من الذي رمى الكعبة بالمنجنيق
الكعبة
تعتبر الكعبة المسجد الحرام أول بيتٍ وضع للناس في الأرض، ولا شك بأنّ مكانتها في الإسلام لا تخفى على أحد، فهي أعظم المساجد التي تشد الرحال إليها، وهي القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم، وهو المسجد الذي تضاعف فيه الحسنات، فالصلاة فيه تعدل مئة ألف صلاة عما سواه من المساجد.
تعرضت الكعبة عبر مراحل التاريخ المختلفة إلى إساءةٍ بالغة، وانتهاك لحرمتها حينما رميت بالمنجنيق أكثر من مرة، فقد اتخذ عدد من الولاة والخلفاء الأحداث والفتن التي عصفت بالمسلمين في مرحلةٍ معينة من مراحل التاريخ ذريعة لاستهداف من كان يلوذ بهذا البيت الحرام الذي أمر الله بتعظيمه.
مرات رمي الكعبة بالمنجنيق
المرة الأولى
رميت الكعبة بالمنجنيق في سنة 64 للهجرة عندما تولى يزيد بن معاوية الخلافة بعد وفاة أبيه سنة 60 للهجرة، وحينما بويع له بالخلافة امتنع عن مبايعته عددٌ من الصحابة منهم عبد الله بن الزبير، وقد بعث يزيد إلى واليه على المدينة حتى يأخذ من لم يبايع أخذاً شديداً، إلّا أنّ عبد الله بن الزبير أصر على موقفه وتعنت ولاذ بالحرم حتى سمي بعائذ الحرم، وقد أمر الخليفة الأموي باستخدام القوة معه فقام الحصين بن نمير أحد قادة الأمويين بنصب المنجنيق وضرب الكعبة حتى احترق جزءٌ من جدارها، وبعد وفاة الخليفة عادت تلك الحملة العسكرية إلى الشام دون أن تحقق هدفها في القبض على عبد الله بن الزبير.
قام عبد الله الزبير بعد هذه الحادثة بهدم الكعبة وإعادة بنائها على أسس إبراهيم عليه السلام، ذلك أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يرغب في إعادة بنائها وأن يدخل الحجر في البيت ولكنه لم يفعل ذلك لأنّ قومه كانوا حديثي عهدٍ بالجاهلية.
المرة الثانية
تعرضت الكعبة للرمي بالمنجنيق في سنة 73 للميلاد وتحديداً في عهد الخليفة الأموي عبد الله بن مروان، حيث قرر الخليفة في مرحلةٍ من مراحل القوة التي مرت بها الدولة أن يسير حملة عسكرية لإخضاع مكة والمدينة التي كانت تحت سلطان الزبيريين، فكلف أحد قادته ويدعى الحجاج بن يوسف الثقفي للتوجه بجنده إلى مكة المكرمة للقضاء على ثورة ابن الزبير، فقام الحجاج بنصب المنجنيق على جبل أبي قبيس ثم رمي الكعبة، فكانت نتيجة هذا الأمر القضاء على ثورة ابن الزبير وقتله. وقد أعاد الحجاج بعد هذه الحادثة بأمر الخليفة بناء الكعبة وفق ما كانت عليه أيام الرسول عليه الصلاة والسلام.