ما هي مميزات الكائن الحي
مُميّزات الكائن الحيّ
تشترك جميع الكائنات الحيّة بمجموعة من الخصائص التي تميّزها عن المواد غير الحيّة، ويجب أن تتوفّر جميع هذه المميزات والخصائص حتى يُصنَّف الكائن ككائن حيّ؛ لأنّ بعض المواد غير الحيّة قد تُظهِر بعض خصائص الكائنات الحيّة ولكن ليس جميعها، ومن أهمّ مميزات الكائنات الحيّة ما يأتي:
تكوّن أجسامها من خلايا
تشترك جميع أنواع الكائنات الحيّة من أبسطها إلى أكثرها تعقيداََ -باستثناء الفيروسات - بأنّ أجسامها تتكوّن من خلايا، وبعض الكائنات الحيّة تكون وحيدة الخليّة، مثل: البراميسيوم، وبعض الكائنات الحيّة تكون متعدّدة الخلايا، مثل: البشر، والأشجار، وتؤدّي الخلايا على اختلافها في جسم الكائن الحيّ وظائف ومهامّ مختلفة.
احتواء خلاياها على كربون
يتوفّر عنصر الكربون في جميع أشكال الحياة، وهو أساس الكيمياء الحيويّة، ومنه تتركّب أهمّ مكونات الخليّة، أي المادة الوراثيّة التي توجد على شكل أحماض نوويّة، مثل: الحمض النّووي الرّايبوزي منقوص الأكسجين (DNA)، وتبرز أهميّة الأحماض النوويّة؛ لأنّها هي التي تحمل الصّفات الوراثيّة، بالإضافة إلى أنّها تُستخدَم لنقل المعلومات اللازمة لتصنيع البروتينات وتخزينها.
التّنظيم، والتّعقيد
تتميّز جميع أشكال الحياة بأنّها منظمّة، ومعقدّة، قد تكون الكائنات غير الحيّة مُعقَّدة إلا أنّها تفتقد للتنظيم الدّاخلي، أمّا الكائنات الحيّة فهي منظمّة ومعقدة على المستويين الجزيئي والخلوي، ويدل على ذلك تنظيم الخليّة في الكائنات وحيدة الخليّة ، وانتظام الخلايا لتشكيل أنسجة، تترتّب بدورها لتكوّن أعضاء، تشكّل بدورها أجهزة الجسم المختلفة في الكائنات الحيّة مُتعدّدة الخلايا.
الاتزان الدّاخلي
تتمكّن جميع الكائنات الحيّة من المحافظة على ثبات البيئة الدّاخليّة في أجسامها، وهو ما يُسمّى الاتزان الدّاخلي (بالإنجليزيّة: Homeostasis)، وتحافظ الكائنات الحيّة على بعض المتغيرات ثابتةً، ومنها الرّقم الهيدروجيني الذي يدلّ على درجة الحموضة، ودرجة حرارة الجسم الدّاخليّة، وغيرها من المتغيرات.
الحاجة إلى الطّاقة
تحتاج جميع الكائنات الحيّة إلى الطاقة؛ لتتمكّن من القيام بالعمليات الحيويّة المختلفة، والمحافظة على التّوازن الداخلي، وتُعدّ الشّمس هي المصدر الرّئيسي للطاقة على الأرض؛ لأنّها تُستخدَم لتصنيع الغذاء بشكل مباشر، وغير مباشر، ويمكن تقسيم الكائنات الحيّة وفقاََ لطريقة حصولها على الطّاقة إلى:
- كائنات حية ذاتيّة التّغذية
(بالإنجليزيّة: Autotroph) هي الكائنات الحيّة التي تتمكّن من صنع غذائها بنفسها، ومن الأمثلة عليها النّباتات، والطّحالب، وبعض أنواع البكتيريا التي تصنع غذاءها بعمليّة البناء الضّوئي ؛ حيث تستخدم أشعة الشّمس لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مصدر للغذاء، أمّا بعض أنواع البكتيريا فتؤكسد بعض المركبات غير العضويّة مثل كبريتيد الهيدروجين باستخدام الطّاقة الناتجة عن التّفاعلات الكيميائيّة.
- كائنات حيّة غيريّة التغذيّة أو غير ذاتيّة التغذية
(بالإنجليزيّة: Heterotrophs): هي الكائنات الحيّة التي لا يمكنها صنع غذائها بنفسها، بل تعتمد في تغذيتها على الكائنات الحيّة ذاتية التغذية بشكل مباشر أو غير مباشر، فالأرنب مثلاً يأكل العشب، والثّعلب يلتهم الأرنب.
الاستجابة للمؤثرات الخارجيّة
جميع أنواع الكائنات الحيّة يمكنها الاستجابة للمؤثرات، فعلى سبيل المثال ينقبض الكائن وحيد الخلية عند لمسه، وتتّجه أوراق النّباتات نحو الضّوء، ويُعدّ سلوك بعض الكائنات الحيّة نوعاََ من الاستجابة، مثل: هجرة أسراب أسماك السّلمون.
التّكاثر
يُقصَد بالتّكاثر القدرة على إنتاج أفراد جُدد، وتتكاثر جميع الكائنات الحية بإحدى الطّريقتين الآتيتين:
- التكّاثر اللاجنسي
إنتاج أفراد جديدة من فرد واحد، وتتكاثر بهذه الطّريقة الفطريات، والبكتيريا، وبعض أنواع الحشرات، والبرمائيات، والزّواحف.
- التكاثر الجنسي
إنتاج أفراد جدد نتيجةً لتزاوج أنثىً وذكرٍ من النّوع ذاته.
التّنفس الخلوي
يُقصد بالتنفس الخلوي أنّه تفاعل كيميائي يحدث في جميع خلايا الكائنات الحية لإطلاق الطاقة من المواد الغذائية؛ حيث يقوم جسم الكائن الحي أثناء عملية الهضم بتفكيك الغذاء الذي تناوله وتحويله إلى طاقة يستخدمها الجسم في عملياته الأخرى مع خروج ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الماء، حيث يُعدان منتجات ثانوية لهذا التفاعل.
الحركة
يمكن للكائنات الحية التحرك نظرًا لقدرتها على الاستجابة للمحفزات الموجودة في البيئة المحيطة بها، حيث تتحرك الحيوانات للبحث عن غذائها، أو البحث عن رفيق لها للتكاثر، أو للهروب من الحيوانات المفترسة لحماية نفسها، وبالرغم من حركة الحيوانات الواضحة إلّا أنّ النباتات تتحرك أيضًا ولكن حركتها بطيئة جدًا يصعب تحديدها.
ومما يُساعد الحيوانات على الحركة هو امتلاكها لأعضاء حركية متخصصة؛ على سبيل المثال يُمكن للديدان الحركة على سطح التربة باستخدام عضلاتها الحركية الدائرية والطولية، بينما تتحرك النباتات لتتمكن من القيام بعملية التمثيل الضوئي، حيث تتجه إلى ضوء أشعة الشمس الذي تلتقطه أثناء حركتها.
الإخراج
يُقصد بعملية الإخراج بأنّها عملية إزالة المُخلفات مثل المواد السامة، والمواد الزائدة، وفضلات عمليات الأيض من داخل أجسام جميع الكائنات الحية والناتجة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الخلايا وذلك لحماية هذه الخلايا من التسمم.
النمو
تنمو الكائنات الحية من خلال الزيادة المستمرة في عدد أو حجم خلاياها؛ حيث يزداد عدد الخلايا من خلال انقسام الخلايا الجذعية في الحيوانات وانقسام الخلايا الإنشائية في النباتات لتكوين خلايا جديدة، يزداد حجم الخلايا من خلال زيادة حجم الكتلة السيتوبلازمية داخل كل خلية.
تمر الخلية في الحيوانات بعدة مراحل في دورة الخلية، ومنها مرحلة الطور البيني، ومعظم الخلايا الجديدة تنتج خلال هذه المرحلة؛ بحيث تنمو الخلية الجديدة خلال هذه المرحلة، ويزداد حجمها ثم تضاعف من حمضها النووي تمهيدًا لمرحلة الانقسام الخلوي التالية لإنتاج خلايا جديدة أخرى.
تمتلك الحيوانات القدرة على تجديد بعض أعضائها خلافًا للنباتات التي لا تمتلك هذه القدرة، ويختلف هذا التجدد باختلاف أنواعها، بحيث يستطيع السمندل على سبيل المثال تجديد أطرافه وعيونه بعد فقدها، ومن الجدير بالذكر بأنّ الإنسان يُمكنه أيضًا تجديد بعض أجزاء جسمه مثل أجزاء من الكبد، والجلد.
يزداد حجم الخلايا الجديدة داخل النباتات من خلال زيادة كمية الماء المخزنة في فجواتها، وتقوم معظم الخلايا النباتية بعد نموها بالكامل ببناء جدار خلوي بين الغشاء البلازمي وبين جدار الخلية الأساسي، وتمر الأنسجة في الخلايا النباتية الوعائية في نوعين من أنواع النمو وهما:
- النمو الأولي
وهو نمو طولي للخلية النباتية الناتج من خلال نشوء نسيج الخشب الأولي من البروكامبيوم الوعائي.
- النمو الثانوي
وهو نمو جانبي للخلية الناتج من خلال نشوء نسيج الخشب الثانوي من الكامبيوم الوعائي.
تصنيف الكائنات الحيّة
تنتمي جميع الكائنات الحيّة إلى ثلاث فوق ممالك وفق نظام التصنيف الحديث، وهي: البكتيريا، والبكتيريا الحقيقيّة، وحقيقيّات النّوى، ويُمكن تقسيم الكائنات الحيّة إلى مجموعات تصنيفيّة أصغر تُسمّى كلّ منها مملكةً، وهي:
- البكتيريا القديمة
(بالإنجليزيّة: Archaebacteria) تختلف البكتيريا القديمة عن البكتيريا الحقيقيّة باحتوائها نوعاً فريداً من الحمض النّووي الرّايبوزي الرّايبوسومي (بالإنجليزيّة: Ribosomal RNA)، وبأنّ تركيب جدارها الخلوي يُمكّنها من العيش في بيئات قاسية، مثل: الينابيع السّاخنة، أو الفتحات الحراريّة المائيّة، أو في أمعاء الحيوانات أو البشر.
- البكتيريا الحقيقيّة
(بالإنجليزيّة: Eubacteria) كائنات حيّة مجهريّة تتكوّن من خليّة بدائيّة النّواة، ويمكن أن توجد بأشكال متنوعّة، فمنها: بكتيريا عصويّة، أو مستديرة، أو لولبيّة الشّكل، وهي تعيش في جميع البيئات.
- الطّلائعيات
(بالإنجليزيّة: Protista) تضمّ هذه المملكة كائناتٍ حيّةً متنوعّةً، بعضها تمتلك خصائص شبيهة بالحيوانات، مثل: الأوليات (بالإنجليزيّة: Protozoa)، وبعضها تمتلك خصائص شبيهة بخصائص النّباتات، مثل: الطّحالب (بالإنجليزيّة: Algae)، وبعضها شبيهة بالفطريات، مثل: العفن الغروي (بالإنجليزيّة: Slime molds).
- الفطريات
(بالإنجليزيّة: Fungi) تحتوي مملكة الفطريات على كائنات حيّة وحيدة الخلية، مثل: الخميرة، والعفن، وبعضها متعدّدة الخلايا، مثل: فطر عيش الغراب، وتختلف الفطريات عن النّباتات بأنّها لا تتمكّن من صُنع غذائها بنفسها، بل تُحلّل المواد العضويّة وتمتصّها.
- النّباتات
(بالإنجليزيّة: Plantae) تُصنَّف النّباتات إلى نباتات لا وعائيّة، ونباتات وعائيّة، وتُصنَّف النباتات الوعائيّة بدورها إلى نباتات لا بذريّة، ونباتات بذريّة تُصنَّف بدورها إلى نباتات مُغطّاة البذور، ونباتاتٍ مُعرّاة البذور، وتُعدّ النّباتات المصدر الرّئيسي للغذاء؛ لأنّها تُنتِج غذاءها بنفسها عن طريق البناء الضّوئي.
- مملكة الحيوانات
(بالإنجليزيّة: Animalia) هي كائنات حيّة لا يمكنها إنتاج غذائها بنفسها بل تعتمد في تغذيتها على النّباتات، والكائنات الحيّة الأخرى، ومن أنواع الحيوانات: الدّيدان، والحشرات، و البرمائيّات ، والثّديّيات، وغيرها.