ما هو فتق الحجاب الحاجز
فتق الحجاب الحاجز
يُعتبر الحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Diaphragm) عضلةً منحنية مسؤولة عن عملية التنفس في جسم لإنسان، وتفصل مكوّنات الصدر عن البطن، وإنّ مصطلح فتق الحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Diaphragmatic Hernia) يُطلق على الحالة التي يتكون فيها ثقب في الحجاب الحاجز، وإنّ وجود هذا الثقب يتسبب باحتمالية اندفاع أعضاء من البطن إلى الصدر، وقد يحدث هذا الثقب في أي جهة من الحجاب الحاجز، إلا أنّه غالباً ما يحدث في الجهة اليسرى، وفي الحقيقة قد لا يقتصر الأمر على اندفاع الأمعاء الدقيقة عبر الثقب، وإنّما قد يتعدّاه إلى مرحلة اندفاع جزء من المعدة ، أو الطحال ، أو الكبد إلى الصدر، وقد يتسبب باندفاع أيّ من هذه الأعضاء بإحداث ضغط على الرئتين، ممّا يؤدي ذلك إلى عدم نموّ وتطور الرئتين كما يجب، وتجدر الإشارة إلى أنّ الذكور أكثر عُرضة للمعاناة من هذه المشكلة الصحية مقارنة بالإناث، وعلى أية حال يمكن القول إنّ مشكلة فتق الحجاب الحاجز ليست مشكلة شائعة، فهي تحدث في طفل واحد من بين كل أربعة أطفال لكل 10.000 طفلٍ.
أعراض الإصابة بفتق الحجاب الحاجز
تعتمد الأعراض التي تظهر في الحالات التي يُعاني فيها المصابون من فتق الحجاب الحاجز على سبب الفتق وحجمه وطبيعة الأعضاء المتأثرة به، ويمكن إجمال أهمّ هذه الأعراض فيما يأتي:
- صعوبة التنفس: فغالباً ما يُواجه المصابون بفتق الحجاب الحاجز مشكلة أو صعوبة في التنفس ، ويمكن تفسير معاناة المصاب من صعوبة التنفس في الحالات التي يكون فيها الفتق خلقيّاً بعدم نموّ وتطور الرئتين كما يجب، أمّا في الحالات التي يكون فيها فتق الحجاب الحاجز مكتسباً بعد الولادة فغالباً ما يُعاني المصابون من صعوبة التنفس نتيجة عدم قدرة الرئتين على العمل كما يجب بسبب ازدحام المنطقة بالأعضاء.
- زيادة سرعة التنفس: إذ تُحاول الرئتان تعويض نقص الأكسجين الحاصل في الجسم، وهذا ما يتسبب بزيادة معدل التنفس .
- ازرقاق الجلد: إذ إنّ عدم وصول كمية كافية من الاكسجين إلى خلايا الجسم من الممكن أن يتسبب بظهور الجلد باللون الأزرق.
- زيادة سرعة ضربات القلب: فمن الممكن أن يُعاني المصابون بفتق الحجاب الحاجز من زيادة سرعة ضربات القلب بسبب محاولة القلب تزويد خلايا الجسم بالأكسجين.
- ضعف صوت النفس أو غيابه: وغالباً ما يظهر هذا العرض في حال المعاناة من فتق الحجاب الحاجز الناتج عن المشاكل الخلقية، وذلك بسبب عدم نموّ الرئتين بشكلٍ سليم.
- سماع صوت الأمعاء في منطقة الصدر: وذلك في حال كان الجزء المندفع عبر الحجاب الحاجز هو الأمعاء .
- ضعف امتلاء البطن: إذ يُلاحظ أنّ منطقة البطن أقل امتلاءً من الوضع الطبيعيّّ، وذلك بسبب اندفاع جزء من أعضاء البطن عبر الحجاب الحاجز.
تشخيص الإصابة بفتق الحجاب الحاجز
هناك بعض الفحوصات التي يمكن إجراؤها لتشخيص الإصابة بفتق الحجاب الحاجز، سواء كان خلقياً أم مكتسباً، ويمكن إجمال أهمّ هذه الفحوصات فيما يأتي:
- التصوير بأشعة إكس (بالإنجليزية: X-Rays).
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound).
- التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging).
- فحص غازات الدم الشرياني (بالإنجليزية: Arterial blood gas test).
علاج فتق الحجاب الحاجز
يعتمد علاج فتق الحجاب الحاجز على الوقت الذي تمّ فيه تشخيص الإصابة بفتق الحجاب، أي خلال الحمل أو بعد الولادة، وكذلك يعتمد على الصحة العامة للمصاب والتاريخ الصحيّ له، بالإضافة إلى قدرة الطفل على تحمّل نوعية العلاج المستخدمة، وكذلك شدة الفتق، وفيما يأتي بيان أهمّ الخيارات العلاجية المتبعة في السيطرة على فتق الحجاب الحاجز:
- إدخال إلى وحدة العناية الفائقة لحديثي الولادة (بالإنجليزية: Neonatal intensive-care unit)، وذلك لاعتبار حالة فتق الحجاب الحاجز مشكلة صحية خطيرة تكاد تكون مُهدّدة لحياة المصاب، وعلى هذا فإنّ الإجراء السليم يكون بإدخال الوليد إلى وحدة العناية الفائقة الخاصة بهم، وذلك لحاجته في أغلب الأحيان للخضوع لما يُعرف بالتهوية الميكانيكية (بالإنجليزية: Mechanical ventilation)، وذلك لأنّ المصابين بهذه المشكلة الصحية عادة لا يستطيعون التنفس وحدهم بشكلٍ صحيح، بسبب عدم اكتمال نموّ الرئتين لديهم.
- الأكسجة الغشائية خارج الجسم (بالإنجليزية: Extracorporeal membrane oxygenation)، ويقوم مبدأ عمل هذا الخيار العلاجيّ على ضخ الدم إلى الأوعية الدموية َّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ لتقوم بضخه محمّلاً بالأكسجين إلى مختلف خلايا الجسم، أي بمعنى آخر يمكن القول إنّ هذا النظام العلاجيّ يقوم بعمل القلب والرئتين، وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام هذا النظام لا بُدّ أن يكون مؤقتاً فحسب، حتى تستقر حالة المصاب وتتحسن.
- الجراحة: يُلجأ لخيار الجراحة (بالإنجليزية: Surgery) بعد استقرار حالة المصاب، وتتمّ في الجراحة إعادة الأعضاء المندفعة عبر الحجاب إلى مكانها، بالإضافة إلى إصلاح الثقب الحاصل في الحجاب الحاجز. وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب المواليد المصابين يحتاجون إلى إدخالٍ إلى وحدة العناية الفائقة الخاصة بهم لمساعدتهم على التنفس بشكلٍ صحيح باستخدام التهوية الميكانيكة، فبالرغم من القدرة على إعادة الأعضاء المندفعة إلى مكانها عن طريق الجراحة، إلا أنّ الرئتين لا تزالان غير مكتملتين، وغالباً ما يتطلب الأمر اعتماد التهوية الميكانيكية لفترة بعد العملية، وعند تحسّن صحة الطفل واستغنائه عن التهوية الميكانيكية قد يحتاج إلى الأكسجين وبعض الأدوية لمساعدته على التنفس لأسابيع، أو شهور، أو ربما سنوات.
فيديو عن فتق الحجاب الحاجز
ولمزيد من المعلومات ننصحكم بمشاهدة فيديو للدكتورة نغم القرةغولي أخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار عن فتق الحجاب الحاجز.