مكان نزول سورة الكهف
مكان نزول سورة الكهف
تُعد سورة الكهف من السور المكية، ومن خصائص السور المكية أنّها نزلت قبل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، والدليل على أنّ سورة الكهف نزلت في مكة، ما ورد في سبب النزول أنّ أحبار اليهود ذهبوا إلى قريش في مكة، حتى يسألوا الرسول على قصص أوضحتها سورة الكهف.
ووعدهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يخبرهم ما سألوا باليوم التالي، ولكنّ الوحي تأخر عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خمسة عشر يومًا، فأصبح أهل مكة يتكلمون: "وَعَدَنا وأخلف بوعده"، وبعدها نزل الوحي بسورة الكهف مُجيبة بذلك عن أسئلتهم.
فضل سورة الكهف
سورة الكهف تحمل فضائل عديدة منها ما يأتي:
- إنّ حفظ أول عشر آيات منها تحمي من فتنة الدجال، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)، ووردت أحاديث أنّ قراءتها فقط هي التي تحمي من فتنة الدجال.
- تجلب السكينة والراحة، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ، وإلَى جانِبِهِ حِصانٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وتَدْنُو وجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أصْبَحَ أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له فقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقُرْآنِ).
- جاء في فضل سورة الكهف أنّها نور بين الجمعتين.
مواضيع سورة الكهف
تحتوي سورة الكهف على مواضيع عدة بيانها ما يأتي:
- قصة أصحاب الكهف.
- قصة صاحب الجنتين الجاحد وصديقه الشاكر لله الفقير، وكيف كان عقاب الجاحد.
- جزء من قصة آدم وإبليس، قال -تعالى-: (وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا) .
- قصة الرجل الصالح (الخضر) مع موسى -عليه السلام-، وكيفية تعليمه للصبر.
- قصة ذي القرنين وكيف مكَّنه الله -تعالى- في الأرض وكيفية بناء السد الذي يحبس يأجوج ومأجوج عن الخروج والإفساد في الأرض.
قصة أصحاب الكهف
أصحاب الكهف هم الفتية الذين كانوا على دين عيسى -عليه السلام- وكان ملكهم كافراً، وكان قد دعاهم إلى عبادة الأصنام، وهددهم بالقتل إذا لم يستجيبوا له، إلا أنّهم رفضوا وهربوا منّه خوفًا من جبروته وبطشه ولجؤوا إلى الكهف، ودعوا ربهم أن يرزقهم الرحمة لما أقدموا عليه من العمل، قال -تعالى-: (إِذ أَوَى الفِتيَةُ إِلَى الكَهفِ فَقالوا رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَهَيِّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَدًا) .
واستجاب الله -تعالى- دعاء الفتية وجعلهم يرقدون إلى النوم في الكهف، حتى أنّه منع آذانهم من سماع أي أصوات، حتى لا يستيقظوا، وبقوا في الكهف ثلاثمئة وتسع سنوات، ثم استيقظوا بعد ذلك وبعثهم الله -تعالى- ليعلموا أنّ البعث حق ويوم القيامة آتٍ لا محالة، والراجح في عدد الفتية أنّهم سبعة وثامنهم الكلب.
اختتمت سورة الكهف بالتذكير بجزاء الكافرين الذين كذبوا بالله واستهزؤوا بآياته بأنَّ لهم جهنّم، وجزاء المؤمنين الذين آمنوا بالله؛ فأعد الله لهم الفردوس الأعلى وأنّ الطريق للقاء الله هي عبادة الله وحده لا شريك له.