من ماذا خلقت الحيوانات
من ماذا خلقت الحيوانات؟
خلق الله -سبحانه وتعالى- السماوات، وجعل فيها الملائكة تسبحه وتحمده وتقدس له، وخلق الأرض وجعل الإنسان مستخلفًا فيها، وخلق حول الإنسان الحيوانات، وجعل منها ما يدب على الأرض، ومنها ما يحلق في السماء، ومنها ما يسبح في البحار، وهذه الحيوانات أمم وقبائل وأنواع وأشكال مختلفة، وتتكاثر كما يتكاثر بنو آدم، وهي أعداد هائلة لا يحصيها إلا الله -تعالى-.
أمّا عن المادة التي خلقت منها الحيوانات، فإن للعلماء عدة آراء في ذلك، نبينها من خلال النقاط الآتية:
- من العلماء من قال بأنّ الحيوانات خلقت من الماء، فإن أصل كل المخلوقات من ماء، والمراد بالماءِ هنا النطفة التي تخلق منها الحيوانات وهي المني، وذلك لقوله -تعالى-: (والله خَلَقَ كُلَّ دابة مِّن ماء).
- ومن العلماء من قال إن المقصود بالماء المذكور في الآية السابق ذكرها ليس النطفة التي تخلق منها الحيوانات، ذلك لأنّه هناك من الحيوانات ما يتولد من غير النطفة، وذلك مثل دودِ الأرض ودود الخل والفاكهة، وعلم بذلك أنّ أصلها المطلق الماء، ولكن ليست كلها تتوالد من النطفة.
- ذكر بعض العلماء أنّ الحيوانات خلقت في الجنة ثم أنزلها الله -تعالى- إلى الأرض، وذلك لقوله -تعالى-: (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ).
- ذكر بعض العلماء أن الحيوانات خلقت من تراب، واستدلوا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يُحشرُ الخلائقُ كلُّهم يومَ القيامةِ والبهائمُ والدوابُّ والطيرُ وكلُّ شيءٍ فيبلغُ من عدلِ اللهِ أن يأخذَ للجمَّاءِ من القرْناءِ ثم يقول كوني ترابًا فذلك حين يقول الكافرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا).
خلق الإبل من الجن
ورد في بعضِ الأحاديث الصحيحةِ أنّ الإبل خلقت من الجن، لذلك حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة في أماكن عيش الإبل، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (لا تُصَلُّوا في عَطَنِ الإبِلِ؛ فإنَّها مِنَ الجِنِّ خُلِقَتْ، ألَا تَرَوْنَ عُيونَها وَهَيئَتَها إذا نَفَرَتْ؟ وَصَلُّوا في مَراحِ الغَنَمِ؛ فإنَّها هي أقرَبُ مِنَ الرَّحمةِ).
الحكمة من خلق الله للحيوانات
إن لخلقِ الحيوانات حكم عظيمة، فلم يخلق الله شيئًا عبثًا، ومن هذه الحكم ما يأتي:
- أنها تسبح بحمد الله -تعالى-، وأنها طائعة له، ومنها ما هو ساجد لله وهي كذلك حتى تستكمل آجالها، وهذه من أعظم حكم خلق الحيوانات، فكل المخلوقات خلقت لعبادة الله وحده لا شريك له.
- بيان عظمة إعجاز الله -تعالى- في خلقه، فبالنظر إلى الحيوانات فكل واحد منها معجزة في خلقه، ومعجزة في طريقة تكاثره وحياته، كما أن وجودها يحمل حكمًا متعددة كمنع طغيان جنس من الحيوانات على الآخر.
- خلق الله -تعالى- الحيوانات ليكون فيها منافع للناس، وذلك مثل الغنم والبقر وما فيهما من منافع بأكل لحومها، والانتفاع بلبنها، وأصوافها، وجلودها، فهي مسخرة للإنسان ينتفع بها بما أحله الله له.
- بيان عظيم حكمة الله وتدبيره، فكل حيوان له وظيفة تبين أن الكون كله مخلوق بدقة وحكمة عالية لا يتصورها العقل البشري، وبما يحقق التوازن على الأرض.
- إن الحيوانات آيات ناطقة، وتعين على تعزيز اليقين لدى المؤمن، فالميكروبات مخلوقات عظيمة وهائلة الكثرة، وفيها من المعجزات الكثير مما توصل إليه الإنسان، ورأى فيه عظمة الخالق وخلقه.