موضوع تعبير عن استقلال السودان
استقلال السودان إرادة شعبية
استقلال السودان بمثابة الانطلاقة الحقيقة نحو بناء السودان الحديث الذي يسعى للنمو والتطور والازدهار، خاصة أن الاستقلال جاء بإرادة شعبية حرة بعد أن كان السودان يُدار من قبل مصر وإنجلترا، وفي الأول من كانون الثاني من عام 1956م، وبعد ستة وخمسين عامًا من الإدارة الأجنبية.
أًصبح السودان وطنًا مستقلًا بشكلٍ سلس ودون أن يتم اللجوء إلى أي عنف أو صراع، حيث تم الاستقلال بصورة سلمية وتمّ عمل احتفال خاص بهذه المناسبة الغالية، فالاستقلال يعني الانطلاق نحو بناء دولة حديثة حرة وذات سيادة.
ما إن ارتفع علم السودان ورفرف في سماء الحرية وأزيلت الأعلام الأجنبية، شعر السودانيون بأنهم يتنفسون هواء وطنهم من جديد بعد أن عاد إليهم، وأصبح من حقهم أن يمارسوا مواطنتهم في بلدهم بكلّ أريحية، دون أن يكونوا مضطرين لأن يقدموا ولاءهم لأي دولة خارجية، وباستقلال السودان تكون قد حصلت على حق ها في ممارسة الديمقراطية ، خاص ة أنها ثالث أقدم ديمقراطية في قارة أفريقيا بأكملها.
السودان بلد الخير والعطاء، وبلد الأحرار الشجعان الذين يحبون وطنهم ويفدونه بالدماء والأرواح، ومستعدون لأن يدفعوا الغالي والنفيس كي تظلّ رايته خفاقة عالية في ميادين النصر والفخار والعزّة، لهذا فإن استقلال السودان جاء بمثابة المكا فأة لأبناء هذا الوطن الأوفيا ء الذين أقسموا على حب وطنهم والوفاء له مهما كانت الظروف والأحوال لأنهم يعلمون جيدًا أن حياتهم في وطنهم كرامة لهم في كلّ وقت.
استقلال السودان انطلاقة نحو التقدم
استقلال السودان ليس مجرد حدث عادي، بل هو انطلاقة نحو التقدم، وانطلاقة نحو الازدهار والخير وبناء وطنٍ بكلّ ما يحمله من خيرٍ حباه الله له، فالسودان كان ولا زال من الدول التي تملك ثروات طبيعية هائلة، وليس غريبًا وصفه بأنه سلة الخبز العربي، لأنه بحث كذلك، وهو أيضًا وطن الحضارات والتاريخ المشرف، ووطن الرجال الأشاوس.
كم من شخصية سودانية أثبتت حضورها في مختلف مجالات الإبداع والفن والعلم أمثال الطيب صالح وغيره الكثير ممن أثبتوا أن السودان وطنٌ يحتضن الإبداع والمبدعين، وأن استقلال هذا الوطن الذي جاء بطريقة راقية دليلٌ على عمق الخير الساكن في ضمائر أهل السودان.
لم تزل الكثير من آثار الحضارات الإنسانية وخاصة الحضارة الفرعونية شاهدة على روعة هذا الوطن وجماله الأخاذ، فنهر النيل يروي ترابه الطاهر ليفيض خيرًا على البلاد والعباد بإذن الله، فالسودان وطنٌ أقسم على أن يظلّ حرًا أبيًا وباقٍ على عهد العروبة والخير إلى آخر الحياة.
لهذا لم يتوقف السودان يومًا عن دعم القضايا العربية بكلّ ما يملك من قوة وحضور، خاصة القضية الفلسطينية وقضايا العالم الإسلامي، لأن السودانيين بطبعهم غيورون على شرف الأمة، فهم يرضعون حليب العروبة قبل الاستقلال وبعده، ومتمسكين بجذور العروبة والإٍسلام إلى أقصى حد.
استقلال السودان استعادة للحق والسيادة
في الختام، لا بد أن يعي كل سوداني حر وشريف وكل عربي مؤمن بقضايا العروبة والإسلام أن استقلال الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وحقها في أن يكون لها كيانها المستقل هو أمرٌ واجب وحق مشروع ولا يجوز المساس به أبدًا.
السودان وطنٌ حر وصامد وخيره في أرضه ومن حقه ألا يكون تابعًا لأحد، وأن يقرر مصيره ويختار من يحكمه بكل حرية واستعادة هذا الحق بالاستقلال أمرٌ طبيعي جدًا كي ينطلق السودان نحو مسيرة الخير والعطاء والتقدم والانتصار، فهو وطن الأصفياء الذين ما حادوا عن درب العروبة والإسلام يومًا.
السودان بكلّ ما يملك من مؤهلات سياسية واقتصادية وعربية يستطيع أن يكون وطنًا قائدًا فيه من يأخذ بيده ليمشي به نحو الطريق الصحيح الذي يوصل للمجد والفخار والعلياء.
لهذا سيظلّ تاريخ استقلال السودان تاريخًا مشرفًا يحمل الكثير من الذكريات الغالية والرائعة التي تأخذ بيد القلب ليحب هذا الوطن الصامد أكثر وأكثر، ويندمج معه في حكايات المجد والتاريخ الذي يكتبه الرجال الأوفياء بصبرهم وحكمتهم، وعهودهم التي لن يخلفوها أبدًا، فالسودان وطن الخير ووطن الشجعان.
عاش السودان وطنًا عربيًا حرًا أبيًا يحتنفل باستقلاله ومجده في كل يوم وهو ينطلق في مسيرته نحو العلياء والعزة والفخار رغم الظروف الصعبة التي تعصف من حين لآخر ورغم التحديات الكثيرة التي يعاني منها الجميع، لكن في نهاية الأمر، لا شيء يُساوي طعم الحرية .