مقال عن توسعة الحرمين الشريفين
توسعة الحرمين الشريفين
تُعتبر توسعة الحرمين الشريفين وتطوير خدمات الحج والعمرة من أكبر شواغل الحكومة السعودية، حيث يظهر ذلك من خلال جهودها المتواصلة التي تهدف لحصول زوار الحرمين الشريفين على حاجاتهم من الأمان والرعاية، وبالتالي أداء فروضهم الدينية بسهولة.
توسعة المسجد الحرام
تشمل توسعة المسجد الحرام تطوير العمارة والتقنيات الفنية والجوانب الأمنية بشكلٍ أساسيّ، وتبلغ مساحة المشروع 750,000 م قُسّمت على 3 أجزاء تبدأ من شارع المسجد الحرام في الشرق وتنتهي بشارع خالد بن الوليد غرباً؛ بحيث تشمل بعض الشوارع، مثل: شارع أبو سفيان وعبد الله ابن الزبير، وأجزاء من الجبل الهندي، وبعض أحياء المناطق القديمة من شارع جبل الكعبة، وغيرها من الأجزاء، وعليه تتوضح أهداف ونتائج المشروع كالآتي:
- توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة لاستيعاب الزيادة في أعداد المصلين والحجاج، بحيث يزيد المشروع ما مساحته 400,000 م، أيّ تقريباً ضعفي المساحة الموجودة، وبالتالي ترتفع قدرته الاستيعابية إلى 2.5 مليون بحسب رؤية المملكة لعام 2030م، كما تبلغ تكلفة المشروع 17,240,000,000 دولار.
- المرحلة الثالثة من التوسعة، والتي أطلقها سمو ولي العهد سلمان بن عبدالعزيز سنة 2015م، وتضم 5 مشاريع شملت توسعة مبنى المسجد الرئيس، وبناء ساحة ونفق للمشاة، وتطوير محطة للخدمات الرئيسية، وإنشاء طريق دائري حول المسجد ، وتحديث المبنى الأمني والمستشفى في المسجد، بالإضافة إلى تركيب 79 بوابة آلية في محيط المسجد.
تاريخ توسعة المسجد الحرام قبل العهد السعودي
مرّ المسجد الحرام بالعديد من التوسعات عبر التاريخ، وشملت الآتي:
- التوسعة في عهد الخلفاء الراشدين: فيما يأتي أهم المراحل التي مرّت بها توسعة المسجد الحرام في عهد الخلفاء الراشدين:
- التوسعة في عهد الخليفة أبو بكر الصديق: لم يكن للمسجد سور يُحيط به حينها وكان محاطاً بدور تربط بينها طرق تؤدي للكعبة واستمر ذلك حتّى عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
- التوسعة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب: اشترى عمر بن الخطاب الدور المحيطة في المسجد وأدخلها في المطاف، كما بنى حولها سوراً قصيراً.
- التوسعة في عهد الخليفة عثمان بن عفان: اشترى عثمان بعض الدور في محيط المسجد وأدخلها في المطاف؛ بسبب ضيق المكان بالمصلين سنة 26هـ، كما جعل للمسجد أروقة.
- التوسعة في عهد الدولة الأموية: فيما يأتي أهم المراحل التي مرّت بها توسعة المسجد الحرام في عهد الدولة الأموية:
- التوسعة في عهد عبد الله بن الزبير: شملت شراء دور محيطة بالمسجد، وإعادة بناء الكعبة على قواعد النبي إبراهيم عليه السلام.
- التوسعة في عهد عبد الملك بن مروان: شملت إعادة بناء الكعبة على بناء قريش ، وسَقْف المسجد بالساج، وتعميره عمارة حسنة بعدما دُمّرت بعض أجزائه، كما يُذكر أنه جلب السواري إلى المسجد.
- التوسعة في عهد الوليد بن عبد الملك: سقف المسجد بالساج وأزره بالرخام من الداخل وجعل للمسجد شرفات.
- التوسعة في عهد الدولة العباسية: فيما يأتي أهم المراحل التي مرّت بها توسعة المسجد الحرام في عهد الدولة العباسية:
- التوسعة في عهد أبي جعفر المنصور: بنى منارة في الركن الغربي بعد زيارته للمسجد.
- التوسعة في عهد الخليفة المهدي: شملت شراء الدور التي أعلى المسجد فكانت توسعة عظيمة من جميع الجهات، لكنّه مات قبل إتمامها، فأتمّها ابنه موسى الهادي، ويُذكر أنّها زادت مساحة المسجد بمقدار 12,512م.
- التوسعة في عهد الخليفة المقتدر: تُعتبر امتداد للإصلاحات والترميمات التي سبقتها في الفترة العباسية، ولم يمر المسجد بأيّة توسعات بعدها لمدّة 810 سنة.
- توسعة المسجد الحرام في عهد الدولة العثمانية: فيما يأتي أهم المراحل التي مرّت بها توسعة المسجد الحرام في عهد الدولة العثمانية:
- التوسعة في عهد عهد الخليفة سلطان خان: شملت إعادة بناء المسجد بأكمله؛ بسبب حدوث تصدّع كبير فيه، ثمّ أكمل ابنه بناء المسجد على الشكل القائم عليه الآن سنة 984هـ، والذي يُطلق عليه اسم الرواق العثماني؛ وهو تصميم مشهور بالأعمدة الرخامية والقباب.
- التوسعة في عهد السلطان مراد خان: شملت ترميمات وإصلاحات كبيرة أهمّها بناء الكعبة سنة 1040هـ بعد تهدمّها بسبب السيول، وعليه بلغت مساحة المسجد بعد الانتهاء منها تقريباً 28,003 م.
التوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام
شملت التوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام ترميم كامل المسجد سنة 1344هـ، وترخيم وطلاء وإصلاح مظلة إبراهيم وقبة زمزم ومظلات صحن المطاف، بالإضافة إلى تبليط المسعى بحجر الصوان المربع، وعمل سبيلين لماء زمزم، وإصلاح الحجارة المفروشة على طول المطاف، بالإضافة إلى تجديد سقف المسعى، وبناء باب جديد للكعبة مغطى بصفائح فضية ومحلى بآيات من الذهب.
شملت الإصلاحات والتوسعات والترميمات في عهد الملك سعود آل سعود تركيب مضخة لرفع مياه زمزم سنة 1373هـ، وإنشاء بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم، واستبدال الشمعدانات الستة بحجر إسماعيل بخمس أخرى نحاسية تُضاء باستعمال الكهرباء، بالإضافة إلى تبليط أرض المسعى بالإسمنت، كما شملت أيضاً مصنع كسوة الكعبة في موقعه الجديد، وتوسعة المطاف ليصير على شكله الموجود اليوم.
أتمّ الملك خالد بعد ذلك توسعة المسجد، وافتتح مصنع كسوة الكعبة بعهده، بالإضافة إلى قيامه بالعديد من الإنجازات، مثل: صنع باب الكعبة بتصميم فريد وتنظيف بئر زمزم، وعليه مرّت التوسعة السعودية الأولى بأربع مراحل، وهي كالآتي:
- المرحلة الأولى (1375-1381هـ): تمثّلت ببناء المسعى بطابقيه للتخفيف من الازدحام، وإنشاء حاجز قليل الارتفاع وسط المسعى يقسمه إلى قسمين للذهاب والإياب ما بين المشعرين، بالإضافة إلى بناء درج دائري للصفا وآخر للمروة، وتزويد الطابق الأول من المسعى بثمانية أبواب على الواجهة الشرقية للشارع العام للدخول منها إلى المسجد الحرام، وتزيد الطابق الثاني من المسجد بمدخلين من خارج الحرم، أحدهما عند الصفا والآخر عند المروة، ومصعدين أحدهما عند باب السلام والآخر عند باب الصفا.
- المرحلة الثانية (1381-1389هـ): وشملت أعمال عمارة المسجد الحرام والجزء الخارجي من المبنى الجديد، وتوسعة منطقة المطاف، بالإضافة إلى عمل سلالم لبئر زمزم.
- المرحلة الثالثة (1389-1392): وشملت بناء المكبرية، وشق الطرق، وإنشاء الميادين حول الحرم.
- المرحلة الرابعة (1393-1396): وتمثلت بتجديد الحرم القديم، وتجديد أركانه الأربعة لإنشاء البوابات الثلاث الرئيسية.
يُذكر أنّ مساحة المسجد مع نهاية التوسعة السعودية الأولى أصبحت تُساوي تقريباً 160,168 م، أيّ أصبحت تتسع لأكثر من 300,000 مصلٍّ في الأوضاع الطبيعية، وكان عندئذ للمسجد 64 باباً، و7 منارات يبلغ طول كلٍّ منها 89 متراً.
التوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام
بدأت التوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام بأمر من الملك فهد بن عبد العزيز سنة 1405هـ بشراء العقارات في السوق الصغير قرب المسجد لزيادة مساحة أراضي المسجد، حيث بلغت مساحة العقارات المنزوعة ملكيتها 30,000 م، ثم تلا ذلك كلّ ممّا يأتي:
- تبليط سطح التوسعة الأولى بالرخام المقاوم للحرارة للتخفيف عن المصلين.
- بناء 5 جسور علوية في الجهة الشمالية.
- بناء سلالم كهربائية عددها 5 بين السطح والطابق الأول.
- وضع حجر الأساس لتوسعة الجزء الغربي من المسجد الحرام في صفر من سنة 1409هـ بمراحله التي تُوضّح على النحو الآتي:
- البدء بمبنى التوسعة الذي يتألف من القبو والطابق الأرضي ونظام التكييف.
- تركيب أبواب عددها 14 لتصبح أبواب المسجد 112 باباً.
- إنشاء ساحات مُهيّئة للصلاة تبلغ مساحتها 88,000 متر مربع سنة 1411هـ.
- توسعة منطقة الصفا سنة 1417هـ، حيث صارت مساحتها 375 م.
- بناء جسر الراقوبة سنة 1418هـ، وهو الجسر الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة.
- توسعة الممر الملاصق للمسعى.
- تجديد مقام النبي إبراهيم.
توسعة المسجد النبوي
يُعتبر المسجد النبوي أحد أهم وأكبر المساجد في العالم، حيث خضع المسجد لعدّة توسعات خلال تاريخه من قِبل الخلفاء الراشدين، ثمّ الأمويين، ثمّ العباسيين، ثمّ العثمانيين، وأخيراً أثناء الحكم السعودي الذي تمّت خلاله أكبر توسعةٍ في التاريخ للمسجد؛ وهي توسعة الملك عبدالله التي بدأت سنة 2012م؛ والتي هدفت إلى توسعة المسجد بحيث يكون قادراً على استيعاب مليوني مُصلٍّ في نهاية التوسعة.
يشمل برنامج التوسعة مساحة المسجد الكليّة، والتي تُساوي 1,020,500 م، حيث يحتل مبنى المسجد وحده 614,800 م منها، بحيث يتمّ توسعة في الجهة الشمالية لتصل إلى 1,25,000 م من الأرض، وبذلك تنعكس أهمية المشروع على رؤية المملكة لعام 2030م، والتي تهدف إلى تعزيز وتشجيع السياحة الدينية لتنويع روافد الاقتصاد السعودي، ومن الجدير بالذكر أنّ كلفة المشروع تُساوي 6,730,000,000 دولار.
تاريخ توسعة المسجد النبوي قبل العهد السعودي
مرّت توسعة المسجد النبوي بالعديد من المراحل، وهي كالآتي:
- التوسعة في زمن النبي محمد: أسّس النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- المسجد النبوي ، وجعل له 3 أبواب منها باب باتجاه الجنوب نحو المسجد الأقصى الذي كان أولى القبلتين، ويُذكر أنّه أغلق وفتح آخر مقابل له في الجهة الشمالية عندما غُيّرت القبلة إلى مكة في وقت لاحق، كما يُذكر أنّ النبي قام بأول توسعة للمسجد بعد عودته من غزوة خيبر، نظراً لزيادة عدد المسلمين، حيث صارت مساحته عندها تُساوي 2475 م..
- في عهد الخلفاء الراشدين: فيما يأتي أهم المراحل التي مرّت بها توسعة المسجد النبوي في عهد الخلفاء الراشدين:
- التوسعة في عهد الخليفة أبو بكر الصديق: اقتصرت أعمال الخليفة أبو بكر الصديق في المسجد النبوي على الإصلاحات والترميمات، ولم يقم بأيّة توسعات تذكر.
- التوسعة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب: اقتضت الضرورة في بدء هذه التوسعة بسبب ظهور نخر في الأعمدة الداعمة للمسجد، حيث شملت شراء الدور المحيطة به من جهات الغرب، والشمال، والجنوب دون جهة الشرق التي تُوجد بها حجرات أمهات المؤمنين وقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما جُعل له 6 أبواب ، وساحة خارجية سُميت بالبطحاء.
- توسعة المسجد النبوي في عهد الدول الأموية والعباسية: فيما يأتي أهم المراحل التي مرّت بها توسعة المسجد النبوي في عهد الدول الأموية والعباسية:
- التوسعة في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك: بدأت عندما كتب الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز بشراء الدور التي تُحيط بالمسجد، وتعويض أصحابها، وضمّ بيوت أمهات المؤمنين للمسجد سنة 88هـ، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التوسعة قُدّرت على أنّها تُساوي 2369 م، كما جعل للمسجد 20 باباً، وزيّنه بالفسيفساء والأعمدة المحشوة بالصلب والرصاص، وبلغت مساحة المسجد حينها نحو 6440 م.
- التوسعة في عهد الخليفة العباسي المهدي: شملت هدم توسعة الخليفة الوليد التي كانت في الجهة الشمالية، وإعادة بنائها مع زيادة مساحتها نحو 55 ذراعاً، وجعل له 24 باباً، وتُقدّر هذه التوسعة بـ 2450 م.
- التوسعة في عهد الملك ناصر الدين: شملت بناء قبة صحن المسجد لحفظ ذخائره؛ والتي بقيت حتّى حريق المسجد النبوي الأول.
- التوسعة في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله: أرسل الخليفة الأموال لإعادة إعمار المسجد عند علمه بالحريق، لكنّه لم يتمكّن من ذلك بسبب غزو التتار ومقتل المعتصم.
- توسعة المسجد النبوي في عهد دولة المماليك في مصر: فيما يأتي أهم المراحل التي مرّت بها توسعة المسجد النبوي في عهد دولة المماليك في مصر:
- التوسعة في عهد الملك المظفر: تولّى توسعة المسجد ، وترميمه، وعمارة منصته، وساعد في بناء المسجد وتأثيثه، كما أرسل منبراً جديداً بدلاً من المنبر المحترق.
- التوسعة في عهد الظاهر بيبرس: شملت إرسال مقصورة خشبية لتُوضع حول الحاجز المحيط بالحجرات الشريفة الخاصة بأمهات المؤمنين، وبذلك عاد المسجد نوعاً ما إلى ما كان عليه بعد ترميم 661هـ.
- التوسعة في عهد السلطان المنصور قلاوون الصالحي: شملت عدّة إصلاحات لكن أبرزها بناء قبة فوق الحجرة النبوية.
- التوسعة في عهد الناصر بن قلاوون: شملت بناء المئذنة الرابعة، وتجديد سقف صحن المسجد، واستمرت الإصلاحات والترميمات في عهد السلطان شعبان بن حسين والملك جقمق حتى سنة 853هـ.
- التوسعة في عهد المملوكي الأشرف قايتباي: وقع الحريق الثاني للمسجد النبوي سنة 866هـ على إثر صاعقة ضربته؛ لذلك أمر الملك ببناء المسجد كاملاً، حيث أنفق عليه 100 ألف دينار، وشمل ذلك بناء القبة، والاعتناء بعمارة المكان، وفرشه بالسجاد والأثاث والمشكاوات الزجاجية التي تُستخدم للإضاءة، وبقي المسجد 4 قرون بعد ذلك بلا أيّ توسعة تُذكر.
- توسعة المسجد النبوي في عهد الدولة العثمانية: حدثت عدّة توسعات وترميمات وإصلاحات في عهد الدولة العثمانية للمسجد الأموي، ومن أبرزها الآتي:
- التوسعة في عهد الخليفة عبد المجيد العثماني: أمر بتعمير المسجد سنة 1848هـ.
- التوسعة في عهد الخليفة سليم الثاني: شملت العديد من الإصلاحات أهمها إصلاح رصاص القبة ووضع هلال جديد عليها في عهد الخليفة سليمان القانوني.
- التوسعة في عهد الخليفة محمود الثاني: شملت العديد من الإصلاحات أهمها تجديد القبّة ودهنها باللون الأخضر.
- التوسعة في عهد السلطان عبد المجيد خان: شملت تعميره المسجد بالحجر الأحمر، وزيادة 1293 م على مساحته، بحيث أصبحت المساحة الكلية للمسجد تُساوي 1030 م، بالإضافة إلى ذلك وُضِع 600 مصباح زيتي موزعة على طول مساحة المسجد ، ثمّ أُدخلت الإضاءة الكهربائية إلى المسجد.
توسعة المسجد النبوي في عهد الدولة السعودية
خضع المسجد النبوي لعدّة توسعات في عهد الدولة السعودية، من أبرزها ما يأتي:
- التوسعة في عهد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود: شملت إعلانه عن النيّة لتوسعة المسجد النبوي بعد القيام ببعض الترميمات للأرضيات، والمداخل، والأروقة، والمآذن .
- التوسعة في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود: شملت وضع حجر أساس التوسعة نيابةً عن والد الملك، والإبقاء على جزء من عمارة السلطان عبد المجيد، ومن الجدير بالذكر أنّ مجموع التوسعة السعودية آنذاك بلغ تقريباً 1227 م، وأصبح عدد الأبواب 10 بعد أن أُضيفت 5 أبواب جديدة، كما عُزّزت الإضاءة الكهربائية، وبُنيت محطة خاصة لإضاءة المسجد النبوي، وبلغ عدد المصابيح عندئذ 2427 مصباحاً، بينما بلغت المساحة الكلية للمسجد نحو 16,327 م.
- التوسعة في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز: تمّت بسبب وجود حاجة ملحة لتوسعة المسجد نتيجة تزايد أعداد المصلين والزوار، وعليه أمر الملك فيصل بإجراء توسعة جديدة سنة 1393هـ شملت زيادة مساحة المسجد بإضافة مساحة تساوي ضعف مساحته الأصلية، حيث بلغت مساحة المسجد حينها نحو 40,550 م، بالإضافة إلى رصف الأرض، ونصب مظلاتٍ مستطيلة الشكل ومتينة مصنوعة من الألياف الزجاجية.
- التوسعة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود: شملت تعويض المنطقة التي تعرّضت للحريق سنة 1397هـ، وضمّها للمسجد النبوي، ثمّ إلحاقهما بالمظلات من التوسعة السابقة؛ ليُصبح مجموع مساحتهما 94,000 م.
- التوسعة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود: بدأت بأمر تنفيذ مشروع توسعة كبرى تُضاعف مساحة المسجد عشرات المرات، ونُفِّذت على عدّة مراحل كالآتي:
- أعمال الهدم، فالحفر، فأعمال الأوتاد، وبناء الأقبية والطابق الأرضي والجدران، ثمّ بناء القباب المتحرّكة التي تحتوي على فتحات تهوية تُغلق عند اشتداد حرارة الشمس.
- بناء أعمدة ونوافذ التوسعة ومداخلها، ثمّ الطوابق الأول والثاني والثالث حتّى الخامس على الترتيب، ثمّ أخيراً بناء سطح المسجد والسلالم، بحيث أصبحت المساحة كاملةً بعد التوسعة تُساوي 165,500 م، وتستوعب أكثر من 257,000 مصلٍّ.
- مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود: بدأ العمل به تحت حكم الملك سلمان بن عبد العزيز سنة 2012م من خلال شراء العقارات المحيطة بالمسجد وتعويض ملّاكها، ورفع 10 مآذن جديدة، وتركيب أنظمة تهوية وتكييف، وأبواب داخل وخارج المسجد، ونُفِّذت على 3 مراحل الأولى تستوعب 800 ألف مصلٍ، والثانية والثالثة مجتمعةً تستوعب 800 ألف مصلٍ آخرين.
خدمة الحرمين الشريفين
تشتهر المملكة العربية السعودية بحسن الاستقبال والضيافة للمسلمين، كما تمتلك مكانةً خاصة عند المسلمين بسبب حصولها على شرف خدمة الحرمين الشريفين، ومن الجدير بالذكر أنّ عدد المعتمرين الذين دخلوا البلاد تضاعف 3 مرّات في العقد الأخير، ممّا يرفع من المسؤولية النبيلة التي تقع على كاهل الدولة تجاه هؤلاء المعتمرين.
أطلقت المملكة بسبب تضاعف عدد المعتمرين مشروع مترو مكة لتطوير شبكة المواصلات، وتسهيل الحركة على الحجاج والمعتمرين في نفس الوقت الذي تعتزم فيه دعم التجربة الروحانية والثقافية في البلاد من خلال بناء المتاحف، وترميم المواقع الأثرية والسياحية، وتطوير التجربة الخاصة بالعبادات في المملكة، بما يتوافق مع رؤية الدولة لسنة 2030م؛ والتي تهدف لرفع عدد المعتمرين من 8 ملايين معتمر سنوياً إلى 30 مليوناً معتمر، بالإضافة للتخطيط لمضاعفة عدد المواقع التاريخية والسياحية المسجلة لدى اليونسكو.