مكة والمدينة في العصر الأموي
مكة في العصر الأموي
أصبحت مكة في العهد الأموي من ضمن ولاية الحجاز ، ومع ذلك فقد بقيت محل اهتمام الأمويين ورعايتهم لمكانتها، ولذلك فقد قلدوا إمارتها لخاصة رجالهم مثل مروان بن الحكم، وأبان بن عثمان بن عفان، وسعيد بن العاص، وعمر بن عبد العزيز، والوليد بن عتبة، والحجاج بن يوسف الثقفي، وقد استمرت مكة خلال هذه المدة حاضرة الفقهاء والعلماء، بالإضافة إلى كونها مقامًا لأبناء الصحابة وكبار التابعين.
لكن بعد أن وافت المنية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه جاء إليها عبد الله بن الزبير وتحصن فيها خارجًا على يزيد بن معاوية فوجه إليها جيشًا على قيادته الحصين بن نمير وتقدم لقتال عبدالله بن الزبير، وحاصر مكة أربعةً وستين يوماً، وقام بعد ذلك بنصب المجانيق ورمي الكعبة بالحجارة والنار، فحُرقت كسوة الكعبة وتصدعت أجزاء منها، ثم عاد الحصين إلى الشام بعد وصول خبر وفاة يزيد بن معاوية،وقام عبد الملك بن مروان بتجديد بعض أقسام المسجد وأضاف إليه، أما الوليد بن عبد الملك فهو أول من ذهَّب أبوابها وميزابها بالذهب بعد أن قام بتوسعة المسجد وتسقيف أروقته بالساج المزخرف، وجعل له أعمدة من الرخام .
المدينة في العصر الأموي
أصبحت المدينة المنورة في العهد الأموي إمارة من إمارات الدولة الأموية، وقد اهتم بها الخلفاء الأمويين واعتنوا بشؤونها، وقد تولى الحكم فيها من أشهر رجالاتهم مثل مروان بن الحكم، والوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وسعيد ابن العاص، وقد أعيد بناء المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك بعد أن أضيف إليه بعض الأبنية والأراضي التي تحيط به، وأصبح للمسجد 4 مآذن و20 بابًا، واستُقدم البناؤون من مصر والشام، وقد بني المحراب على شكل فجوة في الحائط، وفي عهد مروان بن محمد توسعت عمارة المدينة وقد تم إنشاء القصور والحدائق.
إنجازات الأمويين في مكة والمدينة
إنجازات الأمويين في مكة والمدينة فيما يأتي:
- الإصلاح الإداري: استحدث الأمويون في مكة وظيفة الحاجب، وكان الحاجب يقوم برفع الشكاوى من أهل مكة إلى الوالي.
- التوسعة في المسجد النبوي: أمر الوليد بن عبدالملك، عامله على المدينة عمر بن العزيز، بهدم المسجد النبوي، وشراء الأراضي الملاصقة له، وذلك للعمل على توسيع المسجد، وأمر الوليد بجمع الزخارف و الفسيفساء لتزين جدران المسجد، وقد أُنجز العمل في عام 90هـ.
- الازدهار التجاري: قام الأمويون بمنح أهالي المدينة ومكة العديد من الأعطيات، والرواتب التي كانت تجري لآبائهم من الصحابة، وقد أدى هذا إلى زيادة النشاط التجاري من وإلى مكة والمدينة.
- إنشاء عيون الماء: اهتم معاوية بن أبي سفيان، بأمر الماء في مكة، فقام بحفر عشرة عيون للماء داخل مكة وضواحيها، وقد ازدهرت الحياة الزراعية نتيجةً لذلك.
- الاهتمام بالكعبة: ظهر اهتمام معاوية بن أبي سفيان في الكعبة من خلال، اتخاذه عدداً من العبيد لخدمتها، حيث كانوا يقومون بحراسته ويرتبون الصفوف، كما قام بكسي الكعبة بالديباج الخرساني والقباطي.