مواقف من حياة سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص
هو الصحابي الجليل سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف، ابن زهرة بن كلاب، القرشي الزهري، كان يُعرف بكنية أبي إسحاق، اتصف -رضي الله عنه- برجاحة عقله وحكمته، وعفّة يده ولسانه، يحبّ الناس ويحبه الناس، وفيّاّ لأصدقائه، لطيفاً مع الآخرين، توفي -رضي الله عنه- في العام الخامس والخمسين من الهجرة النبوية، وكان عمره حينئذ بضعاً وسبعين سنة على القول الراجح، وقد توفي بالعقيق في قصره الذي يبعد عن المدينة المنورة عشرة أميال، ثمّ حُمل على أكتاف الرجال حتى صُلّي عليه في مسجد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة، وكان ممن صلّى عليه -رضي الله عنه- زوجات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
مواقف من حياة سعد بن أبي وقاص
إسلام سعد بن أبي وقاص
كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قد رأى في منامه أنه يغرق في بحرٍ، وبينما كان يحاول النجاة بنفسه من الغرق؛ فإذ به يرى قمراً، فيحاول -رضي الله عنه- أن يلحق به، وهذا ما حصل، وحينها رأى كلاً من أبي بكرٍ الصديق، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة -رضي الله عنهم أجمعين- قد سبقوه إلى هذا القمر، وبعد أن استيقظ سعد من نومه؛ سمع عن الإسلام وأن محمداً -عليه السلام- يدعو له، فعلم أن ذلك تأويل منامه، فانطلق مسرعاً ليلحق بركب السابقين إلى الإسلام، فكان سعد -رضي الله عنه- من النفر الذين دخلوا في الإسلام أول ما علموا به، إلّا أنّ أبا بكر، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وخديجة أمّ المؤمنين قد سبقوه إلى الإسلام.
شجاعة سعد بن أبي وقاص
ذكرت كتب السير أنّ الصحابي سعد هو أول من رمى سهماً في الإسلام، حيث كان يقول له الرسول: (يا سَعْدُ ارْمِ فِدَاكَ أبِي وأُمِّي)، فقد كان -رضي الله عنه- شجاعاً مقداماً، وكان الخليفة عمر بن الخطاب قد أمرّه -رضي الله عنه- لقتال فارس، فكان فتح بلاد فارس على يدي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، وكذلك فتح القادسية، كما أنّه كان أميراً على الكوفة أيضاً، فشكاه أهلها ذات يومٍ واتهموه بالباطل، فدعا على الذي واجهه بالكذب دعوة ظهرت إجابتها جليةً.
حراسته لرسول الله
أَرِق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوماً، فكان يرجو الله تعالى أن يبعث له رجلاً من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- حتى يحرسه، فتروي أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- القصة فتقول: (أَرِقَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقالَ: لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِن أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ، قالَتْ وَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن هذا؟ قالَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ: يا رَسولَ اللهِ، جِئْتُ أَحْرُسُكَ. قالَتْ عَائِشَةُ: فَنَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ)، والغطيط هو صوت النائم ونفخه، وهو كناية عن اطمئنانه واستغراقِه صلى اللهُ عليه وسلم في النوم.