من هو محمد بن أبي عامر؟
محمد بن أبي عامر هو أحد أهمّ القادة المسلمين في عصر الأندلس، والذي ساهم بازدهار الحضارة الإسلامية في بلاد الأندلس ، ولأهميّة انتصاراته أطلق عليه لقب "الحاجب المنصور".
نشأة محمد بن أبي عامر
وُلِد محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري في قرية طرش - اليمن، بتاريخ 938 ميلادي ما يوافق 327 هجري، ووالده هو عبد الله بن أبي عامر، الذي عُرِف عنه دينه وتقواه، بينما أمّه هي بريهة بنت يحيى بن زكريا التميمي، وتنسدل جذور عائلتها من بني برطال وهي عائلة من أشراف قرطبة، أما جده فهو عبد الملك المعافري والذي ساهم بفتح الأندلس إبان دخول طارق بن زياد إليها، وقد توفي محمد بن أبي عامر وهو عائدٌ من أداء فريضة الحج، حيث نشأ في أسرةٍ متواضعة وبسيطة، رغم جذورها العريقة، وقد اتّصف بما اتصف به والده وجده من حب العلم و التقوى والذكاء، فقد كان نجيبًا محبًا للخير.
الحياة العلمية وتاريخ محمد بن أبي عامر
الحياة العلمية لمحمد بن أبي عامر
بدأ محمد بن أبي عامر بدراسة الأدب من خلال أساتذة الأدب في قرطبة حينها وهم أبو بكر البغدادي وأبو بكر بن القوطية، في حين درس الحديث على يد الراوي الشهير للنسائي وهو أبو بكر بن معاوية القرشي، وعندما توفي والده أثناء دراسته، ترك محمد بن أبي عامر الدراسة، وامتهن مهنة كاتب عدل، وقد افتتح دكانًا بجوار قصر الخليفة في قرطبة وبجانب مسجدها الكبير، حيث كان الهدف من هذا الدكان كتابة الرسائل والعرائض لمراجعي القصر.
تاريخ محمد بن أبي عامر
لما بدأ محمد بن أبي عامر بكتابة العرائض لمراجعي القصر، لاحظ من في القصر جزالة وحسن صياغة العرائض، وبعدها عمل محمد بن أبي عامر ككاتبٍ عند محمد بن إسحق، الذي أعجب بنباهة وذكاء محمد بن أبي عامر، والذي ذكر محاسنه لدى الحاجب في القصر جعفر بن عثمان المصحفي، ووقتها، كانت جارية المستنصر بالله قد أنجبت أول ولد للخليفة المستنصر، مما جعله يبحث له عن وكيل، ليرعى طفله ويربيه على محاسن الأخلاق، وبعد ذلك ذَكر جعفر بن عثمان المصحفي الكاتب محمد بن أبي عامر عند الخليفة المستنصر بالله، ووصف له محاسنه وأخلاقه الحميدة، وبعدها أصبح محمد بن أبي عامر وكيلاً لابن الخليفة.
إنجازات محمد بن أبي عامر
بعد وفاة الخليفة المستنصر بالله، قام النّصارى في أطراف البلاد بنكث عهودهم مع المسلمين، واستغلّوا نشوب المشاكل في القصر التي تمحورت حول الشخص الذي سيخلف المستنصر بالله، ومن أبرز إنجازات محمد بن أبي عامر في هذا المجال، هو ردع النصارى واستعادة المناطق التي نهبوها، ثم قام بأهم غزواته وهي ضبط منطقة قشتالة التي عانت اضطرابات واسعة، وعلى إثر انتصاره، تم تعيين محمد بن أبي عامر كحاجب لمنطقة قرطبة، حيث عادت الأمور فيها لوضعها الطبيعي في فترة ولايته عليها، ومن هنا أطلق على محمد بن أبي عامر لقب "الحاجب المنصور".