موضوع تعبير عن الوحدة الوطنية
الوحدة الوطنية
- الوحدة الوطنية ركيزة أساسيّة لبناء المجتمعات والأوطان.
- مقومات الوحدة الوطنيّة هي: الأسرة، والدّين، والمؤسسات التعليميّة، والإعلام.
- تعزيز الوحدة الوطنية عن طريق التكاتف ونبذ الكراهية والعنصريّة بين أفراد المجتمع الواحد.
- الوحدة الوطنيّة سبب رئيس للتقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والدّيني.
المقدمة: تعريف الوحدة الوطنية
الوحدة الوطنيّة هي مفهوم يتألف من كلمتين هما الوِحدة، والتي تعني تجميع الأشياء المتفرّقة والمتباعدة في نفس المكان، وأما الوطنيّة فالمقصود بها انتماء الإنسان إلى دولة معيّنة يحمل جنسيتها ويتكلّم لغتها ويُدين لها بالولاء، على اعتبار أنّ الدولة مجموعة من الناس تعيش وتستقر في إقليم محدد وتخضع لحكومة منظّمة، فأساس الوِحدة الوطنيّة هو الإنسان الذي يعيش على أراضي الوطن، والذي ارتبط به تاريخيًا واجتماعيًا وسياسيًا، والوحدة الوطنيّة من أهم ركائز وأسس تطوّر الوطن وتقدّمه، وهي دليل أيضًا على التلاحم والتعاضد بين أبناء الشعب الواحد من تاريخ الآباء والأجداد.
العرض: مقومات الوحدة الوطنية وكيفية تعزيزها
الوحدة الوطنيّة هي من أهم الثوابت الوطنيّة التي باختلالها سيكون هناك شدخًا في القيم المجتمعيّة بأكملها، فهي الأولويّة الأولى والأخيرة التي تسعى لتحقيقها المجتمعات كافّة لنموها وتطوّرها وازدهارها، ووقوفها في وجه أي عدوان خارجي كان أم داخلي، فلولا وحدتنا الوطنيّة ستجدنا أشلاء متباعدة ومتناحرة يسيطر علينا العدو ويُملي علينا شروطه، فالوحدة الوطنيّة هي أساس الكرامة .
من أهم مقوّمات الوحدة الوطنيّة الأسرة فهي المؤسسة الأولى التي تزرع في أبنائها حب الوطن والانتماء له، وتعلّمه كيفيّة الولاء والانتماء ونبذ أيّة عنصريّة قد يدعو لها أشخاص منحرفين، فالأسرة هي الباني الأول في خلق أبجديات الوحدة الوطنيّة في أطفالها منذ نعومة أظفارهم، فهي من تخلق بداخله الولاء والانتماء لوطنه ومحيطه ومجتمعه، حتى إذا كبر هذا الطفل ابتعد عن القيام بكل ما يضرّ الصالح العام أو يؤدي لعنصريات مقيتة هنا وهناك.
من مقومات الوحدة الوطنيّة الدّين، فالدّين الإسلامي هو الركيزة الأساسيّة للوحدة الوطنيّة، وتحت راية الدّين يجتمع الأفراد ويسمو بأخلاقهم ويقفوا صفًا واحدًا، فالخطاب الديني دعانا لتعزيز وحدتنا الوطنيّة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} ، بل ودعانا الدين الإسلامي لتقوية وتنمية النسيج الاجتماعي ، وطاعة ولي الأمر، وفداء الوطن بالمال والدّم والرّوح، وجعل الشهادة في سبيل وحدته الوطنية، وردّ العدوان والظلم عنه هي من أعلى درجات الشهادة.
والمؤسسات التعليميّة من مدارس وجامعات تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الوحدة الوطنيّة في نفوس الأبناء، فهي تغرس بداخلهم الِقيم الصالحة، وحب الوطن، وتحث أبنائها على التشبّث بالهوية الوطنيّة واحترام الولاء والانتماء الوطني، بل وتزوّدهم بالقيم الدينيّة والوطنيّة المناسبة التي تدفعهم إلى الاعتزاز بالهوية الدينيّة والوطنيّة، وتُشبع بداخلهم مبادئ الوحدة الوطنيّة وتغرسها في نفوسهم.
الإعلام، ولا يمكننا بأي حالٍ من الأحوال إغفال دور الإعلام والمهم في تمكين الوحدة الوطنية، وتعزيز قِيم الولاء والانتماء داخل المجتمعات، فالإعلام يقوم بدور أساسي ورئيسي في توحيد صفوف الأمة وتعزيز تماسكها وترابطها سيما في وقت الأزمات، فالإعلام هو المنبر الحرّ الذي يوحّد الصفوف ويعزز التماسك في المجتمع، فهو ركن مهم في توجيه الشباب وتقوية شعورهم بالولاء لوطنهم ونبذ ما عداه من ولاءات وانتماءات.
ويمكننا تعزيز وحدتنا الوطنيّة من خلا ل قبول بعضنا بعضًا، واعترافنا بوجود الآخر، واحترام ما يحمله هذا الآخر من أفكار وآراء ولا يُشترط أن تتطابق هذه الأفكار مع أفكاري وآرائي، ومن خلال التواصل والتعاضد والترابط بين أبناء المجتمع الواحد من أبناء القرى والأرياف والمخيمات والمدن، ونبذ الكراهية والعنصرية التي قد يدعو لها بعضهم ، والوقوف سدًا منيعًا أمام كل من يحاول اختراق وحدة الصّف، ومن خلال التعايش بين الأديان على أرض الوطن، وصَوْن الحريات والحقوق الأساسيّة من حرية التعبير عن الرأي وحرية الانتماء إلى أحزاب وحرية ممارسة الشعائر الدينيّة وغيرها، وضمان إيصال الحقوق الأساسيّة لجميع فئات المجتمع دون تمييز أو تفضيل فئة على أخرى.
يمكننا تعزيز وحدتنا الوطنيّة أيضًا عن طريق تسامحنا مع بعضنا بعضًا ووقوفنا يدًا واحدة في الصعوبات، واستخدام الحوار وسيلة أساسيّة لا غنى عنها في تقريب وجهات النظر ومعالجة المشكلات وتفعيل الحراك السياسي والاجتماعي، والتصدّي للنزعات المُخلّة بالنسيج الوطني والاجتماعي ولكل سلوك شاذّ ينخر جدار الوحدة الوطنيّة، وغَرْس قيم مشتركة بين أفراد المجتمع الواحد لصهرها في بوتقة واحدة لصالح المجتمع والوطن بأكمله.
الخاتمة: أهمية الوحدة الوطنية
للوحدة الوطنيّة أهميّة كبرى لا تقتصر على الفرد بل تتعدّاه إلى المجتمع بأكمله، فترابط أبناء المجتمع الواحد ووقوفهم إلى جانب بعضهم البعض في مواجهة أحْلَك الظروف وأصعب الأوقات هي دليل قاطع على وحدتهم وتكاتفهم، ويجعلهم هذا التكاتف والتعاضد يقفوا صفًا واحدًا في وجه أعدائهم سواءً كان العدو داخل الوطن أو خارجه، وتمكّنهم من الوقوف صفًا منيعًا لحماية أنفسهم ومصالحهم من أيّ اعتداء أو تخريب، فلا يمكن لشخص بمفرده الوقوف بمواجهة أي تحديات وحده ، لكن يمكن لمجموعة من الأفراد أن تقف بوجه العدو وتصدّه بل وتنتصر عليه وتسحقه، ناهيك أنّ الوحدة الوطنيّة تلعب دورًا كبيرًا في التقليل من المشاكل والصراعات الداخليّة المختلفة داخل المجتمع نفسه.
إنّ السبيل الوحيد لإبعاد شبح الإرهاب والتطرّف الذي تعانيه مجتمعاتنا حاليًا، وجود التعاون والتعاضد والتكاتف داخل المجتمعات في الدولة الواحدة فنجدهم متآخين متحابين يبتعدون عن إحداث أي ضرر في ممتلكات الوطن والمواطن، وللوحدة الوطنيّة دورٌ كبيرٌ في دفع أي ضرر قد يقترب من الوطن، فهي وسيلة لنشر الأمن والأمان في قلوب الناس؛ الكبير قبل الصغير والغني قبل الفقير، فينام الفرد وهو في مأمن، إذ إن جاره وأخاه لن يطعنه في ظهره وأنه سيفديه بروحه إذا اقتضى الأمر، وسيمنع عنه أي خطر قد يقترب منه.