نبذة عن زيد بن عمرو بن نفيل
نبذة عن زيد بن عمرو بن نفيل
هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، وهو أحد أبناء قبيلة قريش، وهو من بني عَدي تحديداً، ويجتمع مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في نسبٍ، فالخطاب "والد عمر بن الخطاب"، هو عم زيد بن عمرو.
وزيد هو والد الصحابي الجليل سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل -رضي الله عنه-، من أفاضل الصحابة الكرام، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وقد ولد زيد في الجاهلية ولم يدرك الإسلام، إلا أنه عاش في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، ورآه وجالسه ومات قبل أن يبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
حال زيد في الجاهلية
وقد كانت العرب في ذلك الزمان تعيش في ظلام الجاهلية، وكانت غرقى في الجهل والشرك، والأصنام تملأ الكعبة المشرفة ؛ فكان قلب زيد قد أنكر ما رآه من قومه بفطرته السلمية.
ورأى أنّ حالهم لا يقبله العقل السليم، فكان لا يخالطهم في جاهليتهم وشركهم، ومع أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن قد بُعث بعد، إلا أنه وبعقله ونظره استطاع أن يتوصل إلى جحد حال قومه، وله في ذلك مواقف.
ومن ذلك ما حصل بينه وبين رسول الله؛ إذ لقيه رسول الله بواد في مكة قبل نزول الوحي عليه، وقُدم الطعام لهما، فرفض زيد بن عمرو أن يأكل من الطعام، وقال: أنا لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه.
وكان زيد بن عمرو ينكر على قريش طريقتهم في التعامل مع الذبائح، فكان يقول لهم: "إن الشاة خلقها الله، وما تأكله من الكلأ قد خلقه الله، فكيف تذبحونها لغير الله؟".
محاولة زيد البحث عن الحقيقة
لم يكتفي زيد بإنكاره على قريش، بل قد قرر الرحلة في طلب الدين؛ فذهب إلى الشام ولقي عالماً من علماء اليهود، وسأل عن اليهودية فقيل له: "إنك لن تكون يهودياً حقاً؛ حتى تنال نصيبك من غضب الله".
هنا تعجب وقال: "إنما فررت من غضب الله، فكيف أرضى ذلك؟"، ثم سأله: "هل تدلني على غير هذا الدين؟"، فقال اليهودي: "ما أعلم ديناً يعبد الله على حق؛ إلّا أن تكون حنيفاً على ملة إبراهيم".
ثم لقي عالماً من علماء النصارى فسأله عن دينه، فقال له: "إنك لن تكون نصرانياً؛ حتى تنال نصيبك من لعنة الله"، فقال: "ما هربت إلا من هذا، فهل تدلني على غيره؟"، فقال: "ما أعلم لك إلا الحنيفية دين إبراهيم"، فخرج رافعاً يديه إلى السماء، وقال: "اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم".
عودة زيد إلى دياره ووفاته على الحنيفية
عاد زيد إلى مكة بعد أن اعتنق الحنيفية ، دون أن يعلم من شعائرها شيئاً، ولكنه كان يجتهد بعقله، ويبتعد عن شرك قريش، فكان يصلي إلى الكعبة ويحيي الموؤدة، وكان يقول لهم: "إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم".
وكان يرحل ويسأل عن دين إبراهيم، حتى لقي راهباً نصرانياً في الشام، فسأله عن الحنيفية، فقال له الراهب: "ما أعلم أحداً على الأرض على الحنيفية اليوم، ولكنه أظلك زمان نبي"، فخرج يريد مكة؛ فلقيه ناس من لخم فقتلوه فمات على حنيفيته.