ما هي نتائج غزوة بدر
نتائج غزوة بدر
كانت غزوة بدر من أوائل الغزوات التي حصلت بين المسلمين والمشركين، وتُسمّى بغزوة الفرقان، ذلك أنّ الله -تعالى- فرّق فيها بين الحقّ والباطل، قال -تعالى-: (يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ)، وقد كان تاريخ غزوة بدر في شهر رمضان في العام الثاني للهجرة، وسيتمّ فيما يأتي ذكر أبرز النتائج المباشرة وغير المباشرة لغزوة بدر:
النتائج المباشرة لغزوة بدر
إنّ مِن أهمّ وأبرز النتائج المباشرة لغزوة بدر ما يأتي:
- انتصار المسلمين
قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، حيث كانت نتيجة المعركة النصر العظيم للمسلمين، والهزيمة الكبيرة للمشركين.
- عدد شهداء المسلمين وقتلى المشركين
استُشهد في غزوة بدر أربعة عشر رجلاً، وفيهم نزل قول الله -تعالى-: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، وقُتِل من المشركين سبعون رجلاً.
- الغنائم
حصل المسلمون بعد انتصارهم في الغزوة على غنائم كثيرة، وقد اختلفوا في البداية في تقسيمها، فنزل قول الله -تعالى-: (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلَّـهِ وَالرَّسولِ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصلِحوا ذاتَ بَينِكُم وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ)، وقسّمها رسول الله عليهم كما أمر الله -تعالى-.
- موت وهلاك كِبار أهل الكُفر: حيث قُتل فيها كل من:
- أبو جهل : وقد قتله الغلامان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة، فأكمل قتله عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.
- عقبة بن أبي مُعيط: وقد كان أسيراً فأمر النبيّ بقتله؛ لشدّة إجرامه وظلمه وإيذائه للمسلمين فيما سبق.
- أمية بن خلف: وهو الذي عذّب بلالاً -رضي الله عنه- في مكة، وقد رآه بلال -رضي الله عنه- في المعركة فقال: "رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا"، وقتله مع مجموعة من الصحابة.
- الأسرى
نتج عن غزوة بدر أعداداً كبيرة من أسرى المشركين بين يدي المسلمين، وكان عددهم سبعين، وقد استشار النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أصحابه فيهم، وأخذ برأي أبي بكر الصدّيق الذي يقتضي بفدائهم بالمال لعلّ الله يهديهم للإسلام.
النتائج غير المباشرة لغزوة بدر
كان لغزوة بدر العديد من الآثار العظيمة التي نتجت بشكلٍ غير مباشر عن انتصار المسلمين العظيم فيها، ومن أهمّ هذه الآثار ما يأتي:
- دخول عددٍ كبيرٍ في الإسلام
انضمّ بعد غزوة بدر عددٌ كبيرٌ من الكفّار والمنافقين إلى الإسلام، ومنهم عمير بن وهب، حيث كان من أكبر الأعداء للمسلمين، وبعد هذه الغزوة أعلن إسلامه على الملأ، ومنهم أيضاً أبو عزيز بن عمير، حيث تأثّر من أخلاق ومعاملة المسلمين له.
- زيادة هيبة الإسلام في النفوس وتمكين المسلمين
حيث تعزّز وجود وسيادة وقوة المسلمين في المدينة بسبب النصر العظيم الذي حقّقوه في غزوة بدر، وأصبحت قريش والقبائل الأخرى تحسب لهم ألف حساب، وأدرك اليهود حينها خطورة الأمر عليهم.
- كسر شوكة الأعداء
كان لغزوة بدر أثرٌ عظيمٌ جداً في تمكين المسلمين وإثبات حضورهم في ميدان المعارك، وظهر ذلك من خلال كسر شوكة وكبرياء قريش لِما حصل لهم من الهزيمة والخسارة أمام القبائل.
دروس وعبر مستفادة من غزوة بدر
هناك الكثير من الدروس والعبر المستفادة من غزوة بدر، ونذكر أبرزها بشكلٍ مختصرٍ فيما يأتي:
- حسن التخطيط والإعداد قبل المعركة، وتجلّى ذلك بتجهيز النبيّ للجيش، وبعقد معاهدات الدفاع المشترك مع القبائل المجاورة.
- أثر التربية النفسية ورفع المعنويات على الجيش، وتجلّى ذلك من تربية النبيّ القائد لأصحابه ببيان الهدف الأساسي من الجهاد؛ وهو إعلاء كلمة الله -تعالى-.
- أهمّية الشورى بين القائد وجنوده، حيث كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يستشير أصحابه في العديد من القرارات المهمّة.
- أهمية الإيمان والتوكّل على الله واليقين بنصره في تثبيت المؤمن في ساحات القتال، وكان من ثمار ذلك أن أمدّهم الله -تعالى- بالملائكة التي شدّت أزرهم في قتال الأعداء.