نبذة عن رواية عمال البحر
تعريف حول رواية عمّال البحر
نُشرت رواية عمّال البحر أول مرة في عام 1866م، وهي من تأليف الكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوجو، تقع الرواية في نحو أربعمئة صفحة، دارت أحداثها في جزيرة غرونسي، وهي واحدة من جزر القنال البريطانية التي نُفي إليها هوجو لمدة 15 سنة، وهي من ضمن أشهر أعمال هوجو إلى جانب رواية البؤساء ورواية أحدب نوتردام وغيرها.
موضوعات رواية عمّال البحر
تناولت رواية عمّال البحر العديد من المواضيع الإنسانية المهمة، والتي تدور في فلك وجود الإنسان ومعاناته، وفيما يأتي أهم تلك الموضوعات:
العزلة الاجتماعية
بدأت الرواية بتصوير حياة الإنسان عندما يعتزل المجتمع ويعيش وحيدًا، وعندما يتجنبه معظم الناس من حوله، وتمثَّلت تلك الفكرة في شخصية بطل الرواية، وهو شاب يُدعى غيليات، حيث كان منعزلًا عن السكان في الجزيرة منذ طفولته؛ لأنه عاش في بيت مسكون، وتُظهر الرواية مدى تأثير تلك العزلة في شخصية غيليات وعلاقته مع الناس.
إذ تدفع العزلة بالإنسان إلى التوجُّه أكثر إلى الطبيعة والتعرف عليها، والتدقيق في كل تفاصيلها العظيمة، كما وضَّحت الفكرة أنَّ العزلة ضرورية أحيانًا لبناء شخصية الإنسان وتطوير نفسه، إذ إنَّ البطل كان ماهرًا في العديد من المهن نتيجة عزلته التي استغلها لتطوير نفسه.
الحب والتضحية
تحدَّثت الرواية عن قصة حب مختلفة، بدأت بشكل صامت، وذلك من خلال وقوع بطل الرواية غيليات في حب ابنة أحد الأثرياء في الجزيرة، ولكنَّه لم يستطع البوح بذلك، ولم تكن لديه الجرأة الكافية للزواج من حبيبته، لأنَّه كان فقيرًا، وكان عمها ثريًا، وقد أوضحت تلك القصة المعاناة التي يعيشها العشاق في كل زمان ومكان.
غير أنَّ المختلِف في الموضوع أنَّ غيليات ضحَّى بكل شيء من أجل الوصول إلى قلب حبيبته، ولكنَّه بعد عودته من البحر، عرف أنَّها تحب الشاب الكاهن، وسمع مناجاتهما في الليل، وأصرَّ عليهما في اليوم التالي أن يتزوجا، وبذلك آثر الحب الخالص على حبه هو، وقَبِل بأن تتزوج حبيبته من حبيبها على أن يتزوج بها لأنَّه حقّق شرطًا وحصل على محرك السفينة العالقة في البحر.
الفوارق الطبقية والتكنولوجا
أشارت الرواية إلى الفوارق الطبقية بين الناس، إذ انقسم الناس إلى فقراء وبسطاء وأغنياء أثرياء، وفي سياق ذلك تحدث عن التكنولوجيا التي بدأت تغزو العالم، وكان أحد الأثرياء السيد ليسيري صاحب السفينة الوحيدة التي تعمل بمحرك بخاري، وفي ذلك إشارة إلى التغييرات التي كانت تغزو العالم في ذلك العصر.
تحدي عناصر الطبيعة
ركَّزت الرواية على تحدي عناصر الطبيعة خصوصًا في البحر، وعلى المواجهة الخالدة بين الإنسان والطبيعة، وكانت قصة غيليات ورحلته في البحر للحصول على محرك السفينة العالقة، هي ذروة الأحداث، إذ عانى كثيرًا في تلك الرحلة، سواءً من البحر نفسه أو من العاصفة وغيرها من التحديات التي تغلَّب عليها، في فكرة تُوضِّح سعْي الإنسان للتفوق على الطبيعة.
اقتباسات من رواية عمال البحر
تُوضِّح بعض العبارات أسلوب الكاتب في روايته، كما تُعطي انطباعًا بسيطًا عن أجواء الرواية، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من رواية عمال البحر:
- "إنّ الفقر والغنى يوضعان دائمًا موضع مقارنة، وجيليات كان يملك منزلًا وحقولًا، وبمقارنته بمن لا يملكون شيئًا لم يكن يعتبر فقيرًا.
- "لقد كان ربانًا بفطرته، والرّبّان الحقيقيّ هو الذي يُبحر في الأعماق أكثر منه على السطح".
- "إنّ عالم الظلمة هو مجرد عالم، ولكنّ الليل كليل هو كون من الأكوان".