مكونات جسم البعوضة والامراض التي تنقلها ووسائل مكافحتها
البعوضة
تُعتبر البعوضة من الحشرات الطائرة ذوات الأجنحة، يتغذى معظمها على دم الإنسان والحيوان، والبعض الآخر يتغذى على رحيق الأزهار والنباتات، يُمكن أن نجد بيوض هذه الحشرات داخل ثقوب الأشجار أو على الأغطية البلاستيكية وفي ألعاب الأطفال، لكن أغلبها توجد داخل المياه وعلى أوراق الشجر إذ إنها تحتاج للمواد العضوية الموجودة فيها لتتغذى وتنمو. وتمر البعوضة بأربع مراحل في دورة حياتها وهي البيضة ثم اليرقة ثم الخادرة ثم البالغة، وتعيش أنثى البعوض لأسابيع أو شهور بينما الذكور تعيش حوالي أسبوع فقط.
مكوِّنات جسم البعوضة
يتكون جسم البعوضة من ثلاث أجزاء رئيسية وهي: الرأس، الصدر، والبطن، وفيما يلي تفصيل لكل جزء منها.
الرأس
يتشابه شكل الرأس ومكوناته لكل من أنثى البعوض والذكر، فكلاهما ذو رأس مستدير وعيون مركبة تحتوي على مئات أو آلاف العدسات التي تَسمح لها بالرؤية الدقيقة، وكلا رأسيهما يحمل أجزاء حساسة هوائية تُستخدم للاستشعار أثناء حركتها في الهواء ، لكن يختلف الذكر والأنثى بشكل الفم وأجزاءه، إذ إن فم ذكر البعوضة مصمم لمساعدته في عملية امتصاص الرحيق بينما الأنثى ففمها يحتوي على أجزاء مساعدة لعملية العض واختراق الجلد لتتمكن من مص الدم من الكائنات الحية.
الصدر
يتم تقسيم الصدر للبعوض إلى ثلاث أجزاء، وهي:
- البروثوراكس (بالإنجليزية: prothorax): الجزء الأقرب للرأس، ويحتوي على زوج من الساقين، وزوج من الثقوب التنفسية البديلة للرئتين والتي تسمح بتدفق الهواء إلى داخل جسم البعوضة، حيث يتجه الأكسجين القادم من الهواء عبر سلسة من الأنابيب تُسمى بالقصبة الهوائية إلى أنسجة البعوض.
- الميزوثوراكس (بالإنجليزية: mesothorax): هو الجزء المتوسط من الصدر، ويحمل زوجاً من الساقين والأجنحة.
- الميثوراكس (بالإنجليزية: metathorax): الجزء الأقرب للطرف الخلفي، ويحمل زوجاً من الساقين.
البطن
يوجد البطن في الجزء الخلفي من جسم البعوضة، ويُقسم إلى عشرة أجزاء فرعية كل جزء منها يحمل فتحات تنفسية ما عدا الجزء الأول والتاسع والعاشر، إذ يحتوي الجزء التاسع على ثقب يُساعد في عملية التكاثر الجنسي، والجزء العاشر يحمل الأعضاء التناسلية الذكرية أو الأنثوية.
الأمراض التي تنقلها البعوضة
تُعد البعوضة من الحشرات الخطيرة الناقلة للأمراض، إذ يُمكن أن تَلتَقط الأمراض من الإنسان أو الحيوان عند التغذي على دمه، ورغم أن المرض لا يؤثر فيها إلا أنه يتكاثر داخلها وينتقل إلى الإنسان أو الحيوان الآخر عندما تقوم بعضّه، وتختلف هذه الأمراض من حيث تأثيرها على الأشخاص، فبعضهم لا يتأثر بلدغة البعوضة المصابة والبعض قد يُعاني من تأثير خفيف وقصير المدى، وفي نوادر الأحيان قد يُعاني الأشخاص من تأثير شديد للمرض ويكون طويل الأمد وفي بعض الحالات الخطيرة قد تؤدي الأمراض المنقولة عبر البعوضة إلى حدوث الوفاة، وفيما يلي بعض الأمراض التي قد تنقلها البعوضة:
فيروس زيكا
ينتقل فيروس زيكا عن طريق البعوضة التي غالباً ما تلدغ الإنسان في فترة النهار، وأغلب المصابين فيه لا يمرضون أو تظهُر عليهم أعراض ولا يدركون أنهم مصابون به حتى، وتكون الفترة الممتدة من وقت التعرض للدغة وظهور الأعراض هي من 3 إلى 12 يوماً، والأعراض الشائعة لهذا الفيروس هي:
- الحمى .
- الطفح الجلدي.
- الآم في المفاصل.
- احمرار في العيون.
تستمر هذه الأعراض لبضعة أيام أو كحد أقصى أسبوع، كما يُمكن انتقال هذا المرض جنسياً حتى لو لم تظهر الأعراض على الشخص المصاب، والتسبب بعدوى أثناء الحمل قد يعرّض الجنين لخطورة الإصابة بتشوهات خلقية.
فيروس غرب النيل
يُعد فيروس غرب النيل من الفيروسات القاتلة التي تنتقل عبر البعوض للبشر والحيوانات وقد تُسبب وفاتها، وغالباً ما يعيش الفايروس في الثدييات والطيور التي ينتقل إليها عبر لدغة البعوض، ولكنه أكثر تأثيراً على الأحصنة والبشر فقد يُسبب لها حالة مرضية شديدة أو الوفاة، لكن 80% من البشر المصابين بالعدوى لا يتأثرون ولا تظهر لديهم أي أعراض له، وأغلب المتأثرين من هذه العدوى هم من تتجاوز أعمارهم 50 عاماً أو من يعانون ضعفاً في جهاز المناعة، وتكون الأعراض الظاهرة شبيهة بالإنفلونزا وتستمر لمدة أسابيع، أما المضاعفات التي تؤثر على حياة الشخص فهي تُصيب الجهاز العصبي وتؤدي إلى حدوث التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
حمى الضنك
تنتشر حمى الضنك بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث يتم تسجيل 400 مليون حالة إصابة به سنوياً، وهنالك 4 فيروسات مسببة لها وجميعها يتم انتقالها عبر لدغات البعوض.
الملاريا
يتم نقل مرض الملاريا للإنسان عبر طُفيلي موجود داخل البعوضة، ويُمكن لهذا المرض أن يؤدي للوفاة إذا تضاعفت أعراضه ولم يتم علاجه، وهو شبيه بالإنفلونزا إذ يُعاني المصابون به من حمى وقشعريرة. يتم تسجيل 1700 حالة إصابة بالملاريا كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية وأغلبهم من المهاجرين والمسافرين القادمين من جنوب الصحراء أفريقيا وجنوب آسيا، وقد تم تسجيل حوالي 219 مليون حالة إصابة بالملاريا في عام 2017 حول العالم وتوفي منهم حوالي 435,000 شخص.
فيروس الشيكونغونيا
يتفشى هذا الفايروس في مناطق إفريقيا وأوروبا وآسيا ومناطق المحيطين الهندي والهادئ، ويتنقل عبر لدغة البعوض المصاب، مسبباً أعراض رئيسية كالحمى والآم في المفاصل، وفي بعض الحالات تكون هذه الأعراض مصحوبة بصداع والآم في العضلات أو تورم في المفاصل وحدوث طفح جلدي ، وحتى الوقت الحاضر لم يتم إيجاد لقاح لمنع أو معالجة هذا المرض.
وسائل مكافحة البعوضة
يجب اتباع بعض الوسائل للحد من انتشار البعوض والأمراض التي تحملها بسبب خطورتها على الإنسان وحياته، ومن هذه الوسائل ما يلي:
- استخدام المبيدات الحشرية المصرح بها من قبل وكالة حماية البيئة.
- إزالة بيوت البعوض وتدمير البيئات المناسبة لتكاثره.
- وضع حواجز حماية هيكلية على النوافذ والأبواب لمنع دخول البعوض إلى المنازل.
- إقامة الحكومات لبرامج التوعية المحلية للأمراض التي ينقلها البعوض وكيفية الحد من انتشارها.