نبذة عن كتاب الأدب الصغير لابن المقفع
نبذة عن كتاب الأدب الصغير لابن المقفع
كتابٌ ألّفه عبد الله بن المقفع، وموضوعه عن الآداب والسلوكيات التي على الإنسان أنّ يتحلّى بها، ويشتمل على عباراتٍ، وحِكَم ومواعظ نقلها ابن المقفع من الفارسية والهندية وغيرها إلى العربية.
موضوع الكتاب ومنهجه
الكتاب يُعد رسالة اجتماعية دينية نفسية قصيرة في ثلاثين صفحةٍ، نقل فيها من كلام السابقين من الحضارات السابقة واختار من كلامهم ما يُناسب الذائقة العربية والدين الإسلامي، وتنوعت موضوعات الرسالة فتحدث عن مواضيع دينية كالتقوى، وأدب طلب العلم وآداب الطالب والمُعلم.
تحدّث أيضاً عن أهميّة تأديب المرء لنفسه وطُرق ذلك، وتحدّث عن الزهد والتصوّف ، وعن المال وأهميته وطُرق جمعه المشروعة، وطًرق المحافظة عليه، وتحدّث عن الملك والولاة، وحذّر من الركون للمرأة والاطمئنان لها أو الوقوع في عشقها وما يجرّ إلى ذلك.
أسلوب ابن المقفع في كتابه
نوّع المؤلف بين الأساليب، واستخدم ملكته اللغوية العالية التي عُرف بها، وكانت وصاياه موجزة ولم يستطرد إلا نادراً، وقد طغى عليها الطابع المنطقي، ووُجِدت فيه الكثير من المعاني الفلسفية، وضمّن كتابه بعض الحكم والأقوال التي ضمّنها في كتابه كليلة ودمنة، ولكن الأسلوب المُباشر في كتابه الأدب الصغير يختلف عن أسلوب كتابه كليلة ودمنة الذي طُبع بالطابع القصصي المُشوق.
مصادر الكتاب
صرّح ابن المقفع في بداية كتابه عن مصادر الكتاب حيث قال:"وقد وضعت في هذا الكتاب من كلام الناس المحفوظ حروفاً فيها عون على عمارة القلوب وصقالها وتجلية أبصارها، وإحياء للتفكير، وإقامة للتدبير، ودليل على محامد الأمور ومكارم الأخلاق إن شاء الله."
يذكر ابن المقفع مصادر كتابه، والمُتابع لابن المُقفع وسيرته يعلم اطلاعه على الثقافة الهندية والفارسية ولا عجب فأصله فارسي، وكتابه الأشهر كليلة ودمنة مأخوذٌ من الفارسيّة والذي أخذ عن الهندية، على هذا يكون المقصود بـ (كلام الناس المحفوظ) حُكماء الفارسية والهندية، ومع اطلاع ابن المقفع على الثقافة العربية والإسلامية يُمكن القول إنّ الكتاب كان مزيجاً من الثقافات الثلاث وابن المُقفع ينقل المعاني الواردة في هذه الثقافات ويصوغها بالقالب الأدبي المُتميّز الذي تميّز به.
التعريف بابن المقفع
هو عبد الله بن ذادويه، وقيل رادويه، فارسي الأصل، وقيل سُمّي ابن المقفع لأنَّ والده كان يعمل كاتباً لدى أحد الخلفاء واتُّهم بالغِل فضربه حتّى تقفّعت يداه، أديبٌ وكاتب، امتلك أسلوباً أدبياً فريداً، وهو أحد الفُصحاء البُلغاء وكان على اطلاعٍ بالثقافة الهندية والفارسية.
اتهم بالزندقة وقال فيه الخليفة المهدي ما وجدت كتاباً في الزندقة إلّا وأصله ابن المقفع، ومات إثر ذلك، ونشأ بالبصرة، وولي كتابة الديوان للمنصور العباسي ، وترجم عدة كتب من اللسان الفارسي للعربي، ومن مؤلفاته: الأدب الصغير ، والدرة اليتيمة والجوهرة الثمينة في طاعة السلطان.
اقتباسات من الكتاب
- "وإنما إحياء العقل الذي يتمّ به ويستحكم خصال سبع: الإيثار بالمحبة، والمبالغة في الطلب، والتثبت في الاختيار، والاعتقاد للخير وحسن الوعي، والتعهد لما اختير واعتقد، ووضع ذلك موضعه قولا وعملاً، أمّا المحبة: فإنما يبلغ المرء مبلغ الفضل في كل شيء من أمر الدنيا والآخرة حين يُؤثر بمحبته؛ فلا يكون شيء أمرأ ولا أحلى عنده منه".
- "وأما الطلب: فإنّ الناس لا يُغنيهم حبهم ما يُحبون وهواهم ما يهوون عن طلبه وابتغائه، ولا يُدرك لهم بغيتهم نفاستها في أنفسهم دون الجد والعمل، وأمّا التثبت والتخيُّر: فإنّ الطلب لا ينفع إلا معه وبه. فكم من طالب رشد وجده والغيّ معا، فاصطفى منهما الذي منه هرب، وألغى الذي إليه سعى."
- "وأمّا اعتقاد الشيء بعد استبانته: فهو ما يُطلب من إحراز الفضل بعد معرفته، وأمّا الحفظ والتعهُّد: فهو تمام الدرك؛ لأنّ الإنسان موكّل به النسيان والغفلة، فلا بُدّ له إذا اجتبى صواب قول أو فعل من أن يحفظه عليه ذهنه لأوان حاجته، وأمّا البصر بالموضع: فإنّما تصير المنافع كلّها إلى وضع الأشياء مواضعها."