من هو خازن النار؟
من هو خازن النار
لقد ورد ذكر اسم خازن النار في القرآن الكريم، واسمه هو مالك؛ لأنّه مشتق من الشدة والقوة، وهو من الملائكة، قال -تعالى-: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ)،وهو رئيس الملائكة الموكلين على جهنم، ولقد رُوي أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- رآه في حادثة الإسراء والمعراج، وقد رآه أيضًا في المنام.
صفاته
لقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ مالك خازن النار هو الملك الوحيد من الملائكة الذي لا يضحك، ولا يبتسم حتى؛ وذلك لأنّ الله -تعالى- أعطاه صفات من الغضب الشديد، والعقاب، لتتماشى مع مهمته، وهي حراسة جهنم، وعندما رآه النبي-صلى الله عليه وسلم- في المنام، وصفه بأنّه كريه المظهر، فإنّه أكره ما رآه من الرجال: (وأَمَّا الرَّجُلُ الكَرِيهُ المَرْآةِ، الذي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا ويَسْعَى حَوْلَهَا، فإنَّه مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ).
خطاب أهل النار مع خازن النار
عندما يرى المتكبرون الضالون، الذين استكبروا ولم يؤمنوا بالله، واستخفوا بما وعدهم الله -تعالى- من العذاب، نار جهنم وعذبها الأليم؛ يطلبون من خزنة النار بأن يخفف الله -تعالى- عنهم العذاب، ولو يومًا واحدًا، قال -تعالى-: (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ) ، ولكنهم يرفضون ذلك، وذلك بسبب تكبرهم، وتكذيبهم للرسل.
وعندما لم يستجب لهم الخزنة، نادوا مالك خازن النار، ورجوه بأن يطلب من الله أن يقضي عليهم، أي طلبوا الموت، فيتجاهلهم خازن النار ثمانين سنة، فاليوم الواحد بالنسبة لهم كألف سنة، فيبقون في العذاب، وبعد هذه المدة يخبرهم أنّهم باقون في العذاب، فلا نجاة لهم.
عدد خزنة النار
لقد ورد ذكر عدد خزنة جهنم في القرآن الكريم، والملائكة الذين يحرسون النار، وبمن يسمون بخزنة النار عددهم تسعة عشر من الملائكة، قال- تعالى-: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ)، حتى أن كفار قريش عندما علموا بأنّ عددهم تسعة عشر فقط، زادهم الغرور بقوتهم وضعف نفوسهم، ظانين أنّهم حتى ولو دخلوا جهنّم سيستطيعون أن يغلبوا الملائكة ويخرجوا من جهنم، إلّا أنّ عددهم هو مجرد فتنة، وأنّ لكل ملك منهم قوة كبيرة، يهزم بها عدد كبير من البشر.
تعريف النار وخزنة النار
وأمّا ما جاء في تعريف النار فإنها الدار التي سيقيم فيها الكفار-والعياذ بالله-؛ نتيجة تكذيبهم لما أرسله الله -تعالى- من الرسل، والحجج، وهي بمثابة الخزي والعار والخسران لمن تكون جزاءه في يوم الحساب، قال -تعالى-: (أَلَم يَعلَموا أَنَّهُ مَن يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدًا فيها ذلِكَ الخِزيُ العَظيمُ) .
وأمّا ما جاء في تعريف خزنة النار؛ فإن المقصود بالخزنة ما يحفظ الشيء ويُؤمن عليه، وخازن النار هو المؤتمن الحفيظ على نار جهنم، ومهمتهم جعل الكافرين يقرون بخطائهم وذنوبهم، كما ويبشرونهم بالعذاب الأبدي.
وبالخزي والعار الذي سيلحق بهم، فهم ملائكة يفعلون كل ما يؤمرون به قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).