن الاستفادة من كتاب الإنسان يبحث عن المعنى تتلخص بالتعرف على المفاهيم الفلسفية، ومحاولة إيجاد معانيها على أرض الواقع، واستخدام أسلوب ضرب الأمثلة لتوضيح الأفكار ومضامينها، وعكس نموذج إنساني في محاولة الاستشفاء من التجارب المختلفة.
نص غليظ