من أشهر شعراء الغزل عند العرب؟
عنترة بن شداد
عنترة بن شداد هو: عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي، واحد من أهم شعراء العرب في العصر الجاهلي (فترة ما قبل الإسلام)، ولد عام 525م، وتوفي عام 608م، اشتهر بنوعين من الشعر هما: شعر الفروسية نظرًا لأنّه كان من أشهر فرسان العرب، وشعر الغزل العفيف لحبيبته "عبلة"، كما اشتهر عنترة بأنه شاعر المعلقات.
عُرف عن عنترة نبل أخلاقه رغم ما لاقاه من سوء معاملة واضطهاد في قومه، بسبب لون بشرته الذي ورثه عن أمه الحبشية، لكنّهم اعترفوا به كواحد منهم في النهاية بسبب شجاعته وفروسيته، وقد عاش طويلًا وتُوفّي قبل الهجرة باثنين وعشرين عامًا، واشتهر بحبه العفيف الطاهر لعبلة ابنة عمه التي كتب لها الكثير من قصائد الحب، ومن أشعاره:
فَيا لَيتَ أَنَّ الدَهرَ يُدني أَحِبَّتي
:::إِلَيَّ كَما يُدني إِلَيَّ مَصائِبي
وَلَيتَ خَيالًا مِنكِ يا عَبلَ طارِق
:::يَرى فَيضَ جَفني بِالدُموعِ السَواكِبِ
سَأَصبِرُ حَتّى تَطَّرِحني عَواذِلي
:::وَحَتّى يَضِجَّ الصَبرُ بَينَ جَوانِبي
مَقامُكِ في جَوِّ السَماءِ مَكانُهُ
:::وَباعي قَصيرٌ عَن نَوالِ الكَواكِبِ
امرؤ القيس
اسمه كاملًا هو: امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر، من قبيلة يمنية تدعى "كندة"، كانت تقيم غرب حضرموت في فترة ما قبل الإسلام، لا يوجد تاريخ محدد يقينًا لميلاده ووفاته، لكن يُقال إنه ولد 497م وتوفي عام 545م تقريبًا، وقد كان منذ صغره طفلًا ذكيًا حاضر الذهن، نشأ في ترف وأخذ يردد الشعر الذي يصف به عواطفه وأحلامه، عرف عنه ولعه بالنساء وكان يقول فيهم الشعر الماجن، مما أدى إلى طرده من قبل والده، ومن أشعاره:
أَمِن ذِكرِ سَلمى إِذ نَأَتكَ تَنوصُ
:::فَتَقصِرُ عَنها خُطوَةً وَتَبوصُ
وَكَم دونَها مِن مَهمَهٍ وَمَفازَةٍ
:::وَكَم أَرضُ جَدبٍ دونَها وَلُصوصُ
تَراءَت لَنا يَومًا بِجَنبِ عُنَيزَةٍ
:::وَقَد حانَ مِنها رِحلَةٌ فَقُلوصُ
عروة بن حزام
عروة بن حزام بن مهاصر، واحد من بني حزام بن ضبة بن عبد بن كبير بن عذرة، لم تذكر لنا المصادر شيئًا دقيقًا عن ميلاده ووفاته، لكن يقال إنّه مات في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- سنة 30 للهجرة تقريبًا، عاش عروة ومات وهو يحبّ ابنة عمه "عفراء" التي كانت مشهورة بجمالها وأدبها وفصاحتها؛ حيث تربى معها منذ الرابعة من العمر، وحينما كبر طلب من عمه أن يزوجها له فوافق، فذهب عروة إلى الشام ليكسب بعض المال، فجاء ابن أخ آخر ورأى عفراء وطلب من عمه تزويجها له فوافق، ولما علم عروة بهت ومرض ومات، فراحت تنعيه على قبره بأبيات شعرية فماتت ودُفنت بجواره،، ومن أشعاره فيها:
أَلا أَيُّها الواشي بِعفراءَ عندنا
:::عَدِمْتُكَ مِنْ واشٍ أَلِسْتَ تراني
أَلَسْتَ ترى لِلْحُبِّ كيف تخَلَّلَتْ
:::عَناجيجُهُ جسمي وكيف بَراني
لَوَ أَنَّ طبيبَ الإنْسِ والجِنِّ داويا
:::الذي بيَ من عفراءَ ما شَفياني
الأعشى
الأعشى ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الحصن بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، واحد من كبار شعراء العصر الجاهلي، اشتهر بأشعاره في الهجاء والمدح، حيث يقال إنّه ما مدح أحدًا في أشعاره إلا رفعه، وما هجا أحدًا فيها إلا وضعه، ولد عام 570م، ويقال إنه توفي عام 625م ومصادر أخرى تقول 629م، وقد اشتهر الأعشى بشعره الماجن الصريح في الغزل عند وصف محبوباته،، ومن أبرز الأبيات:
خالَطَ القَلبَ هُمومٌ وَحَزَن
:::وَاِدِّكارٌ بَعدَما كانَ اِطمَأَنّ
فَهوَ مَشغوفٌ بِهِندٍ هائِمٌ
:::يَرعَوي حينًا وَأَحيانًا يَحِنّ
بِلَعوبٍ طَيِّبٍ أَردانُها
:::رَخصَةِ الأَطرافِ كَالرِئمِ الأَغَنِّ
وَهيَ إِن تَقعُد نَقًا مِن عالِجٍ
:::وَإِذا قامَت نِيافًا كَالشَطَن
يَنتَهي مِنها الوِشاحانِ إِلى
:::حُبلَةٍ وَهيَ بِمَتنٍ كَالرَسَن
المرقش الأكبر
المرقش الأكبر هو عوف بن سعد بن مالك ابن ضبيعة بن بني بكر بن وائل، واحد من فحول شعراء الجاهلية، وُلد في اليمن ونشأ وتربّى في العراق، عرف بشجاعته وحبه البريء العذري لابنة عمه "أسماء"، وقد كتب الكثير من الأشعار فيها، ومات قهرًا بعد أن تزوجت برجل آخر من بني مراد نحو عام 552م، ومن أجمل الأبيات التي قالها فيها:
وإذا ما سَمعتِ من نحوِ أرضٍ
:::بِمُحِبٍّ قد ماتَ أَو قِيلَ كادا
فاعْلَمِي غيرَ عِلْمِ شَكٍّ بأنِّي
:::ذاكِ وأبْكِي لِمُصْفَدٍ أَنْ يُفادى
أو تناءت بك النوى فلقد قدتِ
:::فؤادِي لحينه فانقادا
ذاك أنِّي علقت منك جوى الحبّ
:::وليدا فزدتُ سنّاً فزادا
زهير بن أبي سلمى
زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رياح بن قرط بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن هرمة بن لأم بن عثمان بن مزينة، ولد عام 530م تقريبًا في بني غطفان ونشأ وترعرع بينهم، وتزوج منهم مرتين، المرة الأولى كانت من أم أوفى، وتطلقا بعد أن مات أولاده منها، والزيجة الثانية كانت من كبشة بنت عمار الغطفانية، وأنجب منها ولدين هما كعب وبجير وكلاهما شعراء، وقد توفى زهير قبل بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بوقت قليل بين عامي 611م و627م وقد كان زهير راجح العقل ذو بصيرة وسداد رأي، وتميز شعر الغزل عنده بأنه عفيف، فلم يكن شاعرًا ماجنًا عابثًا كغيره أمثال الأعشى وامرؤ القيس، ومن أشعاره:
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
:::بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
:::مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
:::وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
:::فَلَأيًا عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
أَثافِيَّ سُفعًا في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
:::وَنُؤيًا كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
طرفة بن العبد
طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، واحد من أشعر شعراء الجاهلية، ولد طرفة في بادية البحرين، وتنقل في أنحاء نجد، تميز شعره بالحكمة، وكان يتقن الهجاء غير الفاحش، وقُتل بسبب هجائه لعمرو بن هند وأخيه قابوس نحو 550م أو 552م وهو ابن 20 أو 26 سنة، واشتهر شعر الغزل لديه في وصف الحبيبة وجمالها، ثم البكاء على الأطلال ووصف الفراق، ومن أشعاره:
لِخَولَةَ أَطلال بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
:::تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفًا بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
:::يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
:::خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
المنخل اليشكري
المنخل بن مسعود بن عامر من بني يشكر، هو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، اشتهر بحبه لهند "أخت عمرو بن هند"، وقال فيها الشعر، كما اتهموه بأنه كان على علاقة بامرأة النعمان ابن المنذر، وأن ولدا النعمان إنما هما ولداه، وكانوا أيضًا يتهموه بأنه على علاقة بامرأة عمرو بن هند، وقد اختلف الرواة في تاريخ ولادته وموته، ويقال إنّه قُتل وهو ابن 23 عامًا، حيث كانت فترة حياته بين 580م لـ603م، أو بين 584م لـ607م، وفي الغالب التاريخ الأخير هو الأصح، ومن أشعاره:
إِن كُنتِ عاذِلَتي فَسيري
:::نَحوَ العِرقِ وَلا تَحوري
لا تَسأَلي عَن جُلِّ ما
:::لي وَاِنظُري كَرَمي وَخيري
وَفَوارِسٍ كَأُوارِ حَرر
:::النارِ أَحلاسِ الذُكورِ
شَدّوا دَوابِرَ بَيضِهِم
:::في كُلِّ مُحكَمَةِ القَتيرِ