منهج تفسير الطاهر بن عاشور
منهج تفسير الطاهر بن عاشور
بيّن الإمام ابن عاشور في مقدمة كتابه مهنجه الذي سيسير عليه في تفسيره، وفيما يأتي بعض النقاط التي تبيّن منهج الإمام في كتابه:
- قدّم للكتاب بعشر مقدّمات كانت غنيّة بمعلومات قيّمة لطالب العلم.
- اهتمّ بالجوانب البلاغيّة والبيانية.
- اهتمّ بنظم الآيات بعضها مع بعض وبحث في تناسبها.
- ختم كل سورة ببيان أغراضها وما اشتملت عليه من أمور.
- اهتم ببيان معاني المفردات والتراكيب.
- اهتم بربط الآيات الكريمة بواقع المسلمين.
- حرص على استخراج العبر والمواعظ من السور والآيات الكريمة.
منهج الطاهر بن عاشور في التفسير بالرواية
اعتمد الإمام ابن عاشور على التفسير بالمأثور -وهو ذاته التفسير بالرواية- كركيزة منها ينطلق وعليها يعتمد ويرجّح في التفسير بالرأي ، كاجتهاده في المعاني التي يرجّحها الدليل واللغة، وأوضح بأن الاعتماد الكلي والمطلق على التفسير بالرواية.
والوقوف على ذلك يعتبر تضييقًا لسعة القرآن من حيث معانيه وعلومه واستنباطاته الجمّة مشيرًا على السلف الصالح الذين هم قدوة الجميع، فعمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- كان يسأل عن استنباطات معاني القرآن الكريم دون التقيّيد بما ثبت عن رسول الله، آخذًا بعين الاعتبار لغة وبلاغة وفصاحة المسؤول.
وفي تفسيره بالرواية سار وفق هذه الأمور الآتية:
- تفسير القرآن بالقرآن
مثل توضيح معنى كلمة في آية ما بآية أخرى موضحة لها، وتقييد آية مطلقة بأخرى مقيّدة.
- تفسير القرآن بما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
فكان يورد الحديث الذي يوضح معنى الآية الكريمة على الفور، وفي أحيان أخرى يورد الحديث خلال شرحه لمعنى الآية الكريمة.
- تفسير القرآن الكريم بأقوال الصحابة والتابعين
وقد اهتمّ ابن عاشور في إيراد أقوال الصحابة والتابعي في الآيات وكثر منه ذلك أثناء استدلاله على القول والمذهب الذي يذهب إليه.
منهج الطاهر بن عاشور في التفسير بالدارية
يثبت الإمام ابن عاشور التفسير بالرأي وهو ذاته التفسير بالدراية، مستدلّا بما يأتي:
- كثرة استنباط السلف من الصحابة والتابعين في معاني القرآن الكريم.
- قلّة ما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من التفسير.
- استنباط أحكام الشريعة الإسلامية من القرآن كان خلال القرون الثلاثة الأولى باعتمادهم على التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور.
منهجه في اعتماد القراءات القرآنية في التفسير
اعتنى الإمام ابن عاشور بالقراءات القرآنية في تفسيره، وأكثر في أول تفسيره من الحديث في قراءة قالون، لأنّها القراءة المدنية، والقراءة التي بها يقرأ أغلب أهل تونس، وكان يذكر الاختلافات الواردة بين القراءات العشر، وقد وضع الشروط التي وضعها العلماء لتكون القراءة متواترة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وهي كما يأتي:
- موافقتها لوجه من وجوه اللّغة العربيّة.
- موافقتها لرسم أحد المصاحف العثمانيّة.
- صحة سندها إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
- وضّح ابن عاشور في مقدّمته بأنّه اعتبر التواتر الشرط الأساسي لجعل القراءة مقبولة.