من هو أهجى شعراء العرب؟
من الشاعر الملقب بأهجى شعراء العرب؟
جرير الشاعر الأمويّ التميميّ الذي ينحدر من عشيرة كليب اليربوعيّة، عُرف عن عشيرته أنّها كانت ترعى الحمير والأغنام، ولم يكن لقبيلته آثار كثيرة وأمجاد واضحة في عصره أو العصر الذي قبله، ممّا دعاه أن يعود بالفخر بقبيلته إلى أيام الجاهلية، حيث كانت ذائعة المجد والصيت.
نشأ في بيت شعري، فكان له أخوان ينظمان الشعر وهما: عمرو وأبو الورد، وبقي الشعر يُتوارث في عائلتهم كأنّه المال، كان والده بخيلًا وكان جدّه كثير المال وأمّه من نفس عشيرة والده وهي أم قيس، ويُذكر أنّه كان سليط اللسان حدًّا كأنّه السيف و اشتُهر بهجائّياته مع الفرزدق .
سبب اختيار الشاعر كأهجى شعراء العرب
سُمي جرير بأهجى العرب بسبب ما اتّسم به شعره الهجائي دون أن يُشاركه شاعر آخر بتلك السمات وأهمها:
- اتّسام أسلوبه الهجائي بالإقذاع والفحش والإتيان على ذكر العورات والمثالب.
- إدراكه للمعاني الهجائية كافة وكأنّ خيوطها قد اجتمعت بين يديه.
- الغلو في المعاني الهجائية والتّفصيل فيها حتى كادت أن تكون ألفه الوحيد.
- التعرض للخصم بإيمانه معتقداته والتقليل منها والفخر عليه بدينه وذاك ما تجلى في هجائه للأخطل الذي كان يدين بالمسيحية.
- عدم التورع عن هجاء أقارب الخصم ولو كانت أمه وهو ما فعله كذلك مع الأخطل.
- الإتيان بمعان جديدة في ميدان الهجاء مثل الهجاء بالمعتقدات الشرعية، وهو ما لم يكن العرب يعرفونه من قبل.
نماذج من قصائد أهجى شعراء العرب
وردت مجموعة من القصائد التي امتاز جرير بها عن غيره في ميدان الهجاء ولعل من أهمها:
- قصيدة أقلي اللوم عاذل والعتابا:
لَقَد خَزِيَ الفَرَزدَقُ في مَعَدٍّ
:::فَأَمسى جَهدُ نُصرَتِهِ اِغتِيابا
وَلاقى القَينُ وَالنَخَباتُ غَمّاً
:::تَرى لوكوفِ عَبرَتِهِ اِنصِبابا
فَما هِبتُ الفَرَزدَقَ قَد عَلِمتُم
:::وَما حَقُّ اِبنِ بَروَعَ أَن يُهابا
أَعَدَّ اللَهُ لِلشُعَراءِ مِنّي
:::صَواعِقَ يَخضَعونَ لَها الرِقابا
قَرَنتُ العَبدَ عَبدَ بَني نُمَيرٍ
:::مَعَ القَينَينِ إِذ غُلِبا وَخابا
أَتاني عَن عَرادَةَ قَولُ سوءٍ
:::فَلا وَأَبي عَرادَةَ ما أَصابا
لَبِئسَ الكَسبُ تَكسِبُهُ نُمَيرٌ
:::إِذا اِستَأنوكَ وَاِنتَظَروا الإِيابا
أَتَلتَمِسُ السِبابَ بَنو نُمَيرٍ
:::فَقَد وَأَبيهِمُ لاقوا سِبابا
أَنا البازي المُدِلُّ عَلى نُمَيرٍ
:::أُتِحتُ مِنَ السَماءِ لَها اِنصِبابا
إِذا عَلِقَت مَخالِبُهُ بِقَرنٍ
:::أَصابَ القَلبَ أَو هَتَكَ الحِجابا
- قصيدة بان الخليط ولو طوعت ما بان:
لَقى الأُخَيطِلُ بِالجَولانِ فاقِرَةً
:::مِثلَ اِجتِداعِ القَوافي وَبرَ هِزّانا
يا خُزرَ تَغلِبَ ماذا بالُ نِسوَتِكُم
:::لا يَستَفِقنَ إِلى الدَيرَينِ تَحنانا
لَن تُدرِكوا المَجدَ أَو تَشروا عَباءَكُمُ
:::بِالخَزِّ أَو تَجعَلوا التَنّومَ ضَمرانا
- قصيدة أمسيت إذ رحل الشباب حزينًا:
وَلَدَ الأُخَيطِلَ نِسوَةٌ مِن تَغلِبٍ
:::هُنَّ الخَبائِثُ بِالخَبيثِ غُذينا
إِنَّ الَّذي حَرَمَ المَكارِمَ تَغلِبًا
:::جَعَلَ النُبُوَّةَ وَالخِلافَةَ فينا
هَل تَملِكونَ مِنَ المَشاعِرِ مَشعَرًا
:::أَو تَشهَدونَ مَعَ الأَذانِ أَذينا
مُضَرٌ أَبي وَأَبو المُلوكِ فَهَل لَكُم
:::يا خُزرَ تَغلِبَ مِن أَبٍ كَأَبينا
هاذا اِبنُ عَمّي في دِمَشقَ خَليفَةً
:::لَو شِئتُ ساقَكُمُ إِلَيَّ قَطينا