من هم الأندلسيون؟
من هم الأندلسيون؟
هم عبارة عن مجتمع أوروبي عرقي في جنوب إسبانيا ، وتحديدًا في الأندلس، حيث يتم تعريفهم بالأندلسيين اتباعًا لقانون الحكم الذاتي، بأنهم: المواطنون الإسبان الذين يقيمون ويعيشون في أي بلدية من بلديات الأندلس بالإضافة لجميع الإسبان الذين كانت الأندلس آخر سكن لهم ولأحفادهم، وأقاموا في الخارج منذ آخر إصلاح في عام ٢٠٠٧، حيث حُدد الإقليم كجنسية تاريخية في ديباجاتهم اتباعًا للقانون الأندلسي للحكم الذاتي، بالإضافة إلى ذلك، تم الاعتراف بالإسبانية الأندلسية من قبل أكاديمية اللغة الإسبانية كلهجة من اللهجات المتنوعة في إسبانيا.
أرض الأندلس
الأندلس أو كما عُرفت أيضًا بإسبانيا المسلمة، وهي مشتقة من الاسم المغربي لإسبانيا - الأندلس، وتقع في جنوب إسبانيا وتعدّ أكبر منطقة فيها، والأقل كثافة سكانية، كما تعدّ أرض التناقضات، إذ تحتوي على أعلى جبال إسبانيا "سلسلة سييرا نيفادا"، وأشدّ الأراضي المنخفضة حرارة "السهول الأندلسية"، والشواطئ البيضاء لكوستا ديل سول، ومستنقعات لاس ماريزما.
وتعود تسمية الأندلس إلى شبه الجزيرة الأيبيرية بهذا الاسم من قبل المسلمين، فقد كانت شبه الجزيرة الأيبيرية تحت الحكم الإسلامي "الموريون تحديدًا" لمدة ٧٠٠ عام، حتى انهيار الأمويين في بداية القرن الحادي عشر، والمور هم مسلمون غزوا شمال أفريقيا واستولوا على المنطقة في القرن الثامن الميلادي، وتُعتبر تلك الفترة فترة ازدهار ثقافي واقتصادي للمنطقة، فقد استفادت الأندلس من التقدم الإسلامي في الفلسفة والطب والفنون وغيرها من المجالات، وبقيت ذلك إلى حين انهيار حضارة الأمويين في بداية القرن الحادي عشر.
بالإضافة إلى ذلك، امتازت الأندلس بميزات عدة منها:
- الثقافة المتأثرة بمناخ البحر الأبيض المتوسط الحار.
- التسامح الديني مع تنوع الأعراق.
- جلب مسلمو المور إلى المنطقة تقنيات ري وزراعة متطورة جعلت الأرض تزدهر.
- كما أن للأندلس أيضًا لهجتها الإقليمية -الأندلسية- التي تحتوي على كلمات مشتقة من اللغة العربية، مما يعكس فترة الحكم المغربي في تلك المنطقة.
في أغلب الأحيان نجد صعوبة في دراسة الثقافات تاريخيًا بشكل عام، ولكن من أفضل الوسائل للتعرّف على ثقافة منطقة الأندلس هو الرجوع إلى مؤثرين وعمالقة الثقافة فيها، ومن هؤلاء العمالقة رجلًا مسلمًا عاش فيها في العصور الوسطى، والذي كان يطلق عليه "زرياب" واسمه أبو الحسن ، وقد كان له تأثير في كل شيء ابتداءً من الموضة، إلى الطعام، والموسيقى، والشعر، وحتى النظافة، إلى أن أصبح رمزًا ثقافيًا في ذلك الوقت، ولا يزال تأثيره ملموسًا إلى الآن، وقد تمتع بالصوت الغنائي الجميل، وقد لُقّب بلقب زرياب بسبب بشرته الداكنة، والذي يعني بالعربية "الطائر الأسود".
كان زرياب فنانًا عُرف في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في بغداد، وعمل في البلاط الملكي كموسيقي، بعدها انتقل إلى العمل بعد أن دعاه حاكم الأمير الأموي في إسبانيا، وبسبب مواهبه العظيمة نقله وجعله جزءا من الديوان الملكي في قرطبة، عندها تمتع بسيطرة وتأثير كبير على التطور الثقافي للأندلس.