مميزات ومبادئ نظام الحكم في الإسلام
تعريف نظام الحكم ومصادر التشريع
هي مجموعة من القواعد والأحكام التي تخصّ الحاكم، وطريقة اختياره، وعلاقة الناس به، ومنصبه وأهداف الحكم، ويكون الحكم بناءً على المصادر التشريعية، مثل: القرآن الكريم، والسنة النبوية، و الإجماع المبني على اتفاق مجموعة من العلماء، والحكام، والأمراء، والمختصين من التجار، والسياسيين، والصناع، ممن لديهم القدرة على النظر في شؤون الناس ومصالحهم أو اجتهاد العلماء، وإذا حصل خلاف بين العلماء أو غيرهم يعرض الخلاف على القواعد والمبادئ المشتقة من القرآن والسنة، بشرط ألا يخالف الأحكام القطعية وأن يتفق مع مقاصد الشريعة.
مميزات ومبادئ نظام الحكم في الإسلام
لنظام الحكم الإسلامي ميزات ومبادئ، فيما يأتي ذكرها:
- الشورى : فيجب على الإمام أن يشاور من حوله من أهل الشورى في الأمور الدينية والدنيوية، لقوله تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ).
- العدل والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات: حيث قال تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ).
- حفظ الكرامة وحمايتها: فلا يجوز إهدار كرامة أحد، أو إهانته أو قتله إلا بحقّ، سواء كان مسلماً أو كافراً، لقوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).
- الحرية: فحرية الرأي والفكر جزء من الدين، والإكراه مرفوض شرعاً، كما أن الحرية تتلازم مع الكرامة، وقد رغّب الإسلام على حرية الرأي والفكر والقول، وحثّ على ذلك.
- رقابة الأمة والحاكم بعضهم لبعض: فالحاكم مراقب من قِبل رعيته، فإن حَكَم الناس بما يرضي الله وجبت طاعته، وإلا يُعزل ويُعيّن غيره، فالحاكم مسؤول عن رعيته، يجب أن يحكم بينهم بما يرضي الله ورسوله، قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّـهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم وَأَنتُم تَعلَمونَ).
مقاصد نظام الحكم في الإسلام
عند الكلام عن الخلافة يُقال إن سبب وجود الخلافة هو حراسة الدين وسياسة الدنيا، وهي ذاتها مقاصد نظام الحكم، فيما يأتي بيانها:
حراسة الدين
وتشتمل حراسة الدين على حفظ الدين وتنفيذه:
- حفظ الدين: يكون حفظ الدين بالأمور التالية:
- الحفاظ على معاني الدين وحقائقه، وتبليغ الناس بها كما وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دون تغيير؛ لأن التغيير جزء من الابتداع المذموم ولا يجوز لأحد أن يبتدع بالدين سواء كان مسلماً أو لا؛ لأن المسلم لا يحقّ له ذلك، وكذا غير المسلم لا يحق له ذلك؛ لأنه مخالف لعقد الذمة.
- حماية حدود الدولة، وتحصينها بالجيوش والأسلحة، حتى لا تُهاجم من أحد فجأة، ويحصل سفكٌ للدماء، وهذا جزء من حفظ الدين ؛ لأن سيطرة الكفار على الدولة المسلمة سبب في ضياع الدين، وطمس المعتقدات.
- تنفيذ الدين: يكون تنفيذ الدين بالأمور التالية:
- تطبيق الأحكام الإسلامية في المعاملات والعلاقات.
- الالتزام بأوامر الله، والابتعاد عن نواهيه.
- إزالة المنكرات والمفاسد من المجتمع.
سياسة الدنيا بالدين
أي أن الدنيا يتم تسييرها وفق الدين، فالدولة والأمة وشؤون الحياة تسير وفق قواعد الشريعة ومبادئها بشكل يحقق المصالح ويصرف المفاسد، وتكون السياسة الشرعية من خلال الأوجه التالية:
- تحقيق العدل بين الناس: فالعدل أساس قيام الدولة، ويعني إعطاء كل ذي حق حقه، وعدم تكليفه بما لا يطيق، وعدم سلب أمواله، وهذا يتطلب وجود أعوان للحاكم لعدم قدرته على فعل كل شيء، ويجب أن يتصف هؤلاء بالصدق والأمانة؛ لأن ذلك يحمي حقوق الناس، وعلى الإمام مراقبة موظفيه.
- تحقيق الأمن والاستقرار: ويكون ذلك بتطبيق العقوبات على جميع الناس دون استثناء حتى يتحقق الأمن.
- توفير ما يحتاجه الناس: ويكون ذلك بتوفير الحاجات التي يحتاجها الناس للصناعات، والحرف والعلوم، وهذه من فروض الكفاية .
- استثمار خيرات البلاد: وذلك باستغلال الموارد التي فيها تحقيق العيش الكريم، وتكون نفقات ذلك من بيت المال .