تعلم فن الرد
يتعرض الكثير منا إلى المواقف الحياتية والتي قد تكون محرجة في بعض الأحيان، وغالباً ما تستلزم هذه المواقف التي نتعرض إليها من قبل الأشخاص إلى ردود مختلفة، ولكن قد يفاجأ الشخص بعدم قدرته على الرد مباشرة في حال حدوث الموقف أو تعرضه له، وقد يستذكر طريقة الاستجابة للموقف الذي يتعرض له لاحقاً وبعد فوات الأوان، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على طريقة تعلم فن الرد في الوقت المناسب.
الفرق بين الاستجابة ورد الفعل
يمكن إيجاد الفرق بين رد الفعل والاستجابة للموقف من خلال المفهوم؛ حيث يمكن تعريف رد الفعل بأنه قرار عاطفي بحت، ولا شعوري، كما يتم اتخاذه دون التفكير بالعواقب والآثار التي قد تنتج عنها، بالإضافة إلى افتقار تلك الردود للطافة واللباقة والتي عادة ما تنهي العلاقة الودية بين الأشخاص، أما الاستجابة للموقف فيمكن تعريفها بالجهد الواعي والمبذول من قبل الشخص للتراجع خطوة إلى الوراء عند حصول الموقف وأخذ نفس عميق قبل أي إجراء محتمل، بالإضافة إلى التفكير الجيد في الحلول المتاحة في وقت بسيط جداً للرد بالطريقة المثلى وهو ما يسمى بفن الرد.
خطوات فن الرد
يوجد العديد من الخطوات التي يمكن من خلالها تعلّم فن الرد والكلام بصورة جيدة، ومنها ما يأتي:
إبقاء التفكير صافياً ومستقيماً
حيث غالباً ما يحدث تشويش في تلقي الحديث ووصوله إلى الدماغ وتحليله ثم الرد على الكلام سريعاً؛ لذا تعد أول خطوة في تعلم فن الرد هو محاولة التفكير جيداً قبل التفوه بأيّ شيءٍ؛ وذلك بهدف تنظيم الأفكار وانتقاء المناسب منها واستخدامها مباشرة في الرد عندما تكون الفرصة مناسبة.
السرعة في اتخاذ القرار
وهذا يعني أنه كلما كان الشخص سريعاً في اتخاذ القرارات الصحيحة، كلما زاد نجاح التطبيق ضمن مجموعة واسعة من المواقف، وكلما استغرق الشخص وقتًا أطول لتحديد الخطوة الصحيحة، كلما زاد احتمال فشل هذه الخطوة، وعند الاستجابة للمواقف يجب أن يصل القرار الصحيح إلى الذهن على الفور؛ حتى قرار عدم التصرف يجب أن يكون خيارًا وليس نتيجة للتردد.
ويعد اتخاذ قرارات سريعة أمرًا بالغ الأهمية في المواقف؛ وذلك لأن الردود السريعة والقصيرة دائمًا ما تكون أقوى من البطيئة والطويلة، حيث غالباً ما تحرز الردود الأصغر والأسرع تقدمًا أكبر في المواقف من الردود الكبيرة والبطيئة؛ وذلك نظرًا لأن الفرص المتاحة في الرد غالبًا ما تفتح للحظة واحدة وبسيطة، ويجب أن يدركها الفرد على الفور.
الوعي بالحدث أو الموقف
نتعرض في يومنا الواحد إلى عدد لا يحصى من المواقف التي قد تكون متمثلة في نظرة، أو كلمة، أو حديث أو غيرها، وقد نجد أشخاصاً مبدعين في الردود عند تعرضهم للمواقف وذلك بسبب ما يسمى الوعي بالحدث أو الموقف، والذي يتضمن تكيّف الشخص مع واقعه وأحداث يومه المحتملة وتهيئة وتدريب نفسه للرد على تلك المواقف؛ حيث تتكون المواقف من مجموعة من الشروط المحددة، وعند تكيف الشخص ومعرفته ووعيه لهذه الشروط يصبح قادراً على الرد والاستجابة الفورية للموقف الذي يحدث والذي تم حفظه سابقاً في ذكرة الشخص.
تجنب الصراع
من الجوانب الهامة للاستجابة للموقف الذي يتعرض له الشخص هو القدرة على تجنب الصراع؛ وذلك لأن ثمن الصراع غالباً ما يكون مكلفاً، ويؤدي إلى انقطاع تام في العلاقة مع الشخص المقابل، وإذا قام الشخص بإعداد المواقف التي قد يتعرض لها بحيث تكون جميع العناصر في صالحه، فإنه يمنع الناس من مهاجمته، وتجعل من المرجح أن ينضم الآخرون إليه.
تجنب التعليق على أي كل شيء
يجب على الشخص تجنّب التعليق على كل شيء يقال أمامه والحرص على تجنّب الرد في كلّ المواقف، حيث إنّ ذلك سيجعله يحظى باحترام أكبر، فإذا تعلم فن الحوار وأتقنه، سيعلم عندئذٍ أنّه من الأفضل أن يقوم بالرد بقوة فقط عندما يكون هناك شيء مهم ليقوله، ذلك أنّ الأشخاص الصامتين في العادة يلفتون الانتباه لدى الآخرين كثيراً في حال كان لديهم شيء مهم جداً ليقولوه.
أمثلة على فن الرد لبعض الاتهامات
يوجد العديد من الأمثلة على فن الكلام والرد على بعض الاتهامات التي يمكن التعرض لها، ومنها ما يأتي:
- أنت تطلق الأحكام على الآخرين، ويمكن الرد عليه كالآتي: (في الحقيقة أنا مثلك مثل أيّ شخص آخر نقوم بالحكم على الآخرين، ولكن المهم حقاً هل أخطأت بإصدار مثل هذا الحكم؟).
- أنت سلبي، ويمكن الرد عليه كالآتي: (أنا مثل أي شخص قد أكون إيجابيّاً في بعض الأحيان وسلبيّاً في أحيان أخرى، لكن المهم حقاً هل أنا سلبي بشكل مناسب للوضع أم أبالغ في ذلك؟).
- أنت دفاعي، ويمكن الرد عليه كالآتي: (أنا مثل أي شخص، لكن المهم حقاً هل دافعت بشكل مناسب في هذا الموقف؟).
- يبدو أنك تحمل بعض الكراهية أو الغضب، يومكن الرد عليه كالآتي: (بالطبع أنا مثل الجميع، لكن السؤال الحقيقي هل الموقف الذي تعرضت له يستحق الشعور بالكراهية أو الغضب؟).