نبذة عن حياة الرسول قبل الهجرة
يمكن تقسيم أهم الأحداث التي وقعت للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة إلى ثلاث مراحل أساسية، وتحت كل مرحلة عدة أحداث أساسية.
المرحلة الأولى: ميلاده ونشأته وشبابه
هذه المرحلة تضمنت العديد من الأحداث، وأهمها:
- المولد النبوي
ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم يوم الاثنين في الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل، وقد وُلد يتيماً، فقد مات أبوه قبل ميلاده.
- رضاعته
كانت رضاعته من نصيب حليمة السعدية ، وبقيت مسؤولة عنه مدة أربع سنوات، فرأت بركته -صلى الله عليه وسلم- في بيتها، حيث سمنت دوابها واخضرت مراعيها.
- حادثة شق صدره
أرسل الله -عز وجل- إليه ملكين فشقا صدره وأخرجا حظ الشيطان منه، وكانت هذه الحادثة سبباً لخوف مرضعته عليه وإعادته إلى أمه.
- وفاة أمه وحضانته وكفالة جده
بقي في رعاية أمه آمنة بنت وهب إلى أن توفيت وهو في السادسة من عمره، فحضنته أم أيمن وكفله جده عبد المطلب الذي كان يكرمه غاية الإكرام إلى أن توفي الجد ومحمد -صلى الله عليه وسلم- في الثامنة من عمره.
- كفالة عمه
انتقل إلى كفالة عمه أبي طالب، وكان فقيراً صاحب عيال، فبارك الله له في ماله القليل، وكان يكرمه ويحرص على تربيته تربية الرجل، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعمل راعياً للغنم لمساعدة عمه، وعمل في التجارة وسافر مع عمه إلى الشام.
- عمله في تجارة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وزواجه منها
حرصت خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- على أن يخرج محمد -صلى الله عليه وسلم- في تجارتها؛ لِما سمعته عن أمانته، فخرج متاجراً في مالها، ولمّا لمست صدقه وأمانته رغبت في الزواج منه، فتزوجها وهو في الخامسة والعشرين وهي في الأربعين.
- موقفه في بناء الكعبة
كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- مكانةٌ عظيمةٌ بين قومه قبل البعثة؛ لما يرون من حسن أخلاقه ورجاحة عقله، فاختاروه ليحكم بينهم عندما اختلفوا فيمن يحمل الحجر الأسود ويضعه مكانه في الكعبة لما جددوا بناءها.
المرحلة الثانية: البعثة والدعوة
هذه المرحلة تضمنت العديد من الأحداث، وأهمها:
- بعثته نبياً
عندما أتمّ النبي أربعين عاماً نزل عليه الملك جبريل بالوحي وهو يتعبد في غار حراء ، وكان أول ما نزل من وحي القرآن الكريم أول خمس آيات من سورة العلق، فرجع إلى بيته خائفاً، فأرسلت خديجة -رضي الله عنها- إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان مطلعاً على الكتب السماوية السابقة، فبشّرها أن الذي جاء محمداً -صلى الله عليه وسلم- هو الوحي الذي كان ينزل على الأنبياء السابقين، فهو نبي هذه الأمة.
- بعثته رسولاً
حيث نزلت عليه الآيات الأولى من سورة المدثر تأمره بالدعوة إلى الإسلام وتوحيد الله تعالى في العبادة والأخلاق الحسنة.
- الدعوة سراً
ظل النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو سراً إلى الإسلام ثلاث سنوات، وقد أسلم فيها عدد من أهله وأصحابه.
- الجهر بالدعوة
أمره الله - تعالى - أن يجهر بالدعوة إلى الإسلام، فوقف على جبل الصفا ونادى أهل مكة وأخبرهم خبر الرسالة، ولكنهم سخروا منه وكذبوه.
- إيذاء أهل مكة
حارب كفار مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعوته بكل الطرق؛ فعذبوا من كان يسلم حتى استشهد بعضهم تحت التعذيب، وآذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقول والفعل حتى أنهم حاولوا قتله مراراً.
- ثباته وإكرام الله له
استمر يدعو إلى الإسلام، وصبر على الأذى الذي لحقه وكان يصبّر أصحابه، وأمرهم ب الهجرة إلى الحبشة فراراً بدينهم، وخرج إلى الطائف داعياً إلى الله تعالى، لكن أهلها طردوه وآذوه، وقد أكرمه الله -تعالى- برحلة الإسراء والمعراج بعد حادثة الطائف؛ ليثبّت فؤاده ويكرّمه أهل السماء بعد أن طرده أهل الأرض.
المرحلة الثالثة: التحضير للهجرة إلى المدينة النبوية
هذه المرحلة تضمنت العديد من الأحداث، وأهمها:
- إسلام ستة نفر من أهل المدينة
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستثمر موسم الحج ليعرض دعوته على قبائل العرب التي تجتمع كل عام في موسم الحج في مكة، وفي السنة الحادية عشرة للبعثة أسلم ستة أشخاص من أهل المدينة، وعادوا إلى قومهم يبشرونهم بالدين الجديد.
- بيعة العقبة الأولى
في العام الثاني عشر للبعثة جاء اثنا عشر رجلاً من المدينة إلى مكة في موسم الحج فبايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام ودعوة قومهم إليه.
- بيعة العقبة الثانية
في العام الثالث عشر للبعثة جاء من المدينة خمسةٌ وسبعون شخصاً يعلنون إسلامهم في موسم الحج، ويتعهدون بنشر الإسلام في المدينة واستقبال المسلمين فيها والتي سميت ب بيعة العقبة الثانية .