موضوع تعبير عن شهداء الإمارات
المقدمة: الإمارات تفخر بشهدائها
الشهداء هم من يصنعون كرامة الوطن بدمائهم وأرواحهم التي يبذلونها مقابل أن يظلّ علم الوطن خفاقًا عاليًا في ميادين النصر والفخر، والإمارات تفخر بشهدائها الأشاوس الذين بذلوا أغلى ما لديهم مقابل أن تظل الإمارات آمنة مطمئنة لا يمسّها عدو ولا يضرّها أي أذى، لهذا فإنّ الإمارات تضمّ أسماء شهدائها كما تضمّ الأم طفلها.
وتصنع لهم نياشين الفخر والسمو، وتمنحهم كلّ الحب والتقدير لأنّ أسماءهم تزين أعلام الوطن وراياته، فلولا الشهداء لما كان للنصر وجود ولا كان للأمن والأمان بقاء أبدًا، الشهداء هم منارات الأوطان.
العرض: شهداء الإمارات أبطال خالدون
الشهداء أبطالٌ خالدون لا يمكن أن يكونوا في ظلال النسيان يومًا، ولا يمكن أن تمرّ احتفالات الوطن دون تكريمهم لأنهم هم الذين صنعوا مجد الإمارات وحافظوا عليه من جميع الدسائس والمؤامرات، وهم الذين زرعوا رايات الوطن لتظلّ في الأعالي مرفرفة، فطوبى للشهداء أينما كانوا، وطوبى للأرض التي تحتضن أجسادهم الطاهرة، وللهامات العالية التي تنحني لهم في كلّ وقت.
فالشهداء هم الأحياء الذين تكوف أرواحهم دومًا لتكون درع الوطن في كلّ وقت، ولولا تضحياتهم لما وصل الوطن إلى برّ الأمان، ولما كان حاله كما هو عليه من الأمن والرخاء والطمأنينة، لهذا فإنّ كلّ كلمات الشكر والفخر والمدح لا يمكنها أن تعبر عن قيمة الشهداء في عيون أبناء الوطن الأوفياء دومًا.
الشهداء ليسوا مجرد أرقام أو أسماء عابرة، بل هم نجومٌ ترصع بها سماء الوطن لتشرق بكلّ النور الذي تختزنه أرواحهم، وهم أصل الحياة ومنتهاها ودون تضحياتهم لا يمكن لأي كيانٍ أو دولة أن تستمر، لهذا فإنّ الشهداء وحدهم من وصلوا إلى مرحلة التفاني الكامل كي يقدموا أنفسهم فداءً للإمارات دون أن يلتفتوا إلى أيّ صوتٍ يدعوهم للتمسك بالحياة.
لأنهم يعلمون تمامًا أن الشهيد حيق يُرزق عند ربّه، وأنّ الحياة كلها تكون بتقديم الروح وبذلها لأجل الوطن والشعب، ولهذا حقٌ على جميع الإماراتيين صغيرًا وكبيرًا أن يفتخروا بالشهداء ويذكروا قصصهم في الكتب والتاريخ، وأن يقدموا لهم كلّ التقدير والاحترام والإجلال لأنّ الشهيد هو الشجرة التي يستظلّ تحتها الوطن ويستريح من تعب الحياة.
الشهداء هم أكرم الناس عند الله تعالى، وجعل لهم مكانة عالية في جنته، لهذا ليس غريبًا أن تكون مكانتهم عالية في الأرض أيضًا، وليس غريبًا أن يتمنى الجميع نيل هذا الشرف العظيم وهو نيل الشهادة في سبيل الوطن، وليس غريبًا أن يقول الشعراء آلاف القصائد في مدح الشهداء والتغني بهم.
فالمكانة التي يختص بها الشهداء ذكرها النبي -عليه الصلاة والسلام- في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، كما ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم ووصفهم بأنهم أحياء، فالشهيد لا يموت بل هو حي عند ربه يتنعم بنعيم الجنة ويفرح بلقاء الصالحين، وهم يتمنون لكلّ من يحبون أن ينالوا هذا الشرف العظيم وهو شرف الشهادة في سبيل الله تعالى.
على الرغم من أنّ وداع الشهيد إلى مثواه الأخير يكون صعبًا جدًا ويحمل الكثير من مشاعر الحزن وكلمات الرثاء، لكن أهله ووطنه رغم كل شيء يكونون في قمة فخرهم أنّ ابنهم ارتقى شهيدًا في سبيل وطنه، لهذا هم في الواقع لا يتقبلون التعازي وإنما يتقبلون التهاني لأنّ الله اصطفاه في زمرة الشهداء، وهذا شرفٌ عظيم يسعى الجميع لنيله.
لاسيما إذا كان الإنسان ينتمي إلى وطنٍ ذو رفعة كبيرة وهيبة عالية مثل الإمارات، فإنه يسعى بكلّ ما فيه أن يكون شهيدًا مدافعًا عن هذا الوطن الذي قدم له كلّ شيء، ولهذا لن يبخل عليه بروحه أبدًا، فالشهداء هم حجارة الوطن التي تفجّ رأس الأعداء والمتصيدين أينما كانوا، وهم الثمار اليانعة التي تمنح نفسها للوطن الصابر الصامد.
لا يوجد أطهر من الدماء التي تسيل في سبيل الوطن، ولا يوجد أي أحد يستحق الاحتفاء والتكريم والتبجيل مثل الشهداء، فالشهداء أنبل من الجميع، ولهذا فإنّ الأوطان، تعلو بدماء شهدائها الأبطال، ولا عجب أن يكون لهم تلك المكانة الخاصة التي تجعل كلّ مؤسسات الوطن تحتفل بهم مهما كانت المناسبة.
لأّن الشهداء هم الذي يُهدون الوطن استقراره وأمنه وهم الذين يمنحون له حريته التي يفتخر بها، وهم الذين يصنعون الاستقلال، ولولا الشهداء لتفرقت الأوطان وتفتت وأصبحت لقمة سهلة وسائغة في يد الأعداء، وللشهيد الإماراتي حبٌ وانتماء في قلب كل مواطن إماراتي مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، فالجميع ينتمي للشهداء ويفخر بهم لأنهم رمز العزة والأمان الكبير الذي لا يتغير.
لو كان للوطن خيار الاختيار بين أن يكون لديه شهداء ضحوا بأنفسهم ومالهم وأرواحهم ودمائهم لأجله وبين أن يكون أشخاصٌ مرتزقون يدافعون عنه لاختار الشهداء من أبنائه الأبطال لأنهم الأصدق في الدفاع عن الوطن، وهم الذين يقدمون أرواحهم له دون أن يسألوا عن شيءٍ أبدًا لأنهم لا يهتمون إلا لرؤية وطنهم في أفضل مكان.
فالشهداء هم الماء الذي يروي عطش الوطن وهم الزهور المتفتحة التي تفوح بعطرها وشذاها وتنشره في جميع أنحاء الوطن ليظلّ هانئًا في حياته.
الخاتمة: لشهداء الإمارات حق علينا
لشهداء الإمارات حقٌ علينا ألّا ننساهم أبدًا، وأن ننسب الفضل لهم بكلّ ما وصلت إليه الإمارات حتى أصبحت دولة متميزة في جميع المجالات ويشار إليها بالبنان في العلم والتطوّر، ويضرب بها المثل بالازدهار والتقدم، ولولا الشهداء لما استطاعت الإمارات أن تكون في المقدمة، لأنّهم هم الذين يحرسون الوطن بأرواحهم ويروون تراب الإمارات بدمائهم الطاهرة وأرواحهم الزكية.
فالشهداء هم أبناء الإمارات الذين حق عليها أن تفتخر بهم في كلّ وقت، وأن تحفظ سيرتهم وتعلم أسماءهم للأجيال القادمة كي يحفظوها.