نبذة عن الرسالة القشيرية
نبذة عن الرسالة القشيرية
تعدّ الرسالة القشيرية من الكتب المكتوبة في علم التصوّف، ألّفها أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري المولود عام 376هـ والمتوفى عام 465هـ، وقد أدرج في الكتاب مجموعة من طرق التصوّف ومقاماته وأحواله في أبواب مفصّلة.
سار أبو القاسم في كتابته للرسالة القشيرية على ما أرساه الأشاعرة من أصول، منتهجاً في ذلك نهج شيخه أبي بكر بن فورك،ولم يكن القشيري في رسالته ممن قال بالوحدة بين الخالق والمخلوق؛ لهذا لم يذكر الحلّاج ضمن المشايخ الذين ذكرهم في الجزء الأول من رسالته.
أمّا عن رأيه في الكرامات فقد أثبتها لأولياء الله -تعالى- وكان في ذلك على مذهب أهل السنّة والجماعة، وكان له في هيئة الكرامات رأي يخالفه عليه الكثير من المتصوفين الذين يرَون أنّ كل ما يجوز أن يكون معجزة لنبي يجوز أن يكون كرامةً لولي.
أقسام الرسالة القشيرية
تنقسم الرسالة القشيرية إلى قسمين أساسيين:
- مشايخ الطريقة وسيرهم وأقوالهم
ذكر القشيري في هذا القسم أوّلًا أن أفضل الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- هم صحبه الكرام، وبعدهم من سار على نهجهم من التابعين، ثمّ صار خيار الناس وخواصهم يسمّون بالزهّاد والعبّاد وغير ذلك، ثمّ اشتهر من أهل السنّة مجموعة ممن حافظ على قلبه من الغفلة سمّوا بالمتصوفة، ثمّ ذكر من شيوخ الصوفية جماعة؛ بيّن سيرهم وأقاويلهم.
- مقامات أرباب السلوك وطريقتهم
بعد أن عرّج القشيري على أسماء مشايخ الصوفية وسيرهم ذكر مقامات أرباب السلوك الذين يتدرّجون عليها إلى أن يصبحوا شيوخًا، وقد رتّب المقامات في كتابه كما يأتي:
- مقام التوبة.
- مقام الورع.
- مقام الزهد.
- مقام الصمت.
- مقام الشكر.
- أحوال أرباب السلوك
أدرج القشيري بعد ذلك الأحوال؛ التي تعدّ المواهب عند الصوفيّة؛ باعتبار أنّ المقامات تأتي ببذل المجهود وهي المكاسب، أمّا الأحوال فتنبع من عين الجود، وقد أدرجهم بالترتيب الآتي:
- حال المراقبة.
- حال الرضا.
- حال الفتوة.
- حال الأدب.
- حال معرفة الله -سبحانه وتعالى-.
اقتباسات من الرسالة القشيرية
كان للقشيري في رسالته نظر في الكثير من المواضيع التي تعدّ من مهمّات الدين عبّر عنها بكلماته الخاصة، فيما يأتي اقتباسات منها:
- اقتباس من الرسالة في العقيدة
قال القشيري في رسالته مبيّنًا عقيدة التصوّف: "وله يدان هما صفتان يخلق بهما ما يشاء سبحانه على التخصيص وله الوجه".
- اقتباس من الرسالة عن ماهيّة الرجاء
قال القشيري: "والفرق بَيْنَ الرجاء وبين التمني أَن التمني يورث صاحبه الكسل ولا يسلك طريق الجهد والجد وبعكسه صاحب الرجاء فالرجاء محمود والتمني معلول".
- اقتباس من الرسالة في الكرامات
قال القشيري مبيّنًا ماهيّة الكرامات في نظره: "هذه الكرامات قَدْ تكون إجابة دعوة وَقَدْ تكون إظهار طَعَام فِي أوان فاقة من غَيْر سبب ظاهر أَوْ حصول ماء فِي زمان عطش، واعلم أَن كثيراً من المقدورات يعلم اليوم قطعا أَنَّهُ لا يَجُوز أَن يظهر كرامة للأولياء وبضرورة أَوْ شبه ضرورة يعلم ذَلِكَ، فمنها حصول إِنْسَان لا من أبوين وقلب جماد بهيمة أَوْ حيوان".
التعريف بكاتب الرسالة القشيرية
اسمه هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد، يكنى أبا القاسم القشيري النيسابوري، ولد عام ست وسبعين وثلاثمائة، وتوفاه الله عام خمس وستين وأربعمائة عن عمر يناهز تسع وثمانين سنة، كان صوفيًا شافعيًا مفسّرًا، ألّف عددًا من الكتب منها التفسير الكبير، وكتابه الشهير المعروف بالرسالة القشيرية تحدّث فيه عن طرق التصوّف.
تعلّم عبد الكريم القشيري علم الحديث وعلم الفقه، وتقدّم في علم الأصول والفروع على يدّ مجموعة من الشيوخ، كما أنّه صحب أبا علي الدقاق فزوجّه ابنته وأنجب منها عددًا من الأولاد النجباء الذين حدّثوا عنه مع عدد من التلاميذ، وخرج أيضًا للحجّ برفقة البيهقي والجويني فسمع معهما الحديث ثمّ أملى.
شيوخه في الحديث
سمع عبد الكريم القشيري الحديث من عدد من الشيوخ، منهم ما يأتي:
- أبو الحسين صاحب أبي العباس الثقفي.
- أبي نعيم الإسفراييني.
- عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي.
- أبو بكر بن فورك.
شيوخه في الفقه
تفقه عبد الكريم القشيري على يد عدد من الشيوخ، منهم ما يأتي:
- أبو بكر الطوسي.
- أبو إسحاق الإسفراييني.
- أبو بكر بن فورك.