مكان نزول سورة الضحى
مكان نزول سورة الضحى
لقد بيّن أهل العلم أنّ سورة الفجر قد نزلت بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة، حيث إنَّ سورة الضحى قد نزلت بعد نزول سورة الفجر، فيمكن الجزم على أنّ سورة الضحى قد نزلت في مكةَ المكرمة، وبناءً على ذلك يمكن القول بأنّ سورة الضحى إحدى سور القرآن المكية .
سبب نزول سورة الضحى
يرجع سبب نزول سورة الضحى إلى أنّ جبريل -عليهِ السلام- قد فتر فترةً من الزمن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال المشركين حينها أنّ الوحي قد ودع محمدًا وقلَّاه، فأنزل الله -عزّ وجلّ- قوله: (وَالضُّحَىٰ* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).
تفسير سورة الضحى
في هذه الفقرة سيتمّ بيان تفسير آيات سورة الضحى بشيءٍ من التفصيل:
- (والضحى)
يقسمُ الله -عزَّ وجلَّ- في هذه الآية بوقت الضحى، وهو وقت ارتفاع النهار ارتفاعًا عاليًا.
- (والليلِ إذا سجى)
ثمَّ يُقسم تباركَ -تعالى- بالليل حين يشتدّ ظلامه، ويستقرّ ويسكن، وإنّ أصله من التسجية، وهي التغطية والستر.
- (ما ودعك ربك وما قلى)
وفي هذه الآية جواب القسمِ، وفيها يُخاطب الله -عزّ وجلّ- نبيه قائلًا: ما تركتك ولا قطعتك قطع المودّع، ولا تركتك ترك المعرض عنك والمبغض لك.
- (وللآخرةُ خيرًا لكَ من الأولى)
ثمّ بيّن الله -عزّ وجلّ- لنبيه الكريم في هذه الآية الكريمة، إلى أنّه وبالرغم من الخير الكثير الذي وُهب له في الدنيا، إلا أنّ له في الآخرة ما هو أفضل من هذا بكثير.
- (ولسوف يعطيك ربك فترضى)
وفي هذه الآية الكريمة يبيّن الله -عزّ وجلّ- خيرية الآخرة، وبأنّه سوف يعطي نبيّه الكريم عطاءً يصلّ به حدّ الرضا، ومعلومٌ أنّ بعد الرضا ليس للإنسان أيّ مطلب.
- (ألم يجدك يتيمًا فآوى)
أما في هذه الآية فيبيّن الله -عزّ وجلّ- أول خيرية منَّ بها على نبيه الكريم، وهي تعهده منذ ولادته، وتهيئة الظروف لينشأ نشأةً تتناسب مع نبيّ، وبالرغم من يتمه إلا أنّه كان سيد شباب مكة المكرمة، وهذا كلّه من فضل الله عليه.
- (ووجدك ضالًا فهدى)
أما النعمة الثانية التي أنعمها عليه في دنياه، أنّه وجده غافلًا عن الشرع الحنيف، الذي لا يُتعلَّم بالعقل بل بالفطرة، فأوحاهُ إليه وعلّمه إيّاه، وجعله رسولًا نبيًا إلى كافة النّاس.
- (ووجدكَ عائلًا فأغنى)
وهنا يبيّن -سبحانه وتعالى- النعمة الثالثة التي أنعم بها على نبيه في الدنيا؛ والتي تتمثل بالمال الذي وهبته السيدة خديجة له، أو المال الذي حصل عليه النبيّ من تجارته معها.
- (فأمَّا اليتيم فلا تقهر)
وهنا يأمر الله -عزّ وجلّ- نبيّه الكريم بعدم قهر اليتيم، وذلك بعدم نهره عن ماله، فيذهب بحقّه استعطافًا منه لهذا اليتيم.
- (وأمَّا السائل فلا تنهر)
ثمّ يأمر الله -عزّ وجلّ- النبي بعدم زجر صاحب الحاجة إن طلب منه شيئًا؛ بل عليه أن يقضي له حاجته.
- (وأمَّا بنعمة ربك فحدث)
وفي ختام هذه السورة يأمر الله -عزّ وجلّ- نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن يبيّن نعمة الله عليه، وذلك من خلال شكر الله ، وإظهار آثار هذه النعم.