مواقف من حب علي بن أبي طالب لفاطمة الزهراء
وصية النبيّ لعلي وفاطمة
تعددت المواقف بين رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعلي وفاطمة -رضي الله عنهما-، وفي كل موقفٍ منهم الكثير من العبر المستفادة، ومن هذه المواقف عندما علمت فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- بأن المسلمين حصلوا على أسرى طلبت من أبيها -عليه الصلاة والسلام- أن يأتي لها بخادمة، كما روى ذلك علي فقال: (أنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ اشْتَكَتْ ما تَلْقَى مِنَ الرَّحَى ممَّا تَطْحَنُ، فَبَلَغَهَا أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بسَبْيٍ، فأتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ، فَجَاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذلكَ عَائِشَةُ له، فأتَانَا، وقدْ دَخَلْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقالَ: علَى مَكَانِكُمَا. حتَّى وجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ علَى صَدْرِي، فَقالَ: أَلَا أَدُلُّكُما علَى خَيْرٍ ممَّا سَأَلْتُمَاهُ، إذَا أَخَذْتُما مَضَاجِعَكُما فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وثَلَاثِينَ، واحْمَدَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وسَبِّحَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، فإنَّ ذلكَ خَيْرٌ لَكُما ممَّا سَأَلْتُمَا)، وفي رواية أخرى أضاف -عليه الصلاة والسلام-: (لا أُعْطيكم وأدَعُ أهلَ الصُّفَّةِ تَلَوَّى بُطونُهم منَ الجوعِ)، ومنه استنبط العلماء أنّ من يلازم ذكر الله -عزّ وجلّ- يعطى قوةً أعظم من القوة التي يعملها له الخادم، أو تُسهّل الأمور عليه.
مواقف من حب علي بن أبي طالب لفاطمة
زواج علي من فاطمة
كانت فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- محط اهتمام العديد من الرجال، حتى إذا ما وصلت عمر الزواج تقدم كلاً من أبي بكر الصديق، و عمر بن الخطاب وغيرهم من الصحابة للزواج منها، فلم يوافق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أحدٍ منهم، ويكأنّه يرغب بعليّ زوجاً لها، ففي السنة الثامنة للهجرة خطب عليّ -كرّم الله وجهه- فاطمة، حيث اقترح أحد الصحابة على عليّ الزواج من فاطمة، فذهب إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فسأله: (ما حاجتُك يا عليُّ؟ قال: ذَكرتُ فاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال: مرحبًا وأهلًا، لم يزدْه عليها، فخرج عليٌّ رضي الله عنه إلى أولئك الرهطِ وهم ينتظرونَه، قالوا: ما وراءَك؟ قال: ما أدري غيرَ أنه قال لي: مرحبًا وأهلًا، قالوا: يكفيك من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أعطاك الأهلَ وأعطاك المرحبَ، قال: فلما كان بعدما زوجَّهُ قال: يا عليُّ إنه لا بدَّ للعروسِ من وليمةٍ، فقال سعدٌ: عندي كبشٌ، وجمعَ له رهطٌ من الأنصارِ أصوُعًا من ذرةٍ، فلما كان ليلةَ البناءِ قال: يا عليُّ لا تُحدِثْ شيئًا حتى تلقاني، فدعا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بماءٍ، فتوضَّأَ منه، ثم أفرغَه على عليٍّ رضي الله عنه، ثم قال: اللهمَّ بارك فيهما، وبارك لهما في شِبلَيْهِما).
موقف علي عند وفاة فاطمة
عمّ الحزن أرجاء المدينة عند وفاة فاطمة الزهراء -رحمها الله تعالى-، وفاضت مدامع الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- من شدّة المصاب، وكان أشدّ الناس حُزناً لوفاة الزهراء هو زوجها عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ حتى أنّه أنشد قائلاً في وفاتها -رضي الله عنها-:
لكلِّ اجتماعٍ من خليلَين فُرقةٌ
- وكلُّ الذي دون الفراق قليلُ
وإن افتقادي واحداً بعد واحد
- دليلٌ على أن لا يدومَ خليلُ