مواقف من حب الرسول لعائشة
مواقف من حب النبي للسيدة عائشة
ورد في السيرة النَّبويَّة الكثير من المواقف الدالَّة على حبِّ النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- لزوجته عائشة -رضي الله عنها-، وتفضيله إيَّاها على سائر نسائه، وسنعرض المواقف التالية الدَّالة على ذلك:
سباق النبي مع السيدة عائشة
فاق حبُّ النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- لعائشة أمِّ المؤمنين أيَّ محبةٍ، فقد كان يلاطفها ويلاعبها ويلبِّي لها كلَّ ما ترغب؛ نظراً لصغر سنِّها، ومن ذلك أنَّها كانت مسافرةً مع النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم- ذات مرَّةٍ فطلبت منه أن يتسابقا فسبقته، وفي الكرَّة الأخرى طلبت أن يسابقها وكانت عائشة -رضي الله عنها- قد سمنت وزاد وزنها، فسبقها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال لها: هذه بتلك، أي أنَّه فاز عليها مقابل المرَّة التي سبقته فيها.
حديثه عن حبها
إنَّ ممَّا ميَّز الله -تعالى- به عائشة أمِّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصرِّح بحبِّها أمام العلن، وقد قال في ذلك أحاديثاً كثيرةً، وشهد على هذه المحبَّة الكثير من الصَّحابة -رضوان الله عليهم-، ومن هذه الأحاديث:
- ما ثبت عن الصحابي عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في غزوة ذات السَّلاسل أنَّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقال له: (أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا).
- ما ثبت عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- لمَّا دخل على ابنته حفصة فقال لها: (يا بُنَيَّةِ، لا يَغُرَّنَّكِ هذِه الَّتي أعْجَبَها حُسْنُها حُبُّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إيَّاها - يُرِيدُ عائِشَةَ - فَقَصَصْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَبَسَّمَ).
طلبه أن يمرّض في بيتها قبل موته
مرض رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مرضاً شديداً، وكان يوم مرضه في بيت عائشة، وكان يسأل أين يكون يومه في اليوم التَّالي يريد بذلك أن يبقى فترة مرضه عند عائشة، فاستأذن زوجاته في ذلك فأذنَّ له، وظلَّ يمرَّض في بيت عائشة، إلى أن وافته المنيَّة وهو في بيتها، وقد مات -عليه الصّلاة والسّلام- في حِجرها بين سحرها ونحرها، وقد جمع الله ريقه بريق عائشة قبل الموت، إذ أخذت سواكاً وجعلت تليِّنه له بفيها ثمَّ تسوَّك به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل موته.
لطفه معها عند غيرتها
كانت السَّيدة عائشة تغار على زوجها من فرط حبِّها له، وكان -عليه الصّلاة والسّلام- يلاطفها لمَّا يرى غيرتها ولا يلومها على ذلك، فقد جاء في الحديث أنَّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- تزوَّج من أمِّ سلمة وسمعت عن حسنها وجمالها، فأرسلت له أم سلمة ذات يومٍ صحفةً فيها طعام، فقامت عائشة بكسرها، فجعل رسول الله -صلّى الله عبيه وسلّم- يجمع الطَّعام ويقول "غارت أمّكم"، وكرَّر ذلك مرَّتين.
التعريف بالسيدة عائشة
هي عائشة بنت أبي بكر الصِّديق، وأمُّها أمُّ رومان، كانت تكنَّى بأمِّ عبد الله مع أنَّها لم تلد لرسول الله، بل نسبة إلى ابن أختها عبد الله بن الزَّبير، ولقَّبها رسول الله بالحميراء؛ لشدَّة جمالها، وخطبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة وهي بنت ستِّ سنواتٍ، وتزوَّجها في المدينة في السَنة الأولى من الهجرة، وكان لها من العمر تسع سنواتٍ، ولمَّا توفِّي عنها النَّبي كانت تبلغ ثماني عشرة سنةً.
خلاصة المقال: فاق حبُّ النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- لزوجته عائشة أمُّ المؤمنين -رضي الله عنها- محبَّة أيِّ زوجين، وكان له مواقف كثيرة في سيرته تشهد على ذلك، فقد كان يلاطفها ويلاعبها، ويُكنِّيها بأسماءٍ لطيفةٍ، ويحبُّ أن يجالسها ويتحدَّث إليها، حتّى في مرضه آثر البقاء في بيتها والموت بين أحضانها، فكانا مثالاً يُحتذى به في حبِّ الزّوجين وإخلاصهما لبعضهما.