من هم تسعة رهط
التعريف بالتسعة الرهط
أرسل اللهُ سبحانه وتعالى لكلّ قوم رسولاً لينذرَهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى طريق الحقّ والخير، ويحذّرهم من الشرك والظلام، وقد تعرّض الكثير منهم للتعذيب والقتل والأسر والشك والشتم، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن تسعة رهط وقوم صالح.
تسعة رهط هم مجموعةٌ من المفسدين الذين نشروا الفسادَ والظلمَ في قوم صالح، قال تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ)، وكان أسماء هؤلاء التسعة: هرما، ودعمي، ودعيم، وهريم، وصواب، وداب، ومسطع، ورياب، وقدار بن سالف.
أعمال التسعة من قوم النبي صالح
اختص الله -تعالى- التسعة أشخاص (الرهط) بالذكر دون غيرهم؛ لسوء ما صنعوه، وبشاعة ما اقترفوه، إذ قام هؤلاء التسعة بقتل الناقة التي أرسلها الله آية بينة لهم، ورزقهم منها، وجعل لهم منها رزقًا، وقد نهاهم الله عن أذيتها وتوعدهم على قتلها العذاب الأليم.
لم يكتفِ التسعة بقتل الناقة، بل اجتمعوا بعدما توعدهم نبي الله صالح بالعذاب على أن يقتلوه، فاتفقوا على قتله ليلًا إذا ما نام هو وأهله، واتفقوا أن يكون قتله سرًّا بحيث لا يعلم أحد بمن قتله، وإذا ما سأل أولياء دمه من قتله، يجيبوا بأنهم لا يعلمون، يقول تعالى في ذلك: (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ).
إذ إنّهم قالوا: تعالوا فلنقتل صالحًا فإن كان صادقًا عجّلنا قتله وإن كان كاذبًا ألحقناه بالناقة، ثمّ أتوْا في الليل لقتلِه -عليه السّلام-، لكنّ الملائكةَ دمغتْهم بالحجارة، فهلكوا، وعندما أتى أصحابهم ورأوْهم، قالوا لصالح: أنت الذي قتلتهم وأرادوا قتله وتعذيبه.
لكن عشيرته دافعت عنه فمنعوهم من ذلك، وقالوا: (إنه قد أنذركم العذاب فإن كان صادقًا فلا تزيدوا ربّكم غضباً، وإن كان كاذباً فنحن نسلّمه إليكم)، فعادوا عنه.
سبب قتل تسعة رهط لناقة صالح
كان الاتفاق بين صالح وقومه بعد أن أخرج لهم الناقة من الصخرة أن تعطيهم الناقة اللبن، مقابل أن ترعى وترد الماء، وكانت إذا وردت الماء شربت ماء البئر كله، فيدخرون الماء لحاجاتهم في يوم آخر، فكان لهم يوم، وللناقة يوم آخر.
لكن الأمر ضاق بهم، وكان سبب قتل قدار بن سالف وهو أحد التسعة رهط لناقةِ صالح -عليه السلام-، هو أنه كان يجلسُ مع نفر من الناس يشربون الخمر، ولم يستطيعوا الحصولَ على ماء يمزجون به خمرَهم؛ حيثُ كان ذلك اليوم يومَ شرب ناقة صالح -عليه السلام-، فحرضّه بعضهم على التخلص منها وقتلها.