ملخص رواية عائد إلى حيفا
ملخص الرواية
من ذاكرة الوطن يقدم لنا غسان كنفاني صاحب رواية عائد إلى حيفا قصة عائلة فلسطينية عانت كما عانت كل الأسر التي هُجّرت بعد النكبة، هذا ويعتبر غسان كنفاني من ألمع الروائيين العرب في القرن العشرين، من مواليد عكا 1936م، هاجر منها إلى سوريا ثم إلى لبنان ، تم اُغتيل عام 1972م.
عائد إلى حيفا هي خيط من ذاكرة الألم الفلسطينية، ومرآة تعكس صورة التغريبة التي دارت بعلقم كأسها على كل الأسر التي هجّرت قسرًا من أرضها عام 1948م، تدور أحداث الرواية حول أسرة فلسطينية من حيفا: سعيد وصفية وابنهما خلدون ذو الخمسة أشهر، وملخص الرواية في الآتي:
فقدان خلدون
يبدأ القصف فجأة فيثير القلق صفية على زوجها سعيد الذي كان خارج المنزل، فتودع ابنها خلدون عند جارتها وتخرج للبحث عن زوجها، وهنا كانت صفية قد أودعت ابنها ولم تعلم بأنها ودّعته بهذه اللحظة إلى الأبد، وقد كان آخر عهدها به قبلة طبعتها على جبينه وتمسيدة لامست أصابع يده الصغيرة.
تخرج صفية وتعثر على زوجها سعيد إلا أن ازدياد القصف ينأى بهما شيئًا فشيئًا عن حارتهما، ومن زقاق إلى زقاق ومن مدينة في الشتات إلى مدينة أخرى، مر على قلبها الذي تركته نابضًا في البيت وحيدًا عشرين ربيعًا، قلبها الذي قتلته يد الاحتلال لما أعطت البيت والطفل هدية لعائلة يهودية جاءت من الشتات لتجعل من خلدون "دوف" مجندًا في صفوف العدو.
العودة إلى حيفا
تبدأ الرواية من لحظة وصول أبطالها سعيد وصفية إلى حيفا بعد غياب ما يقارب من العشرين عاماً بعد نكبة 1948م ، حيفا التي خلفوها وراءهم بعد الهجرة القسرية جراء الحرب، حيفا التي قالت عنها صفية: لم أتوقع أن أراها ثانية، فأجابها زوجها سعيد: إنك لا ترينها إنهم يرونك إياها.
وعلى شوارعها حيث سارت بهما حافلتهما يعود شريط من الذكريات إلى ذهنيهما، شريط تملؤه الحسرة والشجن، يبدآن بتذكر أشخاص فُقدوا وذكريات لهم بكل مكان فيها، المدرسة، الطفولة، زواجهما، ابنهما خلدون، فتستقر في عيني صفية دمعة.
على أن المأساة الحقيقية لسعيد وصفية تبدأ لما يريان أمامها مجندًا انسلخ عن عربيته تمامًا، بل وأصبح يهوديًا أيضًا، لقد كان هذا بمثابة إطلاق الرصاصة الأخيرة على قلبيهما، نعم، لقد سُرق منهما كل شيء، البيت وخلدون والذكريات، والأهم من كل هذا أنهم سرقوا الوطن .
يعودان من حيث أتيا، فلم يكن من ذلك بد، إلا أن الشعور الذي سيطر على سعيد من تأنيب نفسه على ترك بيته ووطنه وخلدون، سبب جرحًا لن يدمله الزمن، وهنا تتجلى وجهة نظر الكاتب بضرورة التشبث بالوطن وعدم الهجرة منه مهما كلف الثمن، كما أعتقد أن شعور التأنيب هذا راود كل من هاجر وسار خارجًا من بيته في ذلك اليوم المنكوب، عندما أطفأت النساء النار في مواقدهن وخرجن قائلات ما هي إلا ساعات ونعود، وما زلنا نعود.