من هي ثالث زوجات الرسول
ثالث زوجات الرسول
تزوّج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من عائشة بنت أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنهما- في مكّة، وكان لها من العمر ستّ سنوات، ولم يدخل عليها حتى بلغت تسع سنوات، وذلك في شهر شوال من العام الأول للهجرة، وكان زواجه منها بأمرٍ من الله -تعالى-، وتكريماً لصاحبه أبي بكر -رضي الله عنه-، وقد عاشت مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ومات عنها، وعاشت حتى بلغت الثامنة والستّين من العمر، ودُفنت في البقيع، وقد سبقها زوجتين؛ وهما خديجة وسودة -رضي الله عنهما-، فقد تزوّج النبيّ بخديجة أولاً، ثم بعد وفاتها تزوّج بسودة، وكان ذلك في مكة، ثم تزوّج عائشة قبل الهجرة بعامين، وكان زواجه -عليه الصلاة والسلام- من عائشة في مكّة، ودخل بها في المدينة المنورة بعد الهجرة.
سبب زواج النبي بالسيدة عائشة
كان زواج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من عائشة بوحيٍ من الله -تعالى-، وكان هذا الوحي مناماً، فقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال لها: (أُرِيتُكِ في المَنَامِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، جَاءَنِي بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فيَقولُ: هذِه امْرَأَتُكَ، فأكْشِفُ عن وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هي، فأقُولُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللهِ، يُمْضِهِ)، وكانت الصحابية خولة بنت حكيم -رضي الله عنه- قد اقترحت سودة بنت زمعة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليتزوّجها، واقترحت كذلك عائشة بن أبي بكر، فتزوّج الاثنتين.
أهمية زواج النبي بالسيدة عائشة
كانت لعائشة -رضي الله عنها- مكانةٌ مميّزةٌ في قلب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ومكانةٌ مميّزةٌ بين المسلمين، فقد أحبّها النبيّ حبّاً كبيراً، وهي ابنة الصدّيق خليفة رسول الله وصاحبه، وكانت ذكيّةً فطِنةً، عالمةً فقيهةً، روت عن النبيّ وعن أصحابه، وكبرت في بيتٍ مسلمٍ، حيث كان أبواها مسلمَيْن، وكانت مؤنسةً للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، قويّة الشخصية، عالمةً بالدين والسّياسة واللّغة، وثبت في حبّ النبيّ لها حديث عمرو ابن العاص -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَعَدَّ رِجَالًا).
كانت عائشة -رضي الله عنها- مرجعاً للمسلمين في عصرها، فإن استشكل عليهم أمرٌ رجعوا لها وسألوها عنه؛ سواء كان في القرآن الكريم، أو الحديث، أو الفقه، وغير ذلك، وكانت تُعطيهم الجواب التّام الشّافي، ولم يكن عموم الناس من يرجع لها فقط، بل كبار الصحابة أيضاً، وقد تمتّعت بهذه المكانة العلميّة كونها حافظة وقويّة الذاكرة، بالإضافة إلى أنها تربّت في كنف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وتعلّمت منه، وبقيت تحته ثمانية أعوامٍ وخمسة أشهرٍ حتى وفاته، وقد عاصرت نزول الوحي ، حيث كان ينزل كثيراً في حجرتها، وكانت تُكثر من سؤال النبي ما استشكل عليها وتراجعه فيه.