من هو فاتح بلاد المغرب
فاتح بلاد المغرب
يُعدُّ عقبة بن نافع فاتح بلاد المغرب ، وهو عقبة بن نافع بن عبد القيس الفهري، والمولود قبل الهجرة النبوية بعام واحد، ويُذكر أنَّه وُلد ونشأ في رحاب بيت إسلاميّ؛ حيث أسلم والده قديماً، ومن الجدير بالذكر أنَّ عقبة صحابيّ المولد؛ وذلك لأنَّه ولد في زمن النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، هذا فضلاً عن وجود قرابة بينه وبين الصحابيّ الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، ولقد ذاع صيته في حركة الفتح الإسلاميّ، والتي أخذت تتسع في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ولقد كان عقبة بن نافع مثالاً يُحتذى به في العبادة، والأخلاق، والورع، والشجاعة، والقوة العسكرية، والقيادة، وكان بذلك محبوباً من قبل الجميع، وكانت دعوته مُستجابة، ومنتصر الراية، فحقّق في جلّ معاركه؛ حيث استخدم أحدث الأساليب العسكرية في التكتيكات القتالية، وكان من هذه الأساليب: المباغتة، وحشد القوات، وإقامة الحاميات، وتأمين خطوط المواصلات، والاعتماد على سلاح الاستطلاع، كما حقّق الكثير من الإنجازات للدولة الإسلاميّة.
حملات فتح بلاد المغرب
حملة عبد الله بن سعد بن أبي سرح
انطلقت حملة عبدالله بن سعد بن أبي سرح الأولى نحو القارة الإفريقية عام 647م؛ وذلك بعدما عيّنه الخليفة عثمان بن عفان عاملاّ على مصر، واستطاع التقدم وملاقاة الجيش البيزنطيّ على مشارف سبيطلة، فأحرز الجيش الإسلاميّ النصر، حيث تمكنوا من قتل جرجير القائد البيزنطيّ، وكانت هذه الحملة أوّل انتصارات المسلمين على البيزنطيين في بلاد المغرب، كما كانت اختباراً لقوة الدفاع البيزنطيّ، ومن أجل اكتشاف المنطقة، والتحضير للحملات التالية.
حملات معاوية بن حُديج
خاض معاوية بن حُديج ثلاث حملات عسكريّة لفتح بلاد المغرب، وهي على النحو الآتي:
- الحملة الأولى: كانت هذه الحملة في عام 34هـ مع جيش عبد الملك بن مروان، وفيها توجّه من الفسطاط إلى بلاد قمونية، وحالياً هي مكان مدينة القيروان.
- الحملة الثانية: انطلقت عام 40هـ.
- الحملة الثالثة: انطلقت عام 46هـ، واستقرَّ معاوية في جبل القرن الواقع شمال القيروان ، وأرسل جيوشه لفتح المناطق القريبة؛ حيث فتح عبد الله بن الزبير منطقة سوسة، وفتح عبد الملك بن مروان منطقة جلولاء.
حملة عقبة بن نافع الفهري
انطلقت حملة عقبة بن نافع صوب القارة الإفريقية عام 50هـ، حيث توجّه إليها من جهة الصحراء، وكان بصحبته 10,000 فارس، وعسكر في منطقة القيروان، واتخذها قاعدة للمسلمين وعاصمة لبلاد المغرب، حيث اختار مكاناً على سهل فيضيّ مليء بالمراعي، وغابات الزياتين، وبعيد عن البحر؛ لتجنّب الغزوات البيزنطية، وتابع تقدّمه نحو الغرب مُتفادياً الصدام مع البيزنطيين على السواحل الشمالية الشرقية لإفريقيا، وفي عام 55هـ عُيّن أبو المهاجر بن دينار والياً على القيروان، ولكنَّ سياسته لم تكن ناجحة، فأُعيد تعيين عقبة بن نافع على ولاية أفريقيا والمغرب، ثمَّ واصل عقبة حملاته على القبائل البربرية، ويُذكر أنَّ هذه القبائل جهزت نفسها للثأر من عقبة، حيث استعانت بالجيش البيزنطيّ، وفاجأت عقبة في بسكرة جنوب جبال أوراس بجيش مكوّن من 50,000 جنديّ بقيادة كسيلة البربري، وقُتل عقبة عام 64هـ،وكانت هذه الحملة نهاية لمرحلة الانتصارات الإسلامية الأولى في بلاد المغرب.