مواضع حذف الخبر
مواضع حذف الخبر
الخبر هو الركن الأساسي الثاني من أركان الجملة الاسمية بعد المبتدأ، وهو الحكم الذي يُطلق على المبتدأ ويُخبّر عنه، وقد يُحذف جوازًا ووجوبًا وفيما يأتي بيان لذلك.
حالات حذف الخبر جوازًا
من الحالات التي يُحذف الخبر فيها جوازًا ما يأتي:
- يُحذف الخبر جوازًا في الجملة إذا دلّ عليه دليل ويكون ذلك في الإجابة عن السؤال نحو قولنا: من عندك؟ فتكون الإجابة: براءة، أي عندي براءة.
- يُحذف الخبر جوازًا في الجملة بعد إذا الفجائية نحو قولنا: دخلتُ فإذا المعلم، أي فإذا المعلم موجود أو حاضر، وأما لو قصدنا أنه غير حاضر فالأصل أن يُذكر لعدم وجود قرينة تدل عليه، مثل: أمامي، أو خلفي.. إلخ.
حالات حذف الخبر وجوبًا
من الحالات التي يُحذف الخبر فيها وجوبًا ما يأتي:
- يُحذف الخبر وجوبًا إذا كان خبرًا لمبتدأ بعد لولا، نحو:
- لولا المعلمُ لرَسبنا.
- لولا القائدُ لانهزمنا.
- لولا الأمُّ لضِعنا.
- لولا البوصلةُ لتُهنا.
- لولا الماءُ لعَطشنا.
فلو نظرنا إلى الكلمات التي تحتها خط في الجمل السابقة، وهي: (المعلم) و(القائد) و(الأم) و(البوصلة) و(الماء) لوجدنا أنها مبتدأ وخبرها محذوف وجوبًا تقديره (موجود) أو (كائن)، فتقدير الجملة الأولى: لولا المعلمُ موجودٌ لرسبنا، وتقدير الجملة الثانية: لولا القائدُ موجودٌ لانهزمنا، وتقدير الجملة الثالثة: لولا الأمُّ موجودةٌ لضعنا، وتقدير الجملة الرابعة: لولا البوصلةُ موجودةٌ لتُهنا، وتقدير الجملة الخامسة: لولا الماءُ موجودٌ لعطشنا.
2. يُحذف الخبر وجوبًا إذا كان المبتدأ نصًّا صريحًا في القَسَم، نحو:
- لعمرُك لأجاهدنّ في سبيل الله.
- لعمرُك لأقطعنّ صلتي بكل من يؤذيني.
- لعمرُك لأجدنّ في طلبي للرزق.
فلو نظرنا إلى الكلمات التي تحتها خط في الجمل السابقة وهي (عمرُك) لوجدنا أنها مبتدأ واللام التي قبلها هي لام الابتداء، والخبر محذوف وجوبًا تقديره (قسمي) أو (يميني) أو (قسم) أو (يمين) فالتقدير في الجملة الأولى: لعمرك قسم لأجاهدنّ في سبيل الله، والتقدير في الجملة الثانية: لعمرك يمين لأقطعنّ صلتي بكل من يؤذيني، والتقدير في الجملة الثالثة: لعمرك قسمي لأجدنّ في طلبي للرزق.
3. يُحذف الخبر وجوبًا إذا كان المبتدأ قبل واو المعية بمعنى (مع) نحو:
- كلٌّ قادمٌ إلى الامتحان وقلمه.
- كلٌّ جالسٌ على الطاولة وملعقته.
- كلٌّ واقفٌ في الانتظار وابنه.
فلو نظرنا إلى الكلمات التي تحتها خط في الجمل السابقة لوجدنا أنها تشترك بالواو جميعها وهي واو عطف بمعنى (مع) والخبر محذوف وجوبًا في الجمل تقديره مقترنٌ، فالتقدير في الجملة الأولى: كلّ قادم إلى الامتحان وابنه مقترنان، وفي الجملة الثانية: كلّ جالس على الطاولة وملعقته مقترنان، وفي الجملة الثالثة: كلّ واقف في الانتظار وابنه مقترنان.
4. يُحذف الخبر وجوبًا إذا كان المبتدأ مصدرًا عاملًا وجاء بعده حالًا سدّت مسد الخبر نحو:
- احترامي المعلمَ مثقفًا.
- اعتدادي بابني متفوقًا.
- اجتنابي العدوَّ مقاتلًا.
فلو نظرنا إلى الكلمات التي تحتها خط في الجمل السابقة لوجدنا أنّ جميعها مصادر وهي (احترام) و(اعتداد) و(اجتناب) وكلها عاملة، وهي مبتدأ وخبرها محذوف وجوبًا؛ لأن في الجمل حالًا سدّت مسد الخبر، ففي الجملة الأولى: الحال هو مثقفًا وصاحب الحال هو المعلم وهو سد مسد الخبر، وفي الجملة الثانية: الحال متفوقًا وصاحب الحال هو الابن وهو سد مسد الخبر، وفي الجملة الثالثة: الحال هو مقاتلًا وصاحب الحال هو العدو وهو سد مسد الخبر.
أمثلة على حذف الخبر
ومن الأمثلة على حذف الخبر جوازًا ما يأتي:
- قول الشاعر:
نَحنُ بِما عِندِنا وَأَنتَ بِما
:::عِندَكَ راضٍ وَالرَأيُ مُختَلِفُ
فالمبتدأ في البيت السابق هو الضمير المنفصل (نحن) وخبره محذوف جوازًا دلّ عليه ما بعده وتقديره (راضون).
ومن الأمثلة على حذف الخبر وجوبًا ما يأتي:
- قول الشاعر:
لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ
:::وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ
2. قول الشاعر:
لَولا دِمَشقُ لَما كانَت طُلَيطِلَةٌ
:::وَلا زَهَت بِبَني العَبّاسِ بَغدانُ
3. قول الشاعر:
لَولا اِشتِعالُ النارِ فيما جاوَرَت
:::ما كانَ يُعرَفُ طيبُ عَرفِ العودِ
فالمبتدأ في الكلمات التي تحتها خط في الأبيات السابقة هو (الحياء) و(دمشق) و(اشتعال) وخبرها محذوف وجوبًا لأن المبتدأ جاء بعد لولا تقديره (موجود) أو (كائن).