موضوع تعبير عن وصف الطبيعة
الطبيعة لوحة إبداع الخالق
الطبيعة هي الأم الثانية لأيّ بشري مر على وجه هذه الأرض، فهو يستقي من ريحانها سر الحياة، فيتمكن به من مواصلة عيشه في هذه الدنيا الصعبة، فكل شيء في الطبيعة مسخر لخدمة الإنسان وحده وكأنه هو رأس هرم الكون وقاعدته، ولا يُمكن لذلك الرأس أن يعيش بعيدًا عن أحضان الطبيعة الدافئة الحنونة، حيث ينسج كل واحد منهم قصة عشقه مع النجوم في الليالي الصيفية الهادئة.
الطبيعة مصدر الحياة
لو تأمل الإنسان في معادلة الحياة أكثر لوجد أنّ الطبيعة هي الحاضنة الأولى لمأكله ومشربه فهي تهديه الثمار خضراء يانعة وحمراء مشرقة وغيرها من الألوان التي تختلف بعضها عن بعض، والأشكال التي تتنوع مع أنها تُسقى بماء واحد، ولكن هي حكمة الله تعالى وحده، فلا يستطيع الإنسان أن يكتفي بنوع واحد من المأكولات، ولو فعل ذلك لرمى بنفسه إلى التهلكة.
إنّ أيّ عاقل لا يُمكنه نكران حقيقة أنّ الطبيعة بريعانها وأشجارها وخضرتها ومائها هي مصدر الحياة والسلام النفسي، فلو اختل جزء منها لكان الموت المحتم هو مصير مَخلوقات الكون كافة، وإنّ الإنسان لما يضيق صدره وروحه لا يجد ملجأ سوى الهواء الطلق، فينتقل إلى البراري ليلمس هناك فقط النسيم العليل الذي يدخل إلى قلبه، حيث تكون نفسه أحوج ما تكون في تلك اللحظات إلى الصمت والسكون.
ما أجمل الطبيعة بسهولها وهضابها ووديانها وبحارها! فما أعظم حجم البحار! وما أطول وأبعد السماء! فبمجرد النظر إلى كل ذلك نفهم عظمة الخالق وقدرته على الإبداع، يقول أحد الشعراء:
نجومٌ حلوةٌ تزهو
- ملأنَ الكونَ أنوارا
نراها في السما تعلو
- وتهدي سائرًا حارَ
وفي أوساطها قمر
- كقلبٍ للسما صارَ
ودفء الشمس نرقبه
- شروقًا منها إبكارا
حماية الطبيعة حماية للمستقبل
أخيرًا، يحدث ألا يجد الإنسان مأوى له في الحياة سوى عند أمه التي ترعرع بين يديها، تلك الطبيعة الصامتة التي تهديه من صمتها جمالًا ومن هدوئها رونقًا وسحرًا، ولكن هل يمكن أن يكون الإنسان جاحدًا لفضل أمه عليه، هل يمكن أن يسير ملقيًا بكل الأحلام الصغيرة التي عاشها قبلًا عرض الحائط معرضًا عنها.
إن واجب البنوة يحتم على الإنسان أن يكون بارًّا بالطبيعة فلا يؤذيها ولا يقدم شرًا لها، بل يحاول دائمًا إماطة الأذى عنها فلا يلقي بأوساخه عليها، ولا يهدر ماءها ولا يقطع أشجارها، حتى لا يكون عاقًا لليد التي تمتد له كلما أرادها، إن في حماية الطبيعة حماية للإنسان نفسه من كل ضرر قد يلحق به، أو يحيط به جراء نكرانه لمعروف الطبيعة معه، ولا بد أن يكون يدًا حانية عليها كما كانت هي من قبل تحنو عليه.
واجبنا اتجاه الطبيعة يكون بالحفاظ عليها، وعدم رمي النفايات في الغابات، وزرع المزيد من الأشجار؛ للحفاظ على التوازن البيئي ونيل الأجر والثواب، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة".
الطبيعة مصدر الأمان
في الختام، الطبيعة هي مصدر الأمان والأم الحنونة التي يفترش الإنسان ذراعيها، فيرتمي بينهما معلنًا في تلك اللحظة ميلاده الأول، ميلاده الأول الذي تخلص فيه من الهموم والأحزان والآلام ليكون وحده سيد الموقف مع ربته الأولى، نعم هي الطبيعة ملجؤه من الأحزان والآلام .