موضوع تعبير عن العلم للصف الخامس الابتدائي
تعبير عن العلم
تاليًا نصّ تعبير يتحدّث عن العلم، مُفصّلًا على أجزاء التعبير الثلاثة: المقدّمة، العرض، الخاتمة.
المقدمة: العلم شعلة تضيء الطريق
العلم هو ذلك النور المضيء الذي ينير حياة البشر، به ترتقي الأمم وتتقدم الشعوب وتُبنى الحضارات وتُهدم أخرى، هو سلاح ذو حدين، إذا ما استعمله البشر في مصلحة الأمة وخدمة البشرية كان شعلة تضيء الطريق للأجيال القادمة ولأعوام مديدة، هو المعرفة والخبرة والمهارة، هو العطاء والخير والسعادة، نعم هو العلم كذلك، يبني ويعمر ويرفع من شأن البشر وشأن المجتمعات، ويجعلها حصونًا منيعة في وجه الأعداء، ويتميز عن غيره من مجالات الحياة بأنه ذو أثر ممتد طويل، وخيره يعمّ على الجميع ولا يمكن لنتائجه الإيجابية أن تكون حكرًا على فرد بعينه دون غيره، فما أعظمه من نعمة أكرم الله بها بني البشر وحث عليها في كتابه الكريم!
العرض: العلم أجر مستمرّ
إن العلم من الوصايا الدينية التي أوصى بها الله تعالى نبيه الكريم وكل المسلمين، حتى إن أول التنزيل كان: اقرأ، وهذا يؤكد عظمة العلم وأهميته على مر العصور وعبر التاريخ، فما ارتفعت حضارة وتطاول بنيانها وعلت أمجادها إلا بالعلم، وما انهارت أمم وتقهقرت وتراجعت إلا بالجهل، إضافة إلى أن طلب العلم فريضة من فرائض الدين، وذلك يدل على ما فيه من خير عميم، و نشر العلم أيضًا له أجر أكبر، فما أعظمه ذلك الذي ينشر ويعلم الآخرين، فيكبرون وينجحون ويكون فيهم الخير لعائلاتهم ومجتمعاتهم، ويكون الأجر والثواب لمن علّمهم منذ الصغر ووجهم إلى طريق العلم الصحيح، ويصير كل نجاح من نجاح هؤلاء وكل خير يقدمونه عائد بأجره وثوابه إلى من علمهم وأرشدهم ووجهم، فالعلم أجره مستمر وثوابه عميم.
كلما علت مرتبة العلم الذي ينشره الإنسان ويعلمه كلما كان أجره أعظم، وكلما اتسعت دائرة المتعلمين كان الفضل أعظم، وكلما كان صبورًا متحملًا قادرًا على استيعاب الفروق الفردية بين المتعلمين كلما كانت مكانته أعظم عند الله، وسيبقى خالدًا في ذاكرة من علمهم ولن ينسوه أبدًا، ولا يمكن أن يجحدوا فضله وأثره في نفوسهم، فما أعظم العلم وما أبهى مكانة ناشره والمهتم به، فذلك الذي لا يحتكر العلم لنفسه، وينشره بين الناس يعيش سعادة داخلية لا يحظى بها أكبر ملياردير في العالم، إذ إن السعادة التي يشعرها الإنسان بالعطاء أعظم ألف مرة من سعادة الأخذ والربح، فطوبى لمن نشروا العلم وعلموه دون كلل أو ملل.
الأجر الكبير في نشر العلم يكون أيضًا من خلال طريق آخر، وهو أن يعلم العالم المتعلمين أن ينشروا هذا العلم ويعلموه لغيرهم، وبهذا تتسع رقعة العلم، ويزداد المتعلمين، ويزدهر البينان، وتعم الخيرات، والأجر كله موصول إلى من نشر العلم، وغرس بذور العطاء في نفوس المحيطين به والمتعلمين، فأثمرت ثمرًا يانعًا يطاول عنان السماء بفروعه وأغصانه، حتى إن هذا الأجر يستمر إلى ما بعد الموت، وكثيرة هي الشخصيات التي تنشر العلم، مثل المعلم والشيخ في الجامع والأم والأب وبعض الشخصيات التربوية، وكل حسب اختصاصه ومعرفته.
لكن من المهم بمكان أن يعرف كل إنسان أنه كما أن نشر العلم الصحيح له أجر وثواب متصلَين، فإن نشر العلم المضر أو توجيه العلم بما يضر البشر له عقاب وجزاء كبير عن الله تعالى، وسيعود بالخسران والخذلان على صاحبه ومن حوله، وكل ضرر يصيب من تعلم هذا العلم الخاطئ سيعود إلى من نشره وبث أفكاره في عقول الشباب وأفكارهم، فلا بد من توخي الحذر في العلم الذي ينشره الإنسان، ومن المهم التثبت من كل معلومة ومن مصدرها ومدى صحتها، حتى يبقى هذا العلم موضع ثقة من المتعلمين، فلا يشككون بأي كلمة يقولها العالم، ويكون هو مرتاح البال حيال المعلومات التي يقدمها للمتعلمين، وينال الأجر والثواب.
أرسل الله رسلًا وأنبياء لينشروا العلم وتعاليم الدين الإسلامي، ولم تكن مهمة سهلة، لكن أثرها باقٍ إلى اليوم في الناس، فهنيئًا لمن أكرمه الله بهذه المهمة وأعانه على صعوباتها، فهو صاحب الأجر والفضل والمكانة عند الله تعالى، لا سيما إذا كان قادرًا على التأثير والتغيير بشكل إيجابي ونحو الأفضل، لأن هذا سيعود بالخير على المتعلمين أولًا، وعلى المجتمع كله ثانيًا، وسيزيد من أجره وثوابه في الآخرة عند الله تعالى.
لولا أهمية نشر العلم لما توعد الله تعالى كاتم العلم بلجمه بلجام من النار يوم القيامة، فإن هذا العلم هو مما أنعمه الله على عباده، ولا يحق لأحد امتلاكه لوحده واحتكاره لنفسه، بل لا بد من أن يعم خيره على جميع البشر، وينال من نتائجه الإيجابية كل الناس وبمختلف طبقاتهم، وهذا يحتاج إلى تدريب للنفس وتقويم للأخلاق ومجاهدة للنفس الأمارة بالسوء في كتم العلم واحتكاره وإبعاده عن منفعة الناس، فليحذر أهل العلم من الوقوع في هذه الهاوية التي فيها ضياعهم في الدنيا والآخرة.
الخاتمة: العلم متعة لا تنتهي
اتخاذ العلم وسيلة لكسب المال أو الجاه أو العز أو المكانة والمظاهر الاجتماعية لا لذة فيه ولا سعادة وهو مجرد شهادة تُعلق على الحائط، بينما من كان يطلب العلم حبًا بالعلم، وشغفًا باكتساب المعرفة ونيلها، فإنه سيعيش لذة لا تنتهي وسعادة لا تنفد، لأنه يغرس بذور العلم في تربة عقله النقية، ويتعهدها بالرعاية والسقاية والحماية كل يوم وكل دقيقة، وتبدأ بعدها فروعها بالتطاول، ولا يتوقف عند ذلك بل يتابع تهذيبها وتقويمها وتطويرها لتزداد نماء وإنباتًا، وليعم ظلها كل المحيطين بها، ويستفيد منها أكبر قدر من الناس، فيقطفون ثمارها ويستمتعون بظلالها، عندها فقط يكون العلم متعة لا تنتهي ونهرًا من العطاء لا ينضب.
يمكنك أن تقرأ نموذجًا آخر بالنّظر في هذا المقال: موضوع تعبير عن العلم .