من هو عبد الله بن عمر
نسب عبدالله بن عمر
هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطّاب بن نفيل العدوي بن عبد العُزَّى بن رياح بن قُرط بن رزاح، بن عَّدي بن كعب بن لؤي بن غالب، ويكنَّى بأبي عبد الرحمن العدوي، ثم المكِّي، ثم المدنيّ، يجتمع نسبه مع نسب النبيّ -صلّى لله عليه وسلّم- في كعب، وأمّه هي زينب بنت مظعون الجمحية، أمّ حفصة بنت عمر زوجة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وعبد الرحمن الأكبر.
مولد عبدالله بن عمر ونشأته
ولد عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما- في السنة الثانية للبعثة، في مكة المكرمة، وعاش بداية طفولته فيها، ثم هاجر مع والديه إلى المدينة المنورة، وكان عمره أحد عشر عامًا، فنشأ في مجتمع إسلامي خالٍ من الشرك والأوثان.
ولقد صاحب عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فكان ملازمًا له في المسجد، يحفظ القرآن الذي يتنزّل على النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ويتّبع سنّته الشريفة، فكان منذ صغره مشهورًا بالعلم والفقه، يرجع النّاس إليه؛ يسألونه عن أمور دينهم.
إسلام عبدالله بن عمر وجهاده
أسلم عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما-، مع أبيه وكان عمره عشر سنين، وبعد هجرته للمدينة المنورة، شارك في العديد من الغزوات بالرغم من صغر سنه، فعندما أراد الخروج لغزوة بدر ردّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يسمح له بالخروج؛ وكان عمره وقتذاك ثلاث عشرة سنة.
وكذلك الأمر في غزوة أحد؛ إذ لم يقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- خروجه للجهاد؛ وقد كان عمره أربع عشرة سنة، وفي يوم الخندق قَبِلَ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بخروجه للقتال، وهو ابن خمس عشرة سنة.
وشهد يوم الحديبية، وغزوة مؤتة، وفتح مكة، واليرموك، ومعركة حُنين وشارك في جميع السرايا على عهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وشهد معركة اليمامة والقادسية، وجلولاء، وخرج لقتال الفرس، وشهد فتح مصر، وغيرها من الفتوحات الإسلاميّة.
مكانة عبدالله بن عمر العلمية
عُرف عن عبد الله بن عمر-رضيَ الله عنهما- بقوة الحفظ وكثرته، فقد حفظ القرآن الكريم، وهو من المكثرين في رواية الأحاديث النبويّة الشريفة؛ فكان حريصًا على حفظ كل ما يسمع من النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-.
وكان إذا غاب عن أحد مجالس النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل الناس عن أقواله وأفعاله، ويتتبّع آثاره -صلى الله عليه وسلم- في كل مسجد صلّى فيه، وصبّ كلّ اهتمامه لحفظ الآثار والسنة النبويّة، والتدقيق في نقلها، وأخذ النّاس عنه علمًا كثيرًا نافعًا.
وقد بلغ عدد الأحاديث الشريفة التي رواها عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما- ألفين وست مائة وثلاثين حديثًا بالمكرر، روى الإمام البخاري عنه أحد وثمانين حديثًا، وروى الإمام مسلم أحد وثلاثين حديثًا، واتّفقا له على مئة وثمانية وستين حديثًا.
وقد كان عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما- يتميّز بالذكاء ودقة الفهم، إلّا أنّ الورع والتقوى جعله شديدَ الحَذر في التصدّر للفتوى، فلم يكثر من ذلك، وأراد عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه- أن يوليه أمور القضاء فأبى.
مناقب عبدالله بن عمر
ذكرت الآثار العديد من المواقف التي تظهر مناقب عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنها- وصفاته الحميدة، نذكر منها:
- كان -رضيَ الله عنه- عابدًا تقيًا
ولما سُئل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عنه، قال: (نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللَّهِ لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ)، فلم يكن بعدها ينام من اللّيل إلّا قليلاً؛ ويكثر من القيام.
- كان -رضيَ الله عنه- أمينًا كريمًا
يجعل من ماله نصيبًا للفقراء والمساكين، ويدعو الأيتام والفقراء ويُولِم لهم، ويأكل معهم.
- كان -رضيَ الله عنه- متواضعًا زاهدًا في الدنيا
فقد قدم أحد إخوانه من مدينة خراسان وأهداه ثوبًا ناعمًا، وقال له: " لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان، وإنّه لتقر عينايّ، إذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه، وترتدي هذا الثوب الجميل، فقال له ابن عمر: أرنيه إذًا، ثم لمسه وقال: أحريرٌ هذا؟، فقال له صاحبه: لا إنّه قطن، فرفضه ابن عمر، وقال:لا إنّي أخاف على نفسي؛ أخاف أن يجعلني مختالا فخورًا، والله لا يحب كل مختال فخور".
وفاة عبدالله بن عمر
توفي عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما- في مكة المكرمة ودفن فيها سنة ثلاث وسبعين للهجرة، بعد الحجّ، وكان عمره أربع وثمانين عامًا، -رحمه الله تعالى-.