منهج اللغة التطبيقي
منهج اللغة التطبيقي
إنّ منهج علم اللغة التطبيقي يُعنى بدراسة اللغة ودورها في نواحي الحياة المختلفة؛ التعليمية والصحية والإعلامية والقضائية والسياحية والسياسية وغيرها، فطريقة التعامل بين الناس هي التواصل اللغوي ، فعلم اللغة التطبيقي يدرس المجالات التي تكون فيها اللغة أداةً للتواصل والتعامل والتفاهم، مثل: الطبيب ومرضاه والطبيب والممرض، والقاضي والمتهم.
مجالات علم اللغة التطبيقي
يُوجد عدة مجالات فرعية لعلم اللغة التطبيقي، أهمها فيما يأتي:
- تعدد اللغات
ويكون عند المتحدث أو المتحدثين الذين يستخدمون ويتقنون لغتين أو أكثر ويتواصلون بهما.
- التواصل باستخدام الحاسوب
ويُشير إلى تفاعل بشري من خلال اثنين أو أكثر من أجهزة الحاسوب المتصلة بالشبكة ، فهو يختص باتفاعل الذي يحدث باستخدام صيغ بواسطة وسيلة حاسوبية، مثل: البريد الإلكتروني والرسائل الفورية وغرف الدردشة، وتم تطبيقه على شكل آخر من التفاعل الذي يقوم على النص، مثل: الرسائل النصية، ويهتم بشكل كبير في الآثار الاجتماعية لتقنيات الاتصال المنوعة المدعومة بالحاسوب.
- تحليل المحادثة
يُعنى بدراسة الحديث في التفاعل وتحليل المحادثة، والانتظام والتركيب والأنماط المتتابعة لهذا التفاعل، وإذا كان التفاعل مؤسسيًا رسميًا، كما في المدرسة والمحكمة وغيرها أو غير رسمي، فيتم تحليل المحادثة بأساليب مختلفة.
- تحليل الخطاب
يتضمن تحليل اللغة المكتوبة والمنطوقة و لغة الإشارة ، ويتم تعريف مواضيعها حسب تسلسل الأفكار والجمل، والكلام والتبديل أثناء الحديث، ويقوم بتحليل استخدام اللغة الطبيعية لا المصطنعة، ويُستخدم هذا الفرع في العلوم الاجتماعية ، مثل: علم النفس المعرفي والاجتماعي وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، والعلاقات الدولية والترجمة، حيث تُوضع افتراضات، ثم يتم تحليلها حسب منهجية معينة.
مصادر علم اللغة التطبيقي
تتعدد مصادر علم اللغة التطبيقي، وتتمثل في أربعة علوم فيما يأتي:
علم اللغة
يدرس اللغة متبعًا منهجًا علميًا يُقدم نظريةً لغويةُ ويصف ظواهر اللغة، ويُبين الطبيعة الأصلية للظواهر، فهو مستقل يصف اللغة الإنسانية بشكل علمي بغض النظر عن فوائد الوصف، والطابع العام لعلم اللغة طابع تجريدي موجه للغة في ذاتها ومن أجل ذاتها.
كما يقوم على الموضوعية، وهو تجريدي لأنّ التجريد نتيجة لوصف الظواهر اللغوية معزولة عن سياقاتها وموضوعة في تعميمات تنظم أنماطها، فعلم اللغة وصفي يصف الشيء بما هو عليه، وليس معياريًا، فلا يُقدم معايير لما يجب أن يكون عليه الشيء.
في سياق علم اللغة تُوجد نظريتان: النظرية البنائية التي تدرس اللغة باعتبارها شيئًا حقيقيًا ملموسًا، وأنّ أيّ فعل لا بُدّ له من مثير واستجابة، فيكون المنهج استقرائيًا يجمع المادة، ويدرسها ويصل للنظرية أو القاعدة.
إنّ النظرية التوليدية التحويلية تعتبر اللغة نشاطًا كبيرًا ينهض به الإنسان، ويتم الوصول إلى طبيعة اللغة من خلال القدرات الكامنة وراء السطح لا من خلال المادة الملموسة الظاهرة على السطح.
علم اللغة النفسي
يدرس السلوك اللغوي للفرد، وذلك من حيث اكتساب اللغة وأداء اللغة من خلال معرفة الأنظمة المعرفية عند الإنسان، والاكتساب اللغوي يكون في مرحلة الطفولة في زمن قصير جدًا، بطريقة متشابهة بين الأطفال نتيجة للفطرة المتشابهة بينهم، أمّا الأداء اللغوي فيُشير إلى كيفية أداء اللغة من قبل الشخص.
هو إمّا أداء إنتاجي نشط عندما ينتج اللغة المتكلم أو الكاتب، أو أداء استقبالي سلبي يكون عند استقبال اللغة من قِبل القارئ أو المستمع، وهذا هو الأهم لأنّ الاكتساب يحدث من خلال عمليات كثيرة، فدراسة السلوك اللغوي للفرد يتم من خلال منهج سلوكي ثم فهم هذا السلوك، أيّ منهج عقلي يرى السلوك الإنساني معقدًا بشكل أكبر من السلوك الحيواني.
علم اللغة الاجتماعي
يدرس علم اللغة الاجتماعي اللغة من خلال وجود التفاعل اللغوي أيّ اللغة بوجودها في مجتمع ما، فيكون هناك متكلم ومستمع وموقف لغوي يحدث فيه الكلام، ويتم توزيع الأدوار فيه وفق قواعد تعارف عليها المجتمع، فاللغة لها صلة وثيقة بالعديد من المسائل، مثل: الثقافة والاتصال والأحداث الكلامية والوظائف اللغوية وتنوع اللغات.
علم اللغة التربوي
يدرس اللغة من خلال طريقة تعلمها، وهذا من خلال نظرية التعلم التي يهتم بنظرياتها علم النفس التربوي ، وكذلك من خلال دراسة خصائص المتعلم لما لها من تأثير واضح على عملية التعلم؛ بسبب الفروقات بين المتعلمين وتأثيرها على تعلم اللغة.
كما يدرس الإجراءات التعليمية التي يتم تنفيذها والسير عبرها أثناء الدرس، وتتحدد من خلال الأهداف من المادة وخصائص المتعلمين، والوسائل التعليمية المستخدمة في العملية، ودورها في تعليم اللغة وتطوير المهارات.