ما فائدة الدعاء للميت
ما فائدة الدعاء للميت؟
جعل الإسلام الدعاء للميت بعد دفنه من الأمور المشروعة، والتي أوصى بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك من خلال بقاء أحداً من أقرباء الميت عند القبر بعد دفنه والدعاء له، وكذلك لمن غادر من المقبرة.
وذلك عملاً بما روى عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه-: (كانَ النَّبيُّ إذا فَرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ عليهِ، فَقالَ: استَغفِروا لأَخيكُم، واسأَلوا لَهُ بالتَّثبيتِ، فإنَّهُ الآنَ يسألُ)، ثمّ ليدعوا كلٌّ منهم بما شاء من الدعاء، وذلك أدعى لأن يكون الدعاء مخلصاً أكثر ممّا لو دعا رسول الله والناس تؤمّن من خلفه.
الثبات عند سؤال الملكين بالقبر
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوصي أصحابه بالدعاء للميت بأن يثبّته الله عند سؤال الملكين ، وقد جاء هذا الدعاء للميت بناءً على قول الله -تعالى-: (ثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّـهُ ما يَشاءُ).
وقد روى البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: ("يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ" قالَ: نَزَلَتْ في عَذابِ القَبْرِ، فيُقالُ له: مَن رَبُّكَ؟ فيَقولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، ونَبِيِّي مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَذلكَ قَوْلُهُ -عزَّ وجلَّ-: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنْيا، وفي الآخِرَةِ").
رفع درجة الميت
يرفع الله الميت في الجنة درجة كلّما دعا له ابنه بالرحمة والمغفرة، وقد حرص الكثير من السلف الصالح على الدعاء لوالديهم بعد كل صلاة والاستغفار لهم، حيث أنّ الله -تعالى- وعد المستغفرين بالمغفرة، فقال: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).
وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ، ليرفَعُ الدَّرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجنَّةِ فيقولُ: يا ربِّ، أنَّى لي هذِهِ؟ فيقولُ: باستِغفارِ ولدِكَ لَكَ)، فإن ذلك العبد يرتفع في درجات الجنّة دون أن يقوم بعمل صالح؛ فيسأل الله عمّا رفعه، فيخبره أنّ ذلك بدعاء ولدك لك، ولفظ الولد إنّما يشمل الذكر والأنثى من أولاده على حدّ سواء.
غفران ذنوب الميت والتجاوز عنه
إنّ الدعاء للميت يعتبر شفاعةً له عند ربّه ومغفرةً لذنوبه ورفعاً لدرجاته، فقد روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له)، ثمّ إذا حضر الناس إلى الجنازة، فإنّهم يدعون للميت، ممّا يزيد في شفاعة الله له.
وذلك لما روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- فقال: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: ما مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ علَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لا يُشْرِكُونَ باللَّهِ شيئًا؛ إلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ).