من صاحب قصة دعاء الكروان
من هو مؤلف قصة دعاء الكروان؟
دعاء الكروان هي رواية كتبها الأديب المصري المعروف طه حسين ، وهو طه بن حسين بن علي بن سلامة، أديب من أدباء مصر الكبار المعروفين، ومن الذين أحدثوا ضجيجًا في أروقة عالم الأدب العربي.
ولد طه حسين في صعيد مصر، في قرية الكيلو في مغاغة في محافظة المنيا عام 1889م، أصيب بمرض الجدري، وهو في سن الثالثة من العمر، فأدّى ذلك إلى فقدانه البصر، وقد بدأ تعليمه مثل معظم أهل عصره، إذ إنه التحق بالدراسة في الأزهر الشريف سنة 1902م حتى عام 1908م، وانتقل بعدها إلى الجامعة القديمة؛ ليكمل دراسته فيها.
تخرّج عام 1914م في الجامعة القديمة، ونال أوّل شهادة دكتوراه، من الجامعة نفسها، وكانت بعنوان "ذكرى أبي العلاء"، ثم سافر بعد ذلك إلى باريس؛ ليتابع دراسته في جامعة السوربون، وتخرّج فيها عام 1918م؛ وعاد بعدها إلى مصر وعمل في الصحافة، وحاضر في الجامعة في كليّة الآداب.
تدرّج طه حسين بعد ذلك في المناصب، فشغل منصب عميد كلية الآداب، ثمّ وزير المعارف، وخلال مدّة تسلّمه الوزارة، جعل التعليم الثانوي والفني مجانيًّا لأبناء مصر، إضافةً لمناصبه السابقة، فقد كان عضوًا مُراسلًا في مجمع اللغة العربية في دمشق -المجمع العلمي العربي سابقًا-، ثمّ صار رئيسًا للمجمع اللغوي في مصر.
خلّف طه حسين وراءه كتبًا كثيرة ، منها:
- حديث الأربعاء.
- في الأدب الجاهلي.
- في الشعر الجاهلي.
- الأيام.
- على هامش السيرة.
- قادة الفكر.
- مع المتنبي.
- مع أبي العلاء في سجنه.
- فلسفة ابن خلدون.
- أحاديث.
- مستقبل الثقافة في مصر.
- دروس التاريخ القديم.
- علي وبنوه.
- رحلة الربيع والصيف.
عيّنته جامعة الدول العربية، رئيسًا للجنة الثقافية التابعة للجامعة، وأدارها مدّة حاول خلالها أن يؤسّس دائرة معارف عربية، ولكنّه لم ينجح، وتوفي في القاهرة عام 1973م.
ما هي قصة دعاء الكروان؟
دعاء الكروان هي رواية صدرت عام 1942م، كتبها طه حسين، وجاءت في نحو 164 صفحة، من القطع المتوسط، كما جاءت عن دار المعارف، ولاحقًا طبعتها مؤسسة هنداوي في نحو 136 صفحة.
كتب طه حسين الإهداء في هذه الرواية، إلى عباس محمود العقّاد الاديب المصري المعروف، وقد ألهمت هذه الرواية الشاعر اللبناني خليل مطران؛ ليكتب فيها قصيدة استلهمها من أحداث الرواية، وقد وضعها طه حسين، في صدر الرواية في الطبعات اللاحقة.
رواية دعاء الكروان من الروايات النفسية، التي تتحدّث عن خلجات النفس البشرية، وتصفها بطريقة عميقة تضطرب مع النفس وتسكن معها، وتعالج بعض العادات والقيم الاجتماعية، من خلال اعترافات تفصح عنها بطلة الرواية، والراوية في نفس الوقت: وهي سعاد.
تدور أحداث الرواية حول فتاة اسمها سعاد هي بطلة الرواية المطلقة، تنتقل مرغمةً من الريف إلى المدينة، برفقة أمّها وأختها بعد مشكلات تسبب بها، والدهم في تلك القرية، وفي المدينة توجهوا إلى بيت لأسرة ثريّة ليعملوا فيها.
هناك في بيت الأثرياء، حدث أمر جعل حياة الأسرة تمرّ بأزمة كبيرة؛ والسبب هو أنّ شقيقة سعاد واسمها هنادي، قد وقعت في حب مهندس شاب، ابن صاحب المنزل الثري وحملت منه، بعد أن أفسد حياتها وأغواها على طريقة الغرب، الذين درس عندهم، وأخذ منهم بعض العادات السيّئة.
تتصل الأم مع شقيقها؛ ليعودوا إلى الريف، فيقرر الأخ أن يقتل ابن أخته؛ ليمحو عنه وعن أسرته العار، الذي حدث، فيقتلها وهم في طريق العودة، أمام أعين أختها سعاد وأمها، فيُحدِث هذا الأمر في نفس سعاد كثيرًا من الحزن والأسى والألم، فتهرب من القرية وتعود إلى المدينة، وفي ذهنها أن تنتقم لأختها.
تعود سعاد إلى البيت، الذي عملت فيه وهي مصممة على قتل ذلك المهندس، الذي دمّر حياة أختها وتسبّب في إنهاء حياتها، ولكنّ الذي يحدث، عكس ما توقعت سعاد، فقد تلاشى كرهها لهذا المهندس شيئًا فشيئًا، وحلّ مكان الكره شعور الحب، ولكنّها لم تمكّنه من نفسها، حتى أجبرته على الزواج بها؛ لتنتهي الرواية.
فيلم دعاء الكروان
تحوّلت رواية دعاء الكروان، فيما بعد إلى فيلم حمل الاسم نفسه، وصُوّرت معظم أحداثه في الاستراحة الخاصة، بطه حسين في قرية تونة الجبل التابعة لمركز الملوي، في المنيا في صعيد مصر، وقد أنتج عام 1959م، تدور أحداث الفيلة حول آمنة -سعاد في الرواية- التي تهرب من القرية مع أهلها إلى المدينة، بعد مقتل والدها بتُهم مشينة.
تعيش الأسرة في المدينة، ويغوي مهندس شاب ابنتهم هنادي؛ فيعاشرها وتحبل منه، فيقتلها خالها ويدّعي أنّها ماتت بالوباء، وتعود آمنة مرة أخرى إلى بيت المهندس الشاب؛ لتقتله ولكنّها تقع في غرامه؛ فيتزوّجها في نهاية الفيلم.
الفيلم من بطولة فاتن حمامة، وأحمد مظهر، وأمينة رزق، وزهرة العلا، وعبد العليم خطّاب، وميمي شكيب، وقد ترشّح الفيلم لجائزة الأوسكار، ووصل إلى القائمة النهائية المكونة: من خمسة أفلام، ونال المرتبة 14 بين أفضل 100 فيلم مصري، على مدى قرن من الزمن، ونالت فاتن حمامة جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم.