من علامات حضور ملك الموت
من علامات حضور ملك الموت
توجد العديد من العلامات التي تظهر على الإنسان بحُضور ملك الموت إليه لقبض روحه، ومنها:
علامات ورد فيها دليل
- شُخوص بصره:
أي الانفتاح الشديد في العينين، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ).
- سكرات الموت:
وهذه السكرات تختلف من شخصٍ لآخر ، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ)،
والكافر تخرُج روحه بشدّةٍ وصُعوبة، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (يجيءُ ملَكُ الموتِ حتَّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتُها النَّفسُ الخبيثةُ اخرجي إلى سخطِ اللهِ وغضَبِه فتتفرقُ في أعضائِه كلِّها فينزِعها نزعَ السَّفُّودِ من الصُّوفِ المبلولِ فتتقطُّعُ بها العروقُ والعصبُ).
- البشارة التي يأتي بها ملك الموت:
البشارة التي يأتي بها عندما يجيء للمؤمن لقبض روحه، فيُقرِئه السّلام من ربِّه، ويُبشّرهُ بالمغفرة والجنّة، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).
ويُبشّر الكافر بالنّار والعذاب، لقوله -تعالى-: (وَلَو تَرى إِذِ الظّالِمونَ في غَمَراتِ المَوتِ وَالمَلائِكَةُ باسِطو أَيديهِم أَخرِجوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهونِ بِما كُنتُم تَقولونَ عَلَى اللَّـهِ غَيرَ الحَقِّ وَكُنتُم عَن آياتِهِ تَستَكبِرونَ).
- قبْض ملك الموت للرّوح:
إذ يقبضها بعد وُصولها إلى الحُلقومِ من قِبل الملائكة المُعاونون له، لقوله -تعالى-: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ)، ولِقولهِ -تعالى-: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ).
علامات لم يرد فيها دليل
من العلامات الأخرى العامّة التي لم يرد دليل صريح بشأنها، ولكنّ الكثير من العلماء أوردوها في كتبهم ما يأتي:
- انخساف في الصّدغين، أي ارتخاء فكّهُ السُفليّ، مع ارتخاء الأعضاء بشكلٍ عام، ومَيل الأنف باتّجاه اليمين أو الشمال، وانفصالٍ في كفّيه، ورجليه، وهُدوء القلب، وتمدّدٌ في جلدة وجههِ.
- التوقّف عن التنفس، وانفراج في الشّفتين.
- بدء ملك الموت ومن معه من الملائكة بأخذ الروح من القدم اليُمنى.
هل لملك الموت أعوان في قبض الأرواح؟
بيّنَ الله -تعالى- أن لِملك الموت أعواناً يكونون معه عند قبض الرّوح، فقال -تعالى-: (حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ)، وقيل إنَّ ملك الموت يَقبض الرّوح ثُمّ يُرسلها إلى ملائكة الرّحمة إن كان صاحبها مؤمناً، ويُرسلها إلى ملائكة العذاب إن كان صاحبها كافراً.
ورَوى ابن كثير عن ابن عباس -رضيَ الله عنه- في تفسيره لقوله -تعالى-: (تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ) أنَّ الملائكة يكونون مع ملك الموت يأخذون الرّوح من الجسد إلى الحُلقومِ، ثُمّ يتولّى ملك الموت قبضها بعد ذلك، أنَّ الملائكة يكونون مع ملك الموت يأخذون الرّوح من الجسد إلى الحُلقومِ، ثُمّ يتولّى ملك الموت قبضها بعد ذلك،
هل يرى المحتضر ملك الموت؟
يرى الإنسان الملائكة الذين يقبضون روحه، ويرى كذلك ملك الموت، كما أنّهُ يَعرف مصيره إلى الجنّة أو النّار، لِقولهِ -تعالى-: (الَّذينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبينَ يَقولونَ سَلامٌ عَلَيكُمُ ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلونَ).
فيرى المُحتِضر الملائكة وهي تنزل، ويُشاهدُهم وهم يتحدّثون عنده ومعهم الأكفان والحنوط، وقد يُسلِّمون عليه، ويردّ عليهم إمّا بقلبه أو بلفظه أو بالإشارة، والدّليلُ على ذلك، تبشير الملائكة للمؤمن، وتأنيبهم للكافر.
وذهب بعضُ العُلماء إلى عدم وُجود الدّليل الصّريح الذي يدُلّ على مُشاهدة المُحتضِر لِملك الموت، ولكن قد يَخصّ الله -تعالى- بذلك بعض عِباده، فقد رُوي أنَّ الملائكة تأتي المؤمن بصورة حسنة، وللكافر بصورة سيّئة، وجاء عن الإمام القُرطبيّ أنّهُ قد يُكشف للمُحتضِر بعض المشاهد ويُحدّثُ بها من حوله.