مقارنة بين الإمارة والسلطنة والخلافة
مقارنة بين الإمارة والسلطنة والخلافة
تطلق المسميات (الإمارة والسلطنة والخلافة) على مساحة جغرافيا يعيش فيها مواطنون تابعين في حكمهم لها، ولها حكومتها ودستورها، ومن الممكن أن نعقد مقارنة بين هذه الأشكال الثلاث من عدة أوجه، على النحو الآتي:
الإمارة
تُعرّف الإمارة بأنّها: وحدة تقسيم سياسي تتمثل بقطر من الدولة يحكمه رئيس يتم تعيينه من السلطة العليا في الدولة كالحاكم أو الملك، وتُقسّم الإمارة إلى نوعين؛ عامة وخاصة، أمّا عن العامة فتحدث عندما يفوّض حاكم البلاد شخصًا ما على إمارة أو إقليم، بحيث يضع جميع سكان هذه الإمارة وشؤونها في مسؤوليته الخاصة، أمّا عن الإمارة الخاصة؛ فيتم فيها تقويض مسوليات الأمير بتدبير الجيش للدولة، وحكم الرعية، ولا شأن له بالقضاء والخراج والصدقات.
السلطنة
السلطنة: فهي دولة يحكمها السلطان، مطلق السلطات في الدولة، حيث يسن القوانين، ويورث الحكم لعائلته من الذكور الأكفاء، ويكون السلطان مسؤولًا عن شؤون الدولة السياسية والاقتصادية، وشؤون الرعايا وقضايا السلطنة.
الخلافة
تعني الخلافة: نظام الحكم الإسلامي الذي يقوم على المبادئ والتشريعات الإسلامية؛ وسميت بهذا الاسم بعد عهد الرسول حيث خلفه أبو بكر قائدًا يتولى شؤون المسلمين، ويحكم في قضاياهم، بما تقتضيه الشريعة وما أمر به الرسول وما يتوافق مع مصلحة المسلمين.
أمثلة على الإمارة والسلطنة والخلافة
أمثلة على الإمارة والسلطنة والخلافة فيما يأتي:
الإمارات المتحدة مثالًا
تخضع الإمارات لنظام حكم قائم على الفيدرالية الدستورية؛ حيث يتم تقسيم حاكم لكل إمارة يرعى شؤونها وينهض بها بمعزل عن باقي الإمارات، إلّا أنّها جميعها تخضع لحكم الدستور العام للدولة. فيتم تقسيم مسؤوليات الحكم بين الحكومة الاتحادية التي تُعنى بالشأن الاقتصادي العام، والشؤون السياسية الخارجية، والحكومة المحلية التي تتولى إدارة الإمارة ورعاية المقيمين فيها والاهتمام بمؤسساتها وشؤونها الداخلية.
سلطنة عمان مثالًا
نظام الحكم في السلطنة وراثي، ويعرف الحاكم بلقب السلطان، حيث يتم الاختيار من ذرية السلطان بعد وفاته ذكرًا من أهله تنطبق عليه شروط الحكم؛ كأن يكون مسلمًا من والدين شرعيين مسلمين عمانيين، وعاقلًا، ويقوم مجلس العائلة بعملية الاختيار هذه خلال ثلاثة أيام من وفاة السلطان، وإذا انقضت المهلة دون تحديد الوريث للحكم، يقوم مجلس الدفاع بتثبيت الشخص الذي قد تمت الإشارة إليه مسبقًا من قِبل السلطان المتوفى.
يقوم السلطان برئاسة وقيادة السلطات الثلاث في البلاد؛ السلطة التشريعية وهي المسؤولة عن سن القوانين في الدولة، والسلطة التنفيذية والتي يشغل السلطان منصب رئيس الوزراء فيها ووزير المالية والخارجية أيضًا، و السلطة القضائية والتي يقوم السلطان فيها بتعيين القضاة.
الخلافة الإسلامية
بدأت الخلافة الإسلامية مع الخلفاء الراشدين الذين كان نظام الحكم في فترتهم قائمًا على الشورى، حتى أصبح وراثيًا في عصر الخلافة الأموية، ويعنى الخليفة بشؤون العالم الإسلامي والمسلمين جميعًا ومن يعيش على أراضيهم، ويسعى إلى تطبيق الأحكام الشرعية واعتماد الجانب المؤسساتي من الدين الإسلامي كأساس لحكم المؤسسات المالية والاجتماعية والعمالية، ويقسم حاكمًا على الإمارات والدول البعيدة ليرعوا شؤونها المحلية.