تحليل انزيمات الكبد
تحليل إنزيمات الكبد
تحليل إنزيمات الكبد أو فحص إنزيمات الكبد هو أحد الفحوصات التي تندرج تحت تحليل وظائف الكبد (بالإنجليزية: Liver Function Test)؛ إذ إنّ تحليل وظائف الكبد يُعنى بالكشف عن مدى كفاءة عمل الكبد، وذلك بفحص عينة الدم التي تمّ سحبها من الشخص المعنيّ، وتُعطي هذه العينة نتائج متعلقة بمستوى الألبومين (بالإنجليزية: Albumin) والبيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) والبرويتانت الكلية، إلى جانب إنزيمات الكبد، وإنّ اضطراب مستوى هذه المواد (أي ارتفاعها أو انخفاضها عن الحدّ الطبيعيّ) قد يُشير إلى وجود مشكلة معينة أو مرض ما، وبالعودة إلى الحديث عن إنزيمات الكبد يجدر بالذكر أنّ الإنزيم هو مادة كيميائية تُسرع التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم، وإنّ أهم هذه الإنزيمات: ناقلة أمين الألانين (بالإنجليزية: Alanine transaminase) الذي يُعرف اختصارًا (ALT)، وناقلة الأسبارتات (بالإنجليزية: Aspartate transaminase) الذي يُعرف اختصارًا (AST)، والفوسفاتاز القلوي (بالإنجليزية: Alkaline phosphatase) الذي يُعرف اختصارًا (ALP)، وناقلة الببتيد غاما غلوتاميل (بالإنجليزية: Gamma-glutamyltransferase) الذي يُعرف اختصارًا (GGT)، وحقيقة إنّ أكثر إنزيمات الكبد قياسّا هي ALT و AST، ولفهم أهمية تحليل إنزيمات الكبد لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الكبد يُعدّ أكبر عضو داخليّ في جسم الإنسان، ويقع في الجزء الأيمن من البطن أسفل الحجاب الحاجز، وله أهمية كبيرة، فمن وظائفه محاربة العدوى والمساعدة على هضم الطعام وتحطيمه.
دواعي تحليل إنزيمات الكبد
يُجرى فحص تحليل إنزيمات الكبد بعد أخذ مقدم الرعاية الصحية المختص عينة من دم وريد الشخص المعنيّ، بحيث يكون الهدف وريدًا في اليد، ثمّ يتمّ سحب العينة ونقلها إلى أنبوب مخصص لتحليله مخبريًا، ولا تستغرق عملية أخذ عينة من وريد الشخص المعني أكثر من خمس دقائق، وأمّا بالنسبة لدواعي إجراء هذه الفحوصات فهي متعددة، ومنها ما يأتي:
- تشخيص الإصابة بأمراض الكبد، من بينها التهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis)، والتهاب الكبد حالة صحية تتمثل بانتفاخه وحدوث ضرر فيه، وقد لا يُرافقها ظهور أي أعراض أو علامات، بينما قد تظهر في بعض الحالات أعراض معينة، ومن الأعراض العامة التي قد تظهر في هذه الحالة:
- تغير لون البول ليُصبح أغمق، ولون البراز ليُصبح أفتح من الوضع الطبيعيّ.
- فقدان الشهية تجاه الأطعمة.
- انتفاخ البطن .
- الشعور بالغثيان أو التقيؤ.
- الضعف والشعور بالتعب العامّ.
- اصفرار لون الجلد، وتُعرف هذه الحالة باليرقان (بالإنجليزية: Jaundice).
- مراقبة العلاج المُستخدم في حال الإصابة بأمراض الكبد، إذ يمكن من خلال فحص أو تحليل إنزيمات الكبد معرفة مدى كفاءته وفعاليته.
- معرفة درجة تضرر الكبد نتيجة إصابته بمشكلة صحية معينة، فمثلًا يمكن الكشف عن درجة الندوب التي ظهرت فيه في حال الإصابة بتشمع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis) من خلال إجراء تحليل لإنزيمات الكبد.
- وجود عوامل خطر تجعل الشخص أكثر عُرضة للمعاناة من أمراض الكبد بما فيها التهابه، ومن هذه العوامل نذكر الآتي:
- شرب الكحول.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكبد.
- زيادة الوزن، وخاصة إذا كان الشخص مصابًا بالسكري أو ضغط الدم المرتفع.
- أخذ أدوية قد تضر بصحة الكبد.
نتائج تحليل إنزيمات الكبد
يُظهر المختبر نتائج التحليل على هيئة خانتين؛ أحدهما تُمثل قيم إنزيمات الكبد لدى الشخص المعنيّ، والأخرى تُعبر عن المدى الطبيعيّ لإنزيمات الكبد، والجدير بالبيان أنّ القيم قد تتفاوت من مختبر إلى آخر، وكذلك تختلف بين الذكور والإناث، ويجدر التنبيه إلى أنّه في حال كانت نتيجة الفحص خارج المدى الطبيعيّ فإن ذلك لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية معينة، وإنّ الأمر يتطلب في العادة إجراء المزيد من الفحوصات وتحليل النتائج من قبل الطبيب المختص.
فحص ناقلة أمين الألانينALT
يؤدي الإنزيم الذي يُعرف بناقلة أمين الألانين عددًا من الوظائف المهمة، منها المساعدة على تكسير البروتينات، وتنقية الدم من السموم، وتخزين العناصر الغذائية والحديد، وإنتاج العصارة الصفراء (بالإنجليزية: Bile) التي تساعد في عملية الهضم، ويجدر الذكر أنّ أغلب ما يُنتجه الكبد من ناقلة أمين الألانين يُخزّن في الكبد، وعليه فإنّ تعرض الكبد لضرر أو التهاب معين قد يتسبب بإطلاق نسبة من هذا الإنزيم إلى مجرى الدم، ولربط ذلك بنتائج التحاليل المخبرية يمكن القول إنّ نتائج فحص ناقلة أمين الألانين تكون ضمن المدى الطبيعيّ في حال كان الكبد سليمًا، بينما قد يُشير ارتفاعه إلى حدوث ضرر معين في أنسجة الكبد، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ العمر يؤثر في نسبة هذا الإنزيم في الدم، وعليه لا يمكن الحكم على صحة الشخص المعني وسلامة كبده من نتيجة هذا الاختبار فحسب، وإنّما لا بُدّ من متابعة الزيارات المطلوبة عند الطبيب المختص لتحليل النتيجة بدقة وإعطاء التشخيص الصحيح.
وبشكل عام -مع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات بين المختبرات الطبية- فإنّ النتائج الطبيعية لإنزيم ناقلة أمين الألانين أقل من 36 وحدة لكل لتر للإناث، وأقل من 50 وحدة لكل لتر للذكور، ومن العوامل أو الحالات التي قد تُسبب ارتفاعًا في مستوى ناقلة أمين الألانين نذكر ما يأتي:
- تلف خلايا الكبد.
- نقص التروية الدموية إلى الكبد.
- التهاب الكبد.
- التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis).
- السكري.
- داء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: hemochromatosis) أو تراكم الحديد في الجسم.
- داء كثرة الوحيدات (بالإنجليزية: Mononucleosis)، والذي عادة ما ينجم عن الإصابة بفيروس إبشتاين-بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus).
- ورم في الكبد.
ولمعرفة المزيد عن فحص ناقلة أمين الألانينALT يمكن قراءة المقال الآتي: ( تحليل وظائف الكبد alt ).
فحص ناقلة أمين الأسباراتاتAST
حقيقةً لا يقتصر وجود الإنزيم الذي يُعرف بناقلة أمين الأسبارتات على الكبد فحسب، وإنّما كذلك يوجد في بعض عضلات الجسم، وتحديدًا عضلة القلب، بالإضافة إلى وجوده بكميات قليلة أو نسب بسيطة في بعض العضلات الأخرى، وعلى أية حال فإنّه من الممكن استخدام فحص ناقلة أمين الأسبارتات لتقييم صحة الكبد والكشف عن المشاكل الصحية التي قد تُصيبه، مع استحضار أنّ ارتفاع مستوياته عن الحدّ الطبيعيّ لا يعني بالضررة وجود مشكلة في الكبد، فقد تكون نتيجة تعرض أحد الأعضاء التي يُوجد بها بشكل طبيعيّ للضرر، كتعرض الكلى أو القلب لضرر معين، وعليه يمكن القول إنّ فحص ناقلة أمين الأسبارتات لا يُستند عليه لتقييم صحة الكبد، وإنّما يُجرى تحليل لهذا الإنزيم إلى جانب فحوصات أخرى للحصول على النتيجة الصحيحة.
ومن الجدير بالذكر أنّ قيمة فحص ناقلة أمين الأسبارتات تعتمد اعتمادًا كبيرًا على مجموعة من العوامل، من بينها: عمر الشخص المعنيّ، وجنسهُ؛ ذكر أم أنثى، وتاريخه الصحيّ، وطريقة إجراء الفحص، وعوامل أخرى، ومن هنا نُؤكد أنّ ارتفاع مستوى إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات لا يُشير بالضرورة إلى وجود مشكلة معينة، وإنّ تحليل النتيجة يجب أن يتمّ من قبل طبيب مختص، ومع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات في النتائج بين مختبر وآخر، ويمكن عمومًا القول إنّ نتيجة هذا الإنزيم الطبيعية للرجال تتراوح ما بين 10-40 وحدة لكل لتر، بينما تتراوح القيم الطبيعية للنساء 9-32 وحدة لكل لتر، وبالعودة للحديث عن تأثير العوامل المختلفة في نتيجة هذا الفحص؛ فقد تبين أنّ مستوى إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات يكون أقل في النساء وأعلى مما هو عليه في العادة لدى كبار السن، وأمّا بالنسبة للحالات المرضية التي قد تُسبب ارتفاعًا في إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات فمنها النوبة القلبية، والتهاب البنكرياس، وإصابة العضلات، وأمراض الكبد، ويجدر الذكر أنّ الارتفاع الشديد في مستوى هذا الإنيزم قد يُشير إلى التهاب شديد في الكبد أو تعرض الكبد لضرر ملحوظ نتيجة مواد سامة أو أدوية معينة، أو انقطاع في التروية الدموية والأكسجين عن الكبد.
فحص الفوسفاتاز القلوي ALP
يوجد الإنزيم المعروف بالفوسفاتاز القلوي في عدد من أنسجة الجسم، وأكثر ما يتركّز في الكبد والعظام، ويُعنى تحليل أو فحص الفوسفاتاز القلويّ بالكشف عن نسبة هذا الإنزيم في أنسجة الجسم المختلفة، وإنّ أغلب حالات ارتفاعه تُشير إلى مشكلة في الكبد أو العظام، وكذلك الأمر بالنسبة لهذا التحليل فإنّ نتيجته تتفاوت من مختبر إلى آخر، ولكن بشكل عام تتراوح القيمة الطبيعية ما بين 20-140 وحدة دولية لكل لتر، ويجدر بالذكر أنّ هذا الفحص لا يُجرى في العادة للأطفال، وذلك لأنّ العظام تكون في طور النموّ، وبالتالي فإنّها تُنتج كمية مرتفعة من إنزيم الفوسفاتاز القلويّ بشكل يفوق الحدّ الطبيعيّ وبطريقة لا يمكن التنبؤ بها، ولذلك يقتصر إجراء هذا الفحص على البالغين، ومراقبة نتيجته لديهم في حالات معينة، وكما بيّنا سابقًا فإنّ ارتفاع نتيجته عن الحد الطبيعيّ يُشير إلى مشكلة في الكبد أو أخرى تؤثر في العظام، وأمّا انخفاض نسبته عن الحدّ الطبيعيّ فعادة ما تُلاحظ بعد الخضوع لعمليات نقل الدم (بالإنجليزية: Blood Transfusion)، أو بعد الخضوع لجراحة فتح مجرى جانبي الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery bypass surgery)، كما قد لُوحظ أنّ نقص الزنك قد يُسبب انخفاضًا في مستوى هذا الإنزيم.
فحص ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل GGT
يوجد إنزيم ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل في عدد من الأعضاء في الجسم، وإنّ أعلى تركيز له في الكبد، والجدير بالبيان أنّ معظم أمراض الكبد والعصارة الصفراء تُسبب ارتفاعًا في مستوى هذا الإنزيم، وتُشير النتائج المرتفعة لهذا الإنزيم وجود مشكلة في الكبد أو بعض الأعضاء الأخرى، ومن الأمثلة على الحالات التي تُسبب ارتفاعًا في نسبته: التهاب الكبد، ومرض القلب الاحتقانيّ، والتهاب البنكرياس، وتعاطي المواد التي تُلحق الضرر بصحة الكبد مثل الكحول وبعض الأدوية، وتشمع الكبد كذلك، وبالرغم من أنّ ارتفاعه لا يُبيّن المشكلة التي أصابت الكبد بشكلٍ مُحدد، إلا أنّه بشكل عام يمكن القول إنّه كلما زاد ارتفاع مستواه كان الضرر الذي لحق بالكبد أكبر، بينما يُشير انخفاض مستوياته إلى سلامة الكبد وعدم شرب الكحول.
وبالرغم من تفاوت المختبرات في نتائج تحليل هذا الإنزيم كذلك، إلا أنّه بشكل عام تُعدّ القراءة طبيعية لدى البالغين فوق عمر 45 عام يتراوح بين 8-38 وحدة لكل لتر، والأكبر سنًا من ذلك تكون القراءة لديهم أكثر ارتفاعًا، بينما الأصغر عمرًا تكون بما يتراوح بين 5-27 وحدة لكل لتر.
فحص نازعة هيدروجين اللاكتات LDH
يظهر نشاط نازعة هيدروجين اللاكتات في خلايا الجسم جميعها، وإنّ أعلى تركيز له في الكبد والقلب والرئتين والكلتين، والعضلات، وخلايا الدم الحمراء، وقد يرتفع مستوى هذا الإنزيم في عدد من المشاكل الصحية، مثل الجلطة القلبية ، وأمراض الكلى، وداء كثرة الوحيدات، واللوكيميا، وفقر الدم الانحلاليّ، والانصمام الرئوي (بالإنجليزية: pulmonary embolism)، وأمراض الكبد، والجدير بالبيان أنّ ارتفاع مستوى هذا الإنزيم في حال الإصابة بأمراض الكبد لا يكون كارتفاع ALT وAST، وإنّما يكون أقل وطأة، وإنّ المدى الطبيعي له لدى الذين تجاوزوا الثامنة عشر من العمر بتراوح ما بين 122-222 وحدة لكل لتر، بينما تكون قيمه غير ذلك لمن هم أصغر سنًا.
ولمعرفة المزيد عن أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هو سبب ارتفاع إنزيمات الكبد ).
ولمعرفة المزيد عن علاج ارتفاع إنزيمات الكبد يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما علاج ارتفاع إنزيمات الكبد ).